الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفْرِيْعَاتٌ
398 -
وَاخْتَلَفُوا إِنْ أَمْسَكَ الأَصْلَ رِضَا
…
وَالشَّيْخُ لَا يَحْفَظُ مَا قَدْ عُرِضَا
399 -
فَبَعْضُ نُظَّارِ الأُصُوْلِ يُبْطِلُهْ
…
وَأَكْثَرُ الْمُحَدِّثْيِنَ يَقْبَلْهْ
400 -
وَاخْتَارَهُ الشَّيْخُ فَإِنْ لَمْ يُعْتَمَدْ
…
مُمْسِكُهُ فَذَلِكَ السَّمَاعُ رَدّْ
(وَاخْتَلَفُوا) في صحة السماع (إِنْ أَمْسَكَ الأَصْلَ رِضَا) أي: أحد السامعين الثقات، (وَالشَّيْخُ) الذي يُقرأ عليه (لَا يَحْفَظُ مَا قَدْ عُرِضَا) أي: ذلك المقروء عليه؛ (فَبَعْضُ نُظَّارِ الأُصُوْلِ) منهم إمام الحرمين (1)(يُبْطِلُهْ)، وبعضهم (وَأَكْثَرُ الْمُحَدِّثْيِنَ يَقْبَلْهْ، وَاخْتَارَهُ) أي: القبول (الشَّيْخُ) ابن الصلاح (2): (فَإِنْ لَمْ يُعْتَمَدْ مُمْسِكُهُ) أي: الأصل (فَذَلِكَ السَّمَاعُ رَدّْ) فلا يُعتد به.
401 -
وَاخْتَلَفُوا إنْ سَكَتَ الشَّيْخُ وَلَمْ
…
يُقِرَّ لَفْظاً، فَرآهُ الْمُعْظَمْ
402 -
وَهْوَ الصَّحِيْحُ كَافِياً، وَقَدْ مَنَعْ
…
بَعْضُ أولي الظَّاهِرِ مِنْهُ، وَقَطَعْ
403 -
بِهِ أبُو الْفَتْحِ سُلَيْمُ الرَّازِي
…
ثُمَّ أبُو إِسْحَاقٍ الشِّيْرَازِيْ
404 -
كَذَا أبُو نَصْرٍ وَقال: يُعْمَلُ
…
بِهِ وَألْفَاظُ الأَدَاءِ الأَوَّلُ
(وَاخْتَلَفُوا إنْ سَكَتَ الشَّيْخُ) وقت قراءة القارئ عليه غيرَ منكرٍ لذلك مع إصغائه وفهمه، (وَلَمْ يُقِرَّ لَفْظاً) بقوله: نعم، وما أشبهه، (فَرآهُ الْمُعْظَمْ وَهْوَ
الصَّحِيْحُ كَافِياً) ويصح السماع (1).
(وَقَدْ مَنَعْ بَعْضُ أولي الظَّاهِرِ مِنْهُ، وَقَطَعْ بِهِ) أي: بالمنع (أبُو الْفَتْحِ سُلَيْمُ الرَّازِي (2) ثُمَّ أبُو إِسْحَاقٍ الشِّيْرَازِيْ (3) كَذَا أبُو نَصْرٍ) ابن الصباغ (4)(وَقال) ابن الصباغ: (يُعْمَلُ بِهِ وَألْفَاظُ الأَدَاءِ الأَوَّلُ) أي: له أن يعمل بما قرئ عليه، وإذا أراد روايته عنه فلا يقول: حدثني ولا أخبرني، بل يعبر في الأداء بالرتبة الأولى من الأداء في العرض، وهو ما تقدم في «وجَوَّدوا فيه قرأت أو قرئ» .
405 -
وَالْحَاْكِمُ اخْتَارَ الَّذِي قَدْ عَهِدَا
…
عَلَيْهِ أَكْثَرَ الشُّيُوْخِ فِي الأَدَا
406 -
حَدَّثَنِي فِي الْلَفْظِ حَيْثُ انْفَرَدَا
…
وَاجْمَعْ ضَمِيْرَهُ إذا تَعَدَّدَا
407 -
وَالْعَرْضِ إِنْ تَسْمَعْ فَقُلْ أَخْبَرَنَا
…
أو قَارِئاً أَخْبَرَنِي وَاسْتَحْسَنَا
408 -
وَنَحْوُهُ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ رُوِيَا
…
وَلَيْسَ بِالْوَاجِبِ لَكِنْ رَضِيَا
(وَالْحَاْكِمُ اخْتَارَ (5)) لألفاظ الأداء التي ينبغي استعمالها بحسب تحمل الحديث، اللفظ (الَّذِي قَدْ عَهِدَا عَلَيْهِ أَكْثَرَ الشُّيُوْخِ فِي الأَدَا) أن يقول:(حَدَّثَنِي فِي الْلَفْظِ) أي: في الذي يأخذه من المحدثين لفظاً (حَيْثُ انْفَرَدَا) أي: لم يكن معه أَحَدُُ (وَاجْمَعْ ضَمِيْرَهُ إذا تَعَدَّدَا) أي: إذا كان معه غيره فقل «حدثنا» ،
(1) انظر: «الإلماع» : (ص34).
(2)
نقله عنه السبكي في «الإبهاج شرح المنهاج» : (2/ 370).
(3)
في «اللمع في أصول الفقه» : (ص45).
(4)
نقله عنه السبكي في «الإبهاج شرح المنهاج» : (2/ 370).
(5)
في «معرفة علوم الحديث» : (ص678).
(وَالْعَرْضِ إِنْ تَسْمَعْ) بأن قُرِئ على المحدث وأنت حاضر، (فَقُلْ: أَخْبَرَنَا) فلان، (أو قَارِئاً) على المحدّث فقل:(أَخْبَرَنِي) فلان، (وَاسْتَحْسَنَا) فقال ابن الصلاح (1): هو حسن رائق.
(وَنَحْوُهُ) أي: نحو اختيار الحاكم (عَنْ ابْنِ وَهْبٍ رُوِيَا) رواه الترمذي (2)، (وَلَيْسَ) هذا التفصيل في ألفاظ الأداء (بِالْوَاجِبِ، لَكِنْ رَضِيَا) أي: مستحب (3).
409 -
وَالشَّكُ فِي الأَخْذِ أكَانَ وَحْدَهْ
…
أو مَعْ سِوَاهُ؟ فَاعِتَبارُ الْوَحْدَهْ
410 -
مُحْتَمَلٌ لَكِنْ رأى الْقَطَّانُ
…
اَلْجَمْعَ فِيْمَا أوْ هَمَ الإِْنْسَانُ
411 -
فِي شَيْخِهِ مَا قَالَ وَالْوَحْدَةَ قَدْ
…
اخْتَارَ فِي ذَا الْبَيْهَقِيُّ وَاعْتَمَدْ
(وَالشَّكُ)[23 - أ] من الراوي (فِي الأَخْذِ) أي: في حال تحمله، (أكَانَ وَحْدَهْ) ليقول في الأداء:«حدثني» ، (أو مَعْ سِوَاهُ؟) ليقول:«حدثنا» ، (فَاعِتَبارُ الْوَحْدَهْ مُحْتَمَلٌ) أي: فيحتمل أن يُقال: يؤدي بلفظ من سمع وحده؛ لأن الأصل عدم غيره.
(لَكِنْ رأى) يحيى بن سعيد (الْقَطَّانُ اَلْجَمْعَ) أي: الإتيان بضمير الجمع (فِيْمَا أوْهَمَ الإِْنْسَانُ فِي شَيْخِهِ مَا قَالَ) أي: إذا شك في لفظ شيخه هل قال: حدثني، أو: ثنا، فمقتضاه أن يقول هنا «ثنا» (4).
(1) في «معرفة أنواع علم الحديث» : (ص143).
(2)
في «العلل الصغير» : (ص893)، وانظر:«الكفاية» : (2/ 234).
(3)
انظر: «الكفاية» : (2/ 235).
(4)
نظر: «الكفاية» : (2/ 232).
(وَالْوَحْدَةَ قَدْ اخْتَارَ فِي ذَا الْبَيْهَقِيُّ (1) وَاعْتَمَدْ) بعد حكاية كلام القطان فيقال: حدثني.
412 -
وَقَالَ أَحْمَدُ: اتَّبِعْ لَفْظَاً وَرَدْ
…
لِلشَّيْخِ فِي أَدَائِهِ وَلَا تَعَدْ
413 -
وَمَنَعَ الإبْدَالَ فِيْمَا صُنِّفَا
…
- الشَّيْخُ - لَكِنْ حَيْثُ رَاوٍ عُرِفَا
414 -
بِأَنَّهُ سَوَّى فَفِيْهِ مَا جَرَى
…
فِي النَّقْلِ باِلْمَعْنَى، وَمَعْ ذَا فَيَرَى
415 -
بِأَنَّ ذَا فِيْمَا رَوَى ذُو الطَّلَبِ
…
بِالْلَفْظِ لَا مَا وَضَعُوا فِي الْكُتُبِ
(وَقَالَ أَحْمَدُ) بن حنبل (2)(اتَّبِعْ لَفْظَاً وَرَدْ لِلشَّيْخِ) من قوله: ثنا، وحدثني، وسمعت، وأنا (فِي أَدَائِهِ وَلَا تَعَدْ).
(وَمَنَعَ الإبْدَالَ) أي: إبدال حدثنا بأخبرنا ونحوه (فِيْمَا صُنِّفَا) أي: في الكتب المصنفة (الشَّيْخُ) ابن الصلاح (3)، لاحتمال أن قائله لا يرى التسوية بينهما، (لَكِنْ حَيْثُ رَاوٍ عُرِفَا بِأَنَّهُ سَوَّى فَفِيْهِ مَا جَرَى) من الخلاف (فِي النَّقْلِ باِلْمَعْنَى، وَمَعْ ذَا فَيَرَى) ابن الصلاح (بِأَنَّ ذَا) أي: إجراء مثل ذلك (فِيْمَا رَوَى ذُو الطَّلَبِ بِالْلَفْظِ) أي: فيما يسمعه الطالب من لفظ المحدث، (لَا مَا وَضَعُوا فِي الْكُتُبِ) المصنفة.
416 -
وَاخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ السَّمَاعِ
…
مِنْ نَاسِخٍ، فَقَالَ بَامْتِنَاعِ
(1) نقله عنه ابن الصلاح في «معرفة أنواع علم الحديث» : (ص143).
(2)
انظر: «الكفاية» : (2/ 231).
(3)
في «معرفة أنواع علم الحديث» : (ص144).
417 -
الإِسْفَرَاييِنِيْ مَعَ الْحَرْبِيْ
…
وِابْنِ عَدِيٍّ وَعَنِ الصِّبْغِيْ
418 -
لَا تَرْوِ تَحْدِيْثَاً وَإِخْبَارَاً، قُلِ
…
حَضَرْتُ وَالرَّازِيُّ وَهْوَ الْحَنْظَلِيْ
419 -
وَابْنُ الْمُبَارَكِ كِلَاهُمَا كَتَبْ
…
وَجَوَّزَ الْحَمَّالُ وَالشَّيْخُ ذَهَبْ
420 -
بِأَنَّ خَيْرَاً مِنْهُ أَنْ يُفَصِّلَا
…
فَحَيْثُ فَهْمٌ صَحَّ، أولَا بَطَلَا
421 -
كَماَ جَرَى لِلدَّارَقُطْنِي حَيْثُ عَدْ
…
إِمْلَاءَ إِسْمَاعِيْلَ عَدَّاً وَسَرَدْ
(وَاخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ السَّمَاعِ مِنْ نَاسِخٍ) أي: ممن ينسخ في حالة السماع سواء الشيخ والطالب، (فَقَالَ بَامْتِنَاعِ) أبو إسحاق (الإِسْفَرَاييِنِيْ (1) مَعَ) إبراهيم (الْحَرْبِيْ (2) وِابْنِ عَدِيٍّ) (3) مطلقاً، (وَعَنِ) أبي بكر (الصِّبْغِيْ (4) لَا تَرْوِ تَحْدِيْثَاً وَإِخْبَارَاً) أي: لا تقل في الأداء «ثنا» ولا «أنا» ، (قُلِ حَضَرْتُ، وَالرَّازِيُّ وَهْوَ) أبو حاتم الرازي (الْحَنْظَلِيْ (5)، وَ) عبد الله (ابْنُ الْمُبَارَكِ (6)، كِلَاهُمَا كَتَبْ) في حالة السماع، (وَجَوَّزَ) موسى ابن هارون (الْحَمَّالُ)(7) ذلك مطلقاً.
(1) انظر: المصدر السابق: (ص145).
(2)
انظر: «الكفاية» : (1/ 232).
(3)
انظر: المصدر السابق (1/ 233).
(4)
انظر: المصدر السابق (1/ 233).
(5)
انظر: المصدر السابق (1/ 235).
(6)
انظر: المصدر السابق (1/ 234).
(7)
انظر: المصدر السابق (1/ 236).
(وَالشَّيْخُ) ابن الصلاح (ذَهَبْ (1) بِأَنَّ خَيْرَاً مِنْهُ) أي: من هذا الإطلاق (أَنْ يُفَصِّلَا فَحَيْثُ فَهْمٌ) أي: فإن كان النسخ بحيث لا يمتنع معه فهمُ الناسخ لما يقرأ (صَحَّ، أولَا) بأن كان يمتنع (بَطَلَا كَماَ جَرَى لِلدَّارَقُطْنِي حَيْثُ عَدْ إِمْلَاءَ إِسْمَاعِيْلَ عَدَّاً وَسَرَدْ) أي: لما جلس ينسخ في مجلس إسماعيل الصفار وإسماعيل يُملي فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك. فقال: فهمي خلاف فهمك، أملى ثمانية عشر حديثاً، الأول عن فلان [23 - ب]، ومتنه كذا، حتى أتى على آخرها، فعجبوا منه (2).
422 -
وَذَاكَ يَجْرِي فِي الْكَلَامِ أو إذا
…
هَيْنَمَ حَتَّى خَفِيَ الْبَعْضُ، كَذَا
423 -
إِنْ بَعُدَ السَّامِعُ، ثُمَّ يُحْتَمَلْ
…
فِي الظَّاهِرِ الْكَلِمَتَانِ أو أَقَلْ
(وَذَاكَ) أي: ما ذكر في النَّسْخ من التفصيل، (يَجْرِي فِي الْكَلَامِ) في وقت السماع من السامع أو الشيخ، (أو إذا هَيْنَمَ) القارئ الهينمة: الصوت الخفي، (حَتَّى خَفِيَ الْبَعْضُ، كَذَا إِنْ بَعُدَ السَّامِعُ) عن القارئ.
(ثُمَّ يُحْتَمَلْ فِي الظَّاهِرِ الْكَلِمَتَانِ أو أَقَلْ) أي: ثم الظاهر أنه يُعْفَى في ذلك عن اليسير كالكلمة والكلمتين.
424 -
وَيَنْبَغِي لِلشَّيْخِ أَنْ يُجِيْزَ مَعْ
…
إِسْمَاعِهِ جَبْرَاً لِنَقْصٍ إنْ يَقَعْ
425 -
قَالَ: ابْنُ عَتَّابٍ وَلَا غِنَى عَنْ
…
إِجَازَةٍ مَعَ السَّمَاعِ تُقْرَنْ
(1) في «معرفة أنواع علم الحديث» : (ص245).
(2)
«تاريخ بغداد» : (12/ 39) و «تاريخ دمشق» : (43/ 98)، و «البداية والنهاية»:(11/ 317)، و «سير أعلام النبلاء»:(16/ 453).
(وَيَنْبَغِي لِلشَّيْخِ أَنْ يُجِيْزَ) للسامعين رواية الكتاب الذي سمِعَوه (مَعْ إِسْمَاعِهِ جَبْرَاً لِنَقْصٍ إنْ يَقَعْ) أي: لاحتمال وقوع شيء مما تقدم من الهينمة ونحوها فيجبر بذلك.
(قَالَ) أبو عبد الله (ابْنُ عَتَّابٍ (1) وَلَا غِنَى عَنْ إِجَازَةٍ مَعَ السَّمَاعِ تُقْرَنْ)؛ لأنه قد يغلط القارئ ويغفل السامع.
426 -
وَسُئِلَ ابْنُ حنبلٍ إِن حَرْفَا
…
أدْغَمَهُ فَقَالَ: أَرْجُو يُعْفَى
427 -
لَكِنْ أبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ مَنَعْ
…
فِي الْحَرْفِ تَسْتَفْهِمُهُ فَلَا يَسَعْ
428 -
إِلَاّ بَأَنْ يَرْوِيْ تِلْكَ الشَّارِدَهْ
…
عَنْ مُفْهِمٍ، وَنَحْوُهُ عَنْ زَائِدَهْ
(وَسُئِلَ) أحمد (ابْنُ حنبلٍ إِن حَرْفَا أدْغَمَهُ فَقَالَ: أَرْجُو يُعْفَى (2)، لَكِنْ أبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ) ابن دكين (مَنَعْ فِي) الكلمة أو (الْحَرْفِ) يسقط عنك مما تسمعه ثم (تَسْتَفْهِمُهُ) من جليسك، (فَلَا يَسَعْ إِلَاّ بَأَنْ يَرْوِيْ تِلْكَ) الكلمة (الشَّارِدَهْ عَنْ مُفْهِمٍ) أي: عن مَنْ أفهمك إياها (3).
(وَنَحْوَهُ)(4) أي: مثل قول أبي نعيم جاء (عَنْ (زَائِدَهْ)) هو ابن قدامة.
429 -
وَخَلَفُ بْنُ سَاِلمٍ قَدْ قال: نَا
…
إِذْ فَاتَهُ حَدَّثَ مِنْ حَدَّثَنَا
430 -
مِنْ قَوْلِ سُفْيَانَ، وَسُفْيَانُ اكْتَفَى
…
بِلَفْظِ مُسْتَمْلٍ عَنِ الْمُمْلِي اقْتَفَى
(1) انظر: «الإلماع» : (ص240) و «ترتيب المدارك» : (4/ 812).
(2)
انظر: «الكفاية» : (1/ 240 - 241).
(3)
انظر المصدر السابق (1/ 248).
(4)
في الأصل: ومثله.
431 -
كَذَاكَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَفْتَى:
…
إِسْتَفْهمِ الَّذِي يَلِيْكَ، حَتَّى
432 -
رَوُوْا عَنِ الأَعْمَشِ: كُنَّا نَقْعُدُ
…
لِلنَّخَعِيْ فَرُبَّمَا قَدْ يَبْعُدُ
433 -
البَعْضُ - لَا يَسْمَعْهُ - فَيسأَلُ
…
البَعْضَ عَنْهُ، ثَمَّ كُلٌّ يَنْقُلُ
434 -
وَكُلُّ ذَا تَسَاهُلٌ، وَقَوَْلُهُمْ:
…
يَكْفِيِ مِنَ الْحَدِيْثِ شَمُّهُ، فَهُمْ
435 -
عَنَوا إذا أَوَّلَ شَيءٍ سُئِلَا
…
عَرَفَهُ، وَمَا عَنَوْا تَسَهُّلَا
(وَخَلَفُ بْنُ سَاِلمٍ) المخرمي (قَدْ قال (1):نَا، إِذْ فَاتَهُ حَدَّثَ مِنْ حَدَّثَنَا مِنْ قَوْلِ سُفْيَانَ) أي: قال: سمعت ابن عيينة نا عمرو بن دينار، يريد حدثنا، فإذا قيل له قل حدثنا قال: لا؛ لأني لم أسمع مِنْ «حدثنا» ثلاثة أحرف.
(وَسُفْيَانُ) بن عيينة (اكْتَفَى بِلَفْظِ مُسْتَمْلٍ عَنِ الْمُمْلِي اقْتَفَى) فإن المستملي قال له: إن الناس كثير لا يسمعون، قال: تَسْمَعُ أنت؟ قال: نعم. قال: فاسمعهم (2). وعليه العمل؛ لأن المستملي في حكم من يَقْرَأ على الشيخ، فالسامع يرويه عن المملي كالعَرْض.
(كَذَاكَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَفْتَى) لمن استفهمه: كيف قلت؟ فقال: (إِسْتَفْهمِ الَّذِي يَلِيْكَ (3)، حَتَّى رَوُوْا عَنِ الأَعْمَشِ: كُنَّا نَقْعُدُ لِلنَّخَعِيْ) فتتسع الحلقة (فَرُبَّمَا قَدْ يَبْعُدُ البَعْضُ) فيحدث بالحديث (لَا يَسْمَعْهُ) من تنحَّى عنه (فَيسأَلُ) بعضهم (البَعْضَ
(1) انظر المصدر السابق (1/ 242).
(2)
انظر المصدر السابق (1/ 247).
(3)
انظر المصدر السابق (1/ 247).
عَنْهُ، ثَمَّ كُلٌّ يَنْقُلُ) أي: يرووه عنه ومَا سمعوه منه (1).
(وَكُلُّ ذَا تَسَاهُلٌ) ممن فعله (وَقَوَْلُهُمْ يَكْفِيِ مِنَ الْحَدِيْثِ شَمُّهُ (2)، فَهُمْ عَنَوا إذا أَوَّلَ شَيءٍ سُئِلَا عَرَفَهُ، وَمَا عَنَوْا تَسَهُّلَا).
436 -
وَإِنْ يُحَدِّثْ مِنْ وَرَاءِ سِتْرِ
…
- عَرَفْتَهُ بِصَوْتِهِ أو ذِي خُبْرِ
437 -
صَحَّ، وَعَنْ شُعْبَةَ لَا تَرْوِ لَنَا
…
إنَّ بِلَالاً، وَحَدِيْثُ أُمِّنَا
(وَإِنْ يُحَدِّثْ مِنْ وَرَاءِ سِتْرِ عَرَفْتَهُ بِصَوْتِهِ) أي: فإن عرفت صوت المحدِّث، (أو) اعتمدت في معرفة صوته وحضوره على (ذِي خُبْرِ) أي: خبر ثقة من أهل الخبر بالمحدث، [24 - أ](صَحَّ) السماع.
(وَعَنْ شُعْبَةَ)(3) إذا حَدَّثَك المحدِّث فلم ترَ وجهه (لَا تَرْوِ) عنه.
والحجة (لَنَا) قوله عليه السلام: («إنَّ بِلَالاً) يؤذن بليل فكلوا أو اشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم» (4) فَأمَرَ بالاعتماد على صوته مع غيبة شخصه عَمَّن يسمعه، (وَحَدِيْثُ أُمِّنَا) أي: أم المؤمنين عائشة وغيرها كن يحدثن من وراء حجاب، وينقل عنهن مَنْ سمع ذلك.
438 -
وَلَا يَضُرُّ سَامِعَاً أنْ يَمْنَعَهْ
…
الشَّيْخُ أَنْ يَرْوِي مَا قَدْ سَمِعَهْ
(1) انظر المصدر السابق (1/ 248).
(2)
هو من كلام ابن مهدي كما في «معرفة أنواع علم الحديث» : (ص149) و «فتح المغيث» : (2/ 382).
(3)
انظر: «الإلماع» : (ص58).
(4)
أخرجه البخاري (ج1918)، ومسلم (ج1092).
439 -
كَذَلِكَ التَّخْصِيْصُ أو رَجَعْتُ
…
مَاَ لمْ يَقُلْ: أَخْطَأْتُ أو شَكَكْتُ
(وَلَا يَضُرُّ سَامِعَاً) حديثاً من شيخٍ (أنْ يَمْنَعَهْ الشَّيْخُ أَنْ يَرْوِي مَا قَدْ سَمِعَهْ) بأن قال له: لا تروه عني، ونحو ذلك (1)، (كَذَلِكَ التَّخْصِيْصُ) أي: إذا خصص قوماً بالسماع وسمع غيرهم ولم يعلم به، أو قال: أُخْبِرُكم ولا أُخْبِرُ فلاناً؛ فلا يضر ذلك فلاناً في صحة سماعه. (أو) قوله (رَجَعْتُ) عما حدثتكم به ونحو ذلك مما لا ينفي أنه من حديثه فإنه لا يضر، (مَاَ لمْ يَقُلْ: أَخْطَأْتُ) فيما حدثتُ به، (أو شَكَكْتُ) في سماعه ونحو ذلك، فليس له أن يرويه عنه (2).
(1) انظر: «المحدث الفاصل» : (ص451 - 452).
(2)
انظر: المصدر السابق.