الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عروة قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة (ض) فقالت: لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذات مرة ذكر رجل عند عائشة فلعنته أو سبته، فقيل لها: إنه قد مات، فقالت: أستغفر الله له، فقيل لها: يا أم المؤمنين لعنته ثم استغفرت له؟ فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تذكروا موتاكم إلا بالخير)) (2).
التورع من قبول الهدايا:
قلما كانت تقبل هدايا الآخرين، وإن قبلتها فتكافئ عليها في أقرب وقت، وقد قدم درج إلى عمر (ض) من العراق وفيه جوهر، فقال لأصحابه: تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا، ولم يدروا كيف يقسمونه، فقال: تأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها؟ فقالوا: نعم، فبعث به إليها، ففتحته فقالت: ماذا فتح علي ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اللهم لا تبقي لعطيته لقابل (3).
تقول عائشة بنت طلحة: كان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها، وكان الشباب يتآخوني فيهدون إلي ويكتبون إلي من الأمصار، فأقول لعائشة: يا خالة هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشة: أي بنية فأجيبيه وأثيبيه، فإن لم يكن عندك ثوب أعطيتك، فقالت. فتعطيني (4). وقد بعث إليها عبد الله بن عامر بنفقة وكسوة فقالت للرسول: أي بني لا أقبل من أحد شيئا، فلما خرج قالت: ردوه علي، فردوه، قالت: إني ذكرت
= وصحيح الإمام مسلم كتاب فضائل الصحابة برقم 2488. (1) صحيح البخاري كتاب المناقب برقم 3531.
(2)
مسند الطيالسي 209/ 1 برقم 1494.
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك 9/ 4 برقم 6725، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا صح سماع ذكوان أبي عمرو، ولم يخرجاه، كما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 190/ 2، وقال: هذا مرسل، والإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2/ 875 برقم 1642.
(4)
أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد 382/ 1 برقم 1118، ونقله عنه العلامة شمس الحق العظيم آبادي في عون المعبود شرح سننن أيي داود 268/ 10.