الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتنة، وأثناء هذه الفترة، اعتنق ابن سبأ اليهودي الإسلام.
اعتناق عبد الله بن سبأ اليهودي الإسلام:
ومن عادة اليهود - أصحاب الدسائس والمكر والخداع - أنهم لو لم يتمكنوا من الانتقام من أعدائهم بإظهار العداوة، سرعان ما يتحولون ظاهرا إلى أصدقاء حميمين، وينسجون خيوط المؤامرات الخفية، مثل اليهود لما سقطوا في إفشال دعوة سيدنا عيسى (س) وإزاحة تأثيرها، فاعتنق أحد زعمائهم - بولس - النصرانية، وتستر بستارها، ومن ثم بدأ في استئصال جذور تعاليمها، والقضاء على حقيقتها.
فقام ابن سبأ يشيع بين الناس أن عليا (ض) هو خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم ووصيه، يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوصى بخلافته، وكان ابن سبأ يعتقد نفس هذه العقيدة تجاه هارون (س)، عندما كان يهوديا، فنادى في الناس: انهضوا بهذا الأمر فحركوه، وابدأوا بالطعن على أمرائكم، وادعوا الناس إلى هذا الأمر، فبث دعاته، وكاتب من كان في الأمصار، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، حتى تناولوا بذلك المدينة، وأوسعوا الأرض إذاعة، وبذل ابن سبأ أقصى ما في وسعه في نسج شبكات من المؤامرة والمكر على نطاق واسع استنادا إلى الإصلاح السياسي، وقام بجولة لكل من بلاد الكوفة والبصرة ومصر، حيث كانت هذه البلاد مشحونة بالسلاح والرجال، منذ أن أمر عمر بن الخطاب بتأسيسها، لتكون ثكنات عسكرية لجند المسلمين، ينطلقون منها لنشر الإسلام. وكان طبيعيا وجود بعض العناصر من محبي الثورة والانقلاب في القوات العسكرية، فاتخذ ابن سبأ مصر مقرا ومركزا لهؤلاء الثوار، وبدأ يجمع أولئك الشراذم المتفرقين في سلك واحد، وعلى رصيف واحد، فسموا هؤلاء فيما بعد بالسبئية.
هذا وكانت الحروب جارية مستمرة في مختلف مناطق أفريقية وبلاد الجزائر والروم زمن خلافة عثمان (ض)، ولهذا السبب كان معظم الجيوش
الإسلامية موجودين هناك، ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة كانا يلتقيان بالجيوش ويجلسان عندهم بكل حرية بزعم المشاركة في الجهاد، ويؤلبانهم على عثمان (ض)، فأدى ذلك إلى أن تحولت مصر إلى مركز للثوار ومعارضي السلطة والخارجين على الخليفة، وكان والي مصر حينذاك هو عبد الله بن أبي سرح، فبدأ محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة بحركة معادية لعبد لله بن أبي سرح وعثمان بن عفان (ض)، وهكذا تزعما حزبا سياسيا جديدا في مصر، وعظم ذلك كان مسندا إلى محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة حتى استنفرا نحو ألف راكب من كل من الكوفة والبصرة ومصر، يذهبون إلى المدينة بصفة حجاج، ليشغبوا على عثمان (ض)، فساروا إليها وأقاموا قرب المدينة، فلما اقتربوا من المدينة، أمر عثمان (ض) علي بن أبي طالب (ض) أن يخرج إليهم ليردهم إلى بلادهم قبل أن يدخلوا المدينة، فانطلق علي بن أبي طالب إليهم وهم بالجحفة، وكانوا يعظمونه ويبالغون في أمره، فردهم وأنبهم وشتمهم، فرجعوا على أنفسهم بالملامة، ورجع كل فريق منهم إلى قومهم، وأظهروا للناس أنهم راجعون إلى بلدانهم، وساروا أياما راجعين، ثم كروا عائدين إلى المدينة، فما كان غير قليل حتى سمع أهل المدينة التكبير وإذا القوم قد زحفوا على المدينة وأحاطوا بها، وذهب الصحابة إلى هؤلاء يؤنبونهم حتى قال علي لأهل مصر: ما ردكم بعد ذهابكم ورجوعكم عن رأيكم؟ فقالوا: لما رجعنا إلى بلادنا وجدنا في الطريق شخصا فإذا معه في إداوة كتاب على لسان عثمان فيه الأمر بقتل طائفة منهم، وبصلب آخرين، وبقطع أيدي آخرين منهم وأرجلهم، وكان على الكتاب طابع بخاتم عثمان.
هذا وظنوا أن الكتاب كتبه مروان بن الحكم بيده، فحاصروا بيت عثمان (ض) واشترطوا عليه شرطين: إما أن يسلم إليهم مروان بن الحكم أو يعتزل عن الخلافة، فرفض عثمان (ض) هذين الشرطين.
واستدعت عائشة (ض) أخاها محمد بن أبي بكر، وطلبت منه أن يمتنع من هذا لكنه رفض، حتى حان موعد الحج، فخرجت إلى الحج وأرادت أن تأخذ معها أخاها محمدا لكنه رفض.