الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
((أرض القرآن)) لا يزال كتابا فريدا لم ينسج على منواله في موضوعه، وهو ثروة، غية في المواد العلمية)) (1).
كان (ح) مرجعا لأساتذة التاريخ والمهتمين به في الهند، يزورونه ويراسلونه ويرجعون إلى آرائه وتحقيقاته، وكان يولي عناية تامة للصدق والأمانة التاريخية، فقلما تراه يتبع الأسلوب الشعري في مؤلفاته، وكان يحذر من إثارة مشاعر القارئ واللعب بعواطفه، مثلما كان يبذل من الجهد في البحث والتحقيق والنقد.
كما كان له اهتمام كبير بإخراج مصادر كتب التاريخ والتراجم إلى الناس، والواقع أن كل كتابة من كتابات السيد الندوي تحمل بحوثا وتحقيقات تاريخية نادرة وقيمة، اعترف بها العلماء والمتخضصون في علم التاريخ، وسلموا بإمامته وتقدمه في هذا الشأن.
خامسا - الفلسفة وعلم الكلام:
كان (ح) ضليعا بالفلسفة وعلم الكلام، وخير دليل على ذلك كتاب ((سيرة النبي))، يقول العلامة أبو الحسن علي الندوي:((وكان من منجزاته أيضا أنه حقق بالسيرة والتاريخ أهدافا لا تحقق إلا بعلم الكلام، فأسس علم كلام جديد يفوق علم الكلام القديم في التأثير على الذهن الجديد وإقناعه، وفي توثيق الثقة بالشخصية النبوية والشريعة الإسلامية، وهو أكثر سدادا للحياة العلمية المعاصرة)) (2).
سادسا - اللغة والأدب:
كان (ح) متضلعا باللغات الأردية والعربية والفارسية، وتعلم اللغة الإنكليزية لكي يتسنى له الاستفادة من المصادر الأجنبية، وكذلك تعلم اللغة العبرية وشيئا من اللغة التركية والفرنسية.
(1) شخصيات وكتب، للعلامة السيد أبي الحسن علي الندوي، ص 71 - 70.
(2)
شخصيات وكتب، للعلامة أبي الحسن الندوي، ص 69.
يقول الأستاذ عبد الماجد الدريابادي: ((يعتقد الناس أن السيد الندوي عالم فريد، وبحاثة منقطع النظير، ويخضع العالم لإمامته في التاريخ، وتفرده في كتابة السيرة، ولكن قلما عرف الناس مكانته في الأدب والشعر والنقد، قلما علمه الناس كأديب منشئ وشاعر قدير)) (1) وها هو العلامة الندوي يحكي لنا قصة نشوء صلته باللغة العربية بقوله: ((تعلمت الأدب العربي على العلامة فاروق الجرياكوتي، والعلامة السيد عبد الحي الحسني، وكانا متبعين لأساليب المتأخرين، وكان من فضل العلامة شبلي أن قرأت عليه ((دلائل الإعجاز)) للجرجاني، فاطلعت على الكتابات الأدبية للمتقدمين، وقرأته بكل رغبة وشوق، وقلدته، واتجهت إلى الكتابة والخطابة بالعربية، وألهب كتابا ((ديوان الحماسة)) و ((نقد الشعر)) هذا الذوق عندي، وبدأت أقرض الشعر)) (2).
كان السيد الندوي مقدسا لدور اللغة العربية في توحيد المسلمين، يقول بمناسبة افتتاح مجلة الضياء:((وبعد فللإسلام مزايا تفوت الإحصاء دررها، وتستغني عن الإنباء غررها، إحداها أنه دين وحدة الشعوب والأمم، ودين مواخاة البشر، والنصيحة لعامة المسلمين، ومن الوسائل التي اتخذها لتحقيق بغيته هذه، أن جعل للمؤمنين بقرآنه والخاضعين لسلطانه، على اختلاف ألسنتهم وبلدانهم، وجنسياتهم وألوانهم لغة خاصة، وهي لغة كتابه المنزال من السماء، يتفاهمون بها معاني القلوب، ويتعارفون هواجس الأفكار، ويخطب بعضهم بها مودة بعض، فهي على تقلب من الأحوال لغة عصبة الأمم الإسلامية، منذ قرون وأجيال)) (3).
هذا وللسيد الندوي (ح) شعر رائع في اللغة العربية، وقد نظم الشعر في موضوعات مختلفة، ويدل هذا الشعر على إرهاف حسه وحسن خياله، وحبه للفضائل والحكمة، وقد تجلت في شعره القوة والإجادة والتعبير الطبيعي
(1) مجلة ((المعارف)) العدد الخاص بالسيد سليمان الندوي، ص 230.
(2)
الكتب التي لها منة على العلماء، ص 18.
(3)
مجلة الضياء عدد المحرم سنة 1351 هـ، ص 4 - 3.