الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمُعَلَّلُ
193 -
وَسَمِّ مَا بِعِلّةٍ مَشْمُوْلُ
…
مُعَلَّلاً، وَلَا تَقُلْ: مَعْلُوْلُ
194 -
وَهْيَ عِبَارَةٌ عَنْ اسْبَابٍ طَرَتْ
…
فِيْهَا غُمُوْضٌ وَخَفَاءٌ أثَّرَتْ
195 -
تُدْرَكُ بِالخِلَافِ وَالتَّفَرُّدِ
…
مَعَ قَرَائِنٍ تُضَمُّ، يَهْتَدِيْ
196 -
جِهْبَذُهَا إلى اطِّلَاعِهِ عَلَى
…
تَصْويْبِ إرْسَالٍ لِمَا قَدْ وُصِلَا
197 -
أوْ وَقْفِ مَا يُرْفَعُ، أوْ مَتْنٌ دَخَلْ
…
في غَيْرِهِ، أوْ وَهْمِ وَاهِمٍ حَصَلْ
198 -
ظَنَّ فَأمْضَى، أوْ وَقَفْ فأحْجَمَا
…
مَعْ كَوْنِهِ ظَاهِرَهُ أنْ سَلِمَا
(وَسَمِّ مَا بِعِلّةٍ مَشْمُوْلُ)، أي: الحديث الذي شملته علة من علل الحديث (مُعَلَّلاً، وَلَا تَقُلْ: مَعْلُوْلُ) قال النووي (1): إنه لحن.
(وَهْيَ) أي: العلة (عِبَارَةٌ عَنْ اسْبَابٍ طَرَتْ) على الحديث (فِيْهَا غُمُوْضٌ وَخَفَاءٌ (2) أثَّرَتْ) أي: قدحت في صحته (تُدْرَكُ بِالخِلَافِ) أي: بمخالفة غير الراوي له (وَالتَّفَرُّدِ) أي: وتفرده، (مَعَ قَرَائِنٍ تُضَمُّ) إلى ذلك (يَهْتَدِيْ جِهْبَذُهَا) أي: الناقد بذلك (إلى اطِّلَاعِهِ عَلَى تَصْويْبِ إرْسَالٍ لِمَا قَدْ وُصِلَا) أي: على إرسال في الموصول، (أوْ وَقْفِ مَا يُرْفَعُ) أي: وقف في المرفوع، (أوْ مَتْنٌ دَخَلْ في غَيْرِهِ) أي: أو دخول حديث في حديث، (أوْ وَهْمِ وَاهِمٍ حَصَلْ) بغير ذلك
(1) في «التقريب والتيسير» : (1/ 294) مع «التدريب» .
(2)
في الأصل: فيها خفاء وغموض. وهو قلب.
(ظَنَّ فَأمْضَى) أي: بحيث غلب على ظنه ذلك فأمضاه وحكم به، (أوْ وَقَفْ فأحْجَمَا) أي: أو تردد في ذلك فوقف وأحجم عن الحكم بصحة الحديث وإن لم يغلب على ظنه صحة التعليل بذلك (مَعْ كَوْنِهِ) أي: الحديث المعلل (ظَاهِرَهُ أنْ سَلِمَا) أي: السلامة من العلة.
199 -
وَهْيَ تَجِيءُ غَالِباً في السَّنَدِ
…
تَقْدَحُ في المتْنِ بِقَطْعِ مُسْنَدِ
200 -
أوْ وَقْفِ مَرْفُوْعٍ، وَقَدْ لَا يَقْدَحُ
…
«كَالبَيِّعَانِ بالخِيَار» صَرَّحُوا
201 -
بِوَهْمِ يَعْلَى بْنِ عُبَيدٍ: أبْدَلا
…
عَمْراً بـ عَبْدِ اللهِ حِيْنَ نَقَلا
202 -
وَعِلَّةُ المتْنِ كَنَفْي البَسْمَلَهْ
…
إذْ ظَنَّ رَاوٍ نَفْيَها فَنَقَلَهْ
203 -
وَصَحَّ أنَّ أَنَساً يَقُوْلُ: لا
…
أحْفَظُ شَيْئاً فِيهِ حِيْنَ سُئِلَا
(وَهْيَ) أي: العلة (تَجِيءُ غَالِباً في [13 - ب] السَّنَدِ) وتكون في المتن.
ثم العلة في الإسناد قد (تَقْدَحُ في) صحة (المتْنِ بِقَطْعِ مُسْنَدِ أوْ وَقْفِ مَرْفُوْعٍ) أي: كالتعليل بالإرسال والوقف، (وَقَدْ لَا يَقْدَحُ؛ كَالبَيِّعَانِ) أي: كحديث رواه يعلى بن عبيد (1)، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«البيعان (بالخِيَار)» الحديث (صَرَّحُوا بِوَهْمِ يَعْلَى بْنِ عُبَيدٍ) على سفيان (أبْدَلا عَمْراً) أي: عمرو بن دينار (بعَبْدِ اللهِ) بن دينار (حِيْنَ نَقَلا)؛ فإن المعروف من حديث سفيان عن عبد الله (2)، ولم يقدح ذلك في صحة المتن.
(1) رواية يعلى أخرجها الطبراني في «المعجم الكبير» : (12/ 448 - 449).
(2)
أخرجه البخاري (ج2109)، ومسلم (ج1531)، والنسائي (ج4480).
(وَعِلَّةُ المتْنِ كَنَفْي البَسْمَلَهْ) أي: كرواية مسلم في «صحيحه» (1) عن الوليد: ثنا الأوزاعي عن قتادة أنه كتب إليه بخبر عن أنس بن مالك أنه حدثه قال: «صلَّيت خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها» . وروى مالك في «الموطأ» (2) عن حُمَيْد عن أنس قال: «صليت وراء أبي بكر، وعمر، وعثمان، فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» وزاد فيه الوليد (3) عن مالك: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، (إذْ ظَنَّ رَاوٍ نَفْيَها فَنَقَلَهْ) أي: إذ ظن بعض الرواة فهماً منه أن قول أنس: «يستفتحون بالحمد لله أنهم لا يبسملون» ، فرواه على فهمه بالمعنى (وَصَحَّ) من رواية أبي مسلمة سعيد بن يزيد (أنَّ أَنَساً يَقُوْلُ: لا أحْفَظُ شَيْئاً فِيهِ حِيْنَ سُئِلَا) فإن أبا مسلمة قال: سألت أنس بن مالك أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح بالحمد لله رب العالمين أو ببسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه وما سألني عنه أحد قبلك (4).
204 -
وَكَثُرَ التَّعْلِيْلُ بِالإرْسَالِ
…
لِلوَصْلِ إنْ يَقْوَ عَلَى اتِّصَالِ
205 -
وَقَدْ يُعِلُّوْنَ بِكُلِّ قَدْحِ
…
فِسْقٍ، وَغَفْلَةٍ، وَنَوْعِ جَرْحِ
(1)(ح 339 - 520).
(2)
رقم (214).
(3)
رواية الوليد أخرجها ابن عبد البر في «التمهيد» : (2/ 228).
(4)
أخرجه أحمد في «المسند» : (3/ 190)، والدارقطني في سننه (1/ 316).
206 -
وَمِنْهُمُ مَنْ يُطْلِقُ اسْمَ العِلَّةِ
…
لِغَيْرِ قادحٍ كَوَصْلِ ثِقَةِ
207 -
يَقُوْلُ: مَعْلُوْلٌ صَحِيْحٌ كَالذّيْ
…
يَقُوْلُ: صَحَّ مَعْ شُذُوْذٍ احْتَذِيْ
(وَكَثُرَ التَّعْلِيْلُ بِالإرْسَالِ لِلوَصْلِ إنْ يَقْوَ) الإرسال (عَلَى اتِّصَالِ).
(وَقَدْ يُعِلُّوْنَ) الحديث (بِكُلِّ قَدْحِ فِسْقٍ، وَغَفْلَةٍ، وَنَوْعِ جَرْحِ) من الكذب وسوء الحفظ، وذلك موجود في كتب علل الحديث.
(وَمِنْهُمُ مَنْ يُطْلِقُ اسْمَ العِلَّةِ لِغَيْرِ قادحٍ) من وجوه الخلاف (كَوَصْلِ ثِقَةِ) أي: كالحديث الذي وصله الثقة الضابط [14 - أ] وأرسله غيره، (يَقُوْلُ: مَعْلُوْلٌ صَحِيْحٌ)، قال ذلك أبو يعلى الخليلي (1)، فإنه جعل من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول (كَالذّيْ يَقُوْلُ: صَحَّ مَعْ شُذُوْذٍ احْتَذِيْ) أي: كما قال بعضهم: من الصحيح ما هو صحيح شاذ.
208 -
وَالنَّسْخَ سَمَّى التِّرْمِذِيُّ عِلَّهْ
…
فَإنْ يُرِدْ في عَمَلٍ فَاجْنَحْ لَهْ
(وَالنَّسْخَ سَمَّى التِّرْمِذِيُّ عِلَّهْ (2) فَإنْ يُرِدْ في عَمَلٍ) أي: الترمذي، أنه عِلَّةٌ في العمل بالحديث (فَاجْنَحْ لَهْ) أي: مِلْ إلى كلامه، وإن يرِد في صحة نقله فلا؛ لأن في الصحيح أحاديث كثيرة منسوخة.
(1) في «الإرشاد» : (1/ 160 - 165).
(2)
إذ حكم على حديث معاوية في شرب الخمر (ح1444) من «سننه» بأنه منسوخ، ثم قال في «العلل»:(ص886) بعد سياقه: «وقد بينا علته في الكتاب» أ. هـ.
قال ابن رجب في «شرح العلل» : (1/ 8): «وقوله-أي الترمذي-: قد بينا علته
…
» فإنما بَيَّن ما قد يُستدل به على نسخه، لا أنه بَيَّن ضعف بإسناده».