الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِصْلَاحُ اللَّحْنِ، وَالْخَطَأِ
642 -
وَإِنْ أَتَى فِي الأَصْلِ لَحْنٌ أَوْ خَطَا
…
فَقِيْلَ: يُرْوَى كَيْفَ جَاءَ غَلَطَا
643 -
وَمَذْهَبُ الْمُحَصِّلِيْنَ يُصْلَحُ
…
وَيُقْرَأُ الصَّوَابُ وَهْوَ الأَرْجَحُ
644 -
فِي اللَّحْنِ لَا يَخْتَلِفُ الْمَعْنَى بِهِ
…
وَصَوَّبُوْا الإِبْقَاءَ مَعْ تَضْبِيْبِهِ
645 -
وَيُذْكَرُ الصَّوَابُ جَانِباً كَذَا
…
عَنْ أَكْثَرِ الشُّيُوْخِ نَقْلاً أُخِذَا
646 -
وَالْبَدْءُ بِالصَّوَابِ أَوْلَى وَأَسَدْ
…
وَأَصْلَحُ الإِصْلَاحِ مِنْ مَتْنٍ وَرَدْ
(وَإِنْ أَتَى فِي الأَصْلِ لَحْنٌ أَوْ خَطَا فَقِيْلَ) -قاله ابن سيرين وغيره (1) -: (يُرْوَى كَيْفَ جَاءَ غَلَطَا) أي: على الخطأ كما وقع، (وَمَذْهَبُ الْمُحَصِّلِيْنَ) من المحدِّثين:(يُصْلَحُ وَيُقْرَأُ الصَّوَابُ)، وإليه ذهب الأوزاعي (2) وابن المبارك (3)، (وَهْوَ الأَرْجَحُ فِي اللَّحْنِ لَا يَخْتَلِفُ الْمَعْنَى بِهِ) فإنَّ إصلاحَ مثل ذلك واجب على تجويز الرواية بالمعنى، (وَصَوَّبُوْا الإِبْقَاءَ) وتقرير ما وقع في الأصل على ما هو عليه، (مَعْ تَضْبِيْبِهِ) عليه (وَيُذْكَرُ الصَّوَابُ جَانِباً) في الحاشية، (كَذَا عَنْ أَكْثَرِ الشُّيُوْخِ نَقْلاً أُخِذَا) قال ابن فارس:«وهذا أحسن ما سمعت في هذا الباب» .
(1)«المحدث الفاصل» : (ص538) ط. دار الفكر.
(2)
المصدر السابق (ص524).
(3)
«جامع بيان العلم وفضله» : (1/ 164) ط. الريان.
(وَالْبَدْءُ بِالصَّوَابِ) إذا قرأ الرَّاوي [أو القارئ](1) عليه شيئاً من ذلك (أَوْلَى وَأَسَدْ)، ثم يقول: وقع في الرواية كذا وكذا؛ كيلا يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
(وَأَصْلَحُ الإِصْلَاحِ) أن يكون ما يُصْلَحُ به الفاسد (مِنْ مَتْنٍ وَرَدْ) في أحاديث أُخَر فإنَّ ذاكرَه آمِنٌ من أن يكون مُتَقَوِّلاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يَقُل.
647 -
وَلْيَأْتِ فِي الأَصْلِ بِمَا لَا يَكْثُرُ
…
كَابْنٍ وَحَرْفٍ حَيْثُ لَا يُغَيِّرُ
648 -
وَالسَّقْطُ يُدْرَى أَنَّ مِنْ فَوْقٍ أَتَى
…
بِهِ يُزَادُ بَعْدَ يَعْنِي مُثْبَتَا
(وَلْيَأْتِ فِي الأَصْلِ بِمَا لَا يَكْثُرُ) أي: إذا كان الساقطُ من الأصل شيئاً يسيراً يعلم أنه سقط في الكتابة وهو معروف (كَابْنٍ) في النسب، (وَحَرْفٍ، حَيْثُ لَا يُغَيِّرُ) أي: لا يختلف المعنى به، من غير تنبيه على سقوطه (وَالسَّقْطُ يُدْرَى أَنَّ مِنْ فَوْقٍ أَتَى بِهِ) أي: وإذا كان الساقطُ يُعْلَمُ أنه سَقَطَ مِنْ بعض من تأخَّر من رواة الحديث، وأنَّ من فوقه من الرواة أتى به فإنه (يُزَادُ) في الأصل (بَعْدَ «يَعْنِي» مُثْبَتَا) أي: ويؤتى قبله بلفظ «يعني» كما رُوِىَ عن ابن مهدي عن المحاملي بسنده إلى عروة عن عمرة -يعني- عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُدني إلىَّ رأسَه وأرجِّله» .
قال الخطيب (2): كان في أصل ابن مهدي عن عَمْرَة قالت: «كان» فألحقنا
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من «شرح الناظم» : (1/ 515).
(2)
«الكفاية» : (2/ 147).
فيه ذكر عائشة إذ لم يكن منه بُدٌ، وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه، وإنما سقط من كتاب شيخنا وقلنا فيه:«يعني عن عائشة» ؛ لأن ابن مهدي [34 - أ] لم يَقُل لنا ذلك.
649 -
وَصَحَّحُوْا اسْتِدْرَاكَ مَا دَرَسَ في
…
كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِهِ إِنْ يَعْرِفِ
650 -
صِحَّتَهُ مِنْ بَعْضِ مَتْنٍ أَوْ سَنَدْ
…
كَمَا إذَا ثَبَّتَهُ مَنْ يُعْتَمَدْ
651 -
وَحَسَّنُوا الْبَيَانَ كَالْمُسْتَشْكِلِ
…
كَلِمَةً فِي أَصْلِهِ فَلْيَسْأَلِ
(وَصَحَّحُوْا اسْتِدْرَاكَ مَا دَرَسَ في كِتَابِهِ) بتقطيعٍ أو بللٍ أو نحوه (مِنْ) كتاب (غَيْرِهِ إِنْ يَعْرِفِ صِحَّتَهُ) وَوَثِقَ بصاحبِ الكتاب بأن يكون قد أخذه عن شيخه وهو ثقة أو نحو ذلك، سواءً كان ما درس (مِنْ بَعْضِ مَتْنٍ أَوْ سَنَدْ كَمَا إذَا ثَبَّتَهُ مَنْ يُعْتَمَدْ) أي: كما أن الحُكم كذلك فيما إذا شَكَّ المحدثُ في شيء فاستَثْبَتَهُ من ثقة غيره من حفظه أو كتابه.
(وَحَسَّنُوا الْبَيَانَ) أي: أن يُبين مَن ثَبَّتَهُ بأن يقول: «أنا فلان، وثَبَّتَني فلان» ، (كَالْمُسْتَشْكِلِ كَلِمَةً فِي أَصْلِهِ فَلْيَسْأَلِ) أي: كما أن الحكم كذلك فيما إذا وَجَدَ في أصلِهِ كلمةً من غريب العربية أو غيرها غَيْرَ مقيَّدة وأُشْكِلَت عليه، فجائز أن يسأل عنها أهلَ العلم بها، ويرويها على ما يُخبرونه به.