الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَقْسَامُ الْحَدِيْثِ
11 -
وَأَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ قَسَّمُوا السُّنَنْ
…
إلى صَحِيْحٍ وَضَعِيْفٍ وَحَسَنْ
12 -
فَالأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ الإسْنَادِ
…
بِنَقْلِ عَدْلٍ ضَابِطِ الْفُؤَادِ
13 -
عَنْ مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَا شُذُوْذِ
…
وَعِلَّةٍ قَادِحَةٍ فَتُوْذِي
(وَأَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ) وهم أهل الحديث (قَسَّمُوا السُّنَنْ إلى) ثلاثة أقسام: حديث (صَحِيْحٍ)، وحديث (ضَعِيْفٍ)، وحديث (حَسَنْ).
(فَالأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ الإسْنَادِ) أي فالصحيح المجمع على صحته: ما اتصل سَنَدُهُ. خرج: المنقطع، والمرسل، والمعضل.
(بِنَقْلِ عَدْلٍ) أي وعُدِّلَتْ نقلتُهُ: خرج ما في سَنَدِهِ من لم تُعرف عدالته، إما بأن عُرِفَ بالضعف، أو جُهِلَ عيناً أو حالاً.
(ضَابِطِ الْفُؤَادِ) خرج ما في سنده راو مغفل كثير الخطأ (عَنْ) راوٍ (مِثْلِهِ)
(مِنْ غَيْرِ مَا شُذُوْذِ) خرج الشاذ، و «ما» مقحمة.
(وَعِلَّةٍ قَادِحَةٍ فَتُوْذِي) خرج المعلَّل بعلة قادحة.
14 -
وَبالصَّحِيْحِ وَالضَّعِيفِ قَصَدُوا
…
في ظَاهِرٍ لَا الْقَطْعَ، وَالْمُعْتَمَدُ
15 -
إمْسَاكُنَا عَنْ حُكْمِنَا عَلى سَنَدْ
…
بِأَنهُ أَصَحُّ مُطْلَقاً، وَقَدْ
16 -
خَاضَ بهِ قَوْمٌ فَقِيْلَ مَالِكُ
…
عَنْ نَافِعٍ بِمَا رَوَاهُ النَّاسِكُ
17 -
مَوْلَاهُ وَاخْتَرْ حَيْثُ عَنْهُ يُسْنِدُ
…
الشَّافِعِيُّ قُلْتُ: وعَنْهُ أَحْمَدُ
(وَبالصَّحِيْحِ وَالضَّعِيفِ) إذا أطلقهما أهلُ الحديث فقالوا: هذا حديث صحيح، أو حديث ضعيف (قَصَدُوا في ظَاهِرٍ) أي: فَمُرَادُهُم فيما ظَهَرَ لنا عملاً بظاهر الإسناد (لَا الْقَطْعَ) بصحته في نفس الأمر؛ لجواز الخطأ والنسيان على الثقة، أو بكذبه في نفس الأمر؛ لجواز صدق الكاذب، وإصابة من هو كثير الخطأ.
والقول (الْمُعْتَمَدُ إمْسَاكُنَا عَنْ حُكْمِنَا عَلى سَنَدْ) أي: أنه لا يُطلق على إسنادٍ معين (بِأَنهُ أَصَحُّ) الأسانيد (مُطْلَقاً)؛ لأن تفاوت مراتب الصحة مترتب على تمكُّن الإسناد من شروط الصحة ويعز وجود أعلى درجات القبول في كل فردٍ فرد من ترجمة واحدة بالنسبة لجميع الرواة.
(وَقَدْ خَاضَ بهِ قَوْمٌ) من أئمة الحديث فاضطربت أقوالهم؛ (فَقِيْلَ): أصح الأسانيد ما رواه (مَالِكُ عَنْ نَافِعٍ بِمَا رَوَاهُ النَّاسِكُ مَوْلَاهُ) أي: سيده وهو ابن عمر وهذا قول البخاري (1)(وَاخْتَرْ) أي: إذا زدت في الترجمة واحداً فأصحها (حَيْثُ عَنْهُ) أي عن مالك (يُسْنِد الشَّافِعِيُّ) بها؛ لإجماعهم أنه لم يكن في الرواة عن مالك أجل من الشافعي.
(قُلْتُ: وعَنْهُ أَحْمَدُ) أي: وإن زدت في الترجمة آخر فأصحها ما رواه أحمد بن حنبل عن الشافعي بها لاتفاقهم [2 - ب] أنه أجل من أخذ عنه.
18 -
وَجَزَمَ ابْنُ حنبلٍ بالزُّهْرِي
…
عَنْ سَالِمٍ أَيْ: عَنْ أبيهِ البَرِّ
19 -
وَقِيْلَ: زَيْنُ العَابِدِيْنَ عَنْ أَبِهْ
…
عَنْ جَدِّهِ وَابْنُ شِهَابٍ عَنْهُ بِهْ
(1)«معرفة علوم الحديث» للحاكم: (ص227) و «الكفاية» للخطيب البغدادي: (2/ 460 - 461).
20 -
أَوْ فَابْنُ سِيْريْنَ عَنِ السَّلْمَاني
…
عَنْهُ أوِ الأعْمَشُ عَنْ ذي الشَّانِ
21 -
النَّخَعِيْ عَنِ ابْنِ قَيْسٍ عَلْقَمَهْ
…
عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ وَلُمْ مَنْ عَمَّمَهْ
(وَجَزَمَ ابْنُ حنبلٍ (1) بالزُّهْرِي) أي: أن أصحها ما رواه أبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري (عَنْ سَالِمٍ أَيْ: عَنْ أبيهِ البَرِّ) أي: عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.
(وَقِيْلَ): أصح الأسانيد ما رواه (زَيْنُ العَابِدِيْنَ عَنْ أَبِهْ عَنْ جَدِّهِ) وهو علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن جده علي بن أبي طالب (وَابْنُ شِهَابٍ عَنْهُ بِهْ) أي: فرواه ابن شهاب المذكور عن زين العابدين بالحديث، وهو قول عبد الرزاق (2).
(أَوْ فَابْنُ سِيْريْنَ) أي: وقيل أصحها ما رواه محمد بن سيرين (عَنْ) عَبِيْدة (السَّلْمَاني عَنْهُ) أي: عن علي، وهو قول الفلاس (3)، وابن المديني (4)، وابن حرب (5).
(أوِ الأعْمَشُ) أي: وقيل: أصحها ما رواه سليمان بن مهران الأعمش (عَنْ ذي الشَّانِ) إبراهيم بن يزيد (النَّخَعِيْ عَنِ ابْنِ قَيْسٍ عَلْقَمَهْ) أي عن علقمة بن قيس
(1)«معرفة علوم الحديث» : (ص227 - 228).
(2)
«الكفاية» : (2/ 459).
(3)
«معرفة علوم الحديث» : (ص227).
(4)
المصدر السابق: (ص227 - 228).
(5)
«الكفاية» : (2/ 459).
(عَنِ) عبد الله (ابْنِ مَسْعُوْدٍ) وهو قول يحيى بن معين (1).
(وَلُمْ مَنْ عَمَّمَهْ) أي: الحُكْم في أصح الأسانيد في ترجمةٍ لصحابيٍّ واحد، بل تُقَيَّد كُلُّ ترجمة بصَحَابِيِّها.
(1)«معرفة علوم الحديث» : (ص227 - 228).