الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورفعت تمرة إلى فيها لتأكلها، ثم لحظا إلى أمهما فأخرجت التمرة من فيها فشقتها بينهما، قالت: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك يا عائشة؟ قلت: يا رسول الله الوالدة ورحمتها، وأخبرته (1).
العبادة:
كانت عائشة (ض) تداوم على العبادة، وتواظب على التطوع والنوافل، وكل وقتها في الذكر والتسبيح، كانت تصلي الضحى وتقول: صليت صلاة كنت أصليها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لو أن أبي نشر فنهاني عنها ما تركتها (2).
وتقوم في الليل مع النبي صلى الله عليه وسلم ((كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله عز وجل ورغب إليه)) (3). وإذا نامت عن صلاة أو نسيت قيام الليل صلته قبل صلاة الفجر. وذات مرة نامت عن صلاتها فدخل عليها القاسم بن محمد قبل صلاة الفجر وهي تصلي، فقال لها: ما هذه الصلاة؟ قالت: نمت عن جزئي الليلة فلم أكن لأدعه (4).
كانت تهتم بصلاة التراويح اهتماما بالغا، فإذا صار رمضان تأمر مولاها ذكوان فهو يؤمها ويقرأ من المصحف (5)، وكانت تصوم معظم الأيام، وتقول بعض الروايات أنها كانت تصوم الدهر (6)، وذات مرة دخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر يوم عرفة، وهي صائمة يرش عليها، فقال لها عبد الرحمن: أفطري، فقالت: أفطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 196/ 4 برقم 7349 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، كما أخرجه الطيالسي في مسنده 1/ 204 برقم 1447 واللفظ له.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 138/ 6 برقم 25112.
(3)
مسند الإمام أحمد 92/ 6 برقم 24654.
(4)
سنن الدارقطني 246/ 1.
(5)
صحيح البخاري، باب إمامة العبد والمولى وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف.
(6)
الطبقات الكبرى لابن سعد 68/ 6.
صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله))؟ (1).
وأما الحج فلا تدعه يفوتها أي سنة، فقد حجت واعتمرت مرات كثيرة، تقول (ض): قلت: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور، فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)، ولما استأذنت من عمر (ض) للحج أرسل معها عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف (3).
هذا وكانت قد حددت أماكن إقامتها أيام الحج، ففي بداية أمرها كانت تنزل في آخر حدود عرفة بنمرة، اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأت زحمة الناس هناك ضربت خيمتها بعيدا عن ذلك، وانتقلت إلى الأراك، وأحيانا كانت تقف مجاورة لجبل ثبير (4).
وكانت (ض) تهل ما كانت في منزلها ومن كان معها، فإذا ركبت فتوجهت إلى الموقف تركت الإهلال، وكان من عادتها أنها كانت تعتمر بعد الحج من مكة في ذي الحجة، ثم تركت ذلك، فكانت تخرج قبل هلال محرم حتى تأتي الجحفة فتقيم بها حتى الهلال، فإذا رأت الهلال أهلت بعمرة (5).
وكانت تصوم يوم عرفة ثم تقف حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض ثم تدعو بشراب فتفطر (6).
(1) أخرجه أحمد في مسنده 128/ 6 برقم 25014، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 189/ 3 وقال: رواه أحمد، وعطاء لم يسمع من عائشة، بل قال ابن معين: لا أعلمه لقي أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبقية رجاله رجال الصحيح، والمنذري في الترغيب والترهيب 68/ 2 برقم 1518 وقال: رواته ثقات محتج بهم في الصحيح إلا أن عطاء الخراساني لم يسمع من عبد الرحمن بن أبي بكر.
(2)
صحيح البخاري باب حج النساء برقم 1861.
(3)
نفس المصدر باب حج النساء برقم 1860.
(4)
قصة إقامتها في ثبير مذكورة في صحيح البخاري باب طواف النساء عن عطاء (ض).
(5)
ذكره الإمام مالك في الموطأ باب قطع التلبية برقم 750.
(6)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 275 برقم 836، وابن أبي شيبة في المصنف مختصرا
197/ 3 برقم 13399.