الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسروق (التابعي الجليل): لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين (1).
سئل رجل من أهل المدينة كيف كان وجد الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان، قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه (2).
وقد تركت عائشة (ض) مما تركت غابة، فورثتها أختها أسماء (ض) ثم اشتراها منها معاوية (ض) بمئة ألف درهم، فوزعتها أسماء في القاسم بن محمد وابن أبي عتيق (3).
كنية عائشة (ض):
لم تحمل عائشة (ض) قط ولم تلد ولدا، ومع ذلك لم يكن أصابها حزن أو تأسف على ذلك، ولا هي اشتكت طول حياتها، وكان من عادة أشراف العرب أنهم كانوا يكتنون بأسماء أولادهم، فلا يناديهم أحد بأسمائهم الأصلية، بل كانوا يخاطبون بكناهم، فقالت عائشة (ض) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: كل صواحبي لهن كنى، قال:((فاكتني بابنك عبد الله، يعني ابن أختها، فكانت تكنى بأم عبد الله)) (4) وقد أشكلت هذه الكنية على ابن الأعرابي، فروى أنها أسقطت ولدا سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، فكانت لهذا تكنى بأم عبد الله (5) ولكن هذه الرواية واهية، في غاية الضعف سندا، والصحيح الثابت الذي نصت عليه الأحاديث أنها لم تلد (6).
والمراد بعبد الله هو ابن أختها عبد الله بن الزبير أول مولود في الإسلام
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 78/ 8.
(2)
الطبقات الكبرى لابن سعد 78/ 8.
(3)
صحيح البخاري ترجمة الباب.
(4)
سنن أبي داود كتاب الأدب برقم 4970.
(5)
شرح الزرقاني على المواهب 269/ 3.
(6)
أخرج الإمام أحمد أن عائشة (ض) قالت للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتني أنت أم عبد الله، فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت ولم تلد قط. (6/ 156 برقم 25222).
بعد الهجرة، وكانت اليهود تقول: قد أخذنامم فلا يولد لهم ولد ذكر، فكبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد عبد الله، ولما ولد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره وأتى بتمرة فمصها ثم مضغها ثم وضعها في فيه فحنكه بها، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)، وقد تبنته عائشة (ض)، وكانت تحبه حبا شديدا، وهو كذلك يحبها أكثر من أمه، كما أن عائشة (ض) كانت تربي أيتاما آخرين في حضنها وتحت رعايتها، روى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه قال: كانت عائشة تليني وأخا لي يتيمين في حجرها، فكانت تخرج من أموالنا الزكاة (2). وقصة تربيتها لبنت أنصارية وتزويجها مذكورة في الأحاديث، تقول (ض): كانت في حجري جارية من الأنصار فزوجتها، قالت: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها فلم يسمع لعبا فقال: ((يا عائشة إن هذا الحي من الأنصار يحبون كذا وكذا)) (3).
وإليك قائمة بأسماء أولئك العباقرة الذين تخرجوا من مدرسة أم المؤمنين، ربتهم في حجرها وعلمتهم فصنع الله منهم على يدها حفظة الإسلام ونقلته إلى الأجيال اللاحقة، وهؤلاء هم مسروق بن الأجدع، عمرة بنت عائشة بنت طلحة، عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عروة بن الزبير، القاسم بن محمد وأخوه عبد الله بن يزيد (4)، كما أنها هي التي ربت بنات محمد بن أبي بكر الصديق (ض) وزوجتهن (5).
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 632/ 3 برقم 6330.
(2)
موطأ الإمام مالك 1/ 251 برقم 589.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 269/ 6 برقم 26356 وابن حبان في صحيحه 13/ 185 برقم 5875، وأورده الهيثمي في موارد الظمآن 494/ 1 برقم 2016 والطبراني في الأوسط 5/ 352 برقم 5527.
(4)
انظر: موطأ الإمام مالك باب زكاة أموال اليتامى 1/ 251 ومسند الإمام أحمد 32/ 6
برقم 24084.
(5)
موطأ الإمام مالك باب ما لا زكاة فيه من الحلي 1/ 250 برقم 586.