الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاحتراز من الأشياء التافهة:
وكانت (ض) تجتنب حتى الأشياء التافهة والأمور البسيطة من المنهيات، عن مجاهد أن مولى لعائشة أخبره: أنه كان يقود بها وأنها كانت إذا سمعت الجرس أمامها قالت: قف بي، فيقف حتى لا تسمعه، وإذا سمعته ورآها قالت: أسرع بي حتى لا أسمعه (1).
وقد بلغها أن أهل بيت في دارها كانوا سكانا فيها عندهم نرد، فأرسلت إليهم: لئن لم تخرجوها لأخرجنكم من داري، وأنكرت ذلك عليهم (2).
وذات مرة قتلت جانا فأريت فيما يرى النائم فقيل لها: والله لقد قتلت مسلما، فقالت: والله لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل لها: وهل كان يدخل عليك إلا وأنت متجلببة أو مخمرة؟ فأصبحت وهي فزعة، فتصدقت وأعتقت رقابا (3).
الرحمة بالأرقاء والموالي والرفق بهم:
كانت (ض) كثيرة الرفق بالأرقاء، وقد أعتقت في كفارة يمين واحدة أربعين رقبة (4). وبلغ عدد المعتقين على يدها سبعا وستين رقبة (5)، وكانت عندها جارية من قبيلة تميم فسمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه القبيلة من ولد إسماعيل فأعتقتها (6)، وكذلك بريرة جاءتها تستعينها في كتابتها، ولم تكن
(1) أخرجه أحمد في مسنده 152/ 6 برقم 25229.
(2)
أخرجه البخاري في الأدب المفرد 435/ 1 برقم 1274، قال البخاري: موقوف صحيح الإسناد، كما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 216/ 10 وفي شعب الإيمان 239/ 5 برقم 6505، وابن عبد البر في التمهيد 178/ 13.
(3)
أورده الهيثمي في الزوائد 485/ 1 برقم 419 وفيه ((فأمرت باثني عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز وجل) وذكره القرطبي في تفسيره 317/ 1 وقال: روي من وجوه، وابن أبي
شيبة في المصنف 182/ 6 برقم 30514، وابن عبد البر في التمهيد 118/ 11، وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية 49/ 2.
(4)
صحيح البخاري كتاب المناقب برقم 3505، وكتاب الأدب برقم 6075.
(5)
ذكره محمد بن إسماعيل الصنعاني في سبل السلام 139/ 4.
(6)
((وكانت سبية منهم عند عائشة فقال: أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل)) صحيح البخاري =