الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَوْضُوْعُ
225 -
شَرُّ الضَّعِيْفِ: الخَبَرُ الموضُوْعُ
…
الكَذِبُ، المُختَلَقُ، المَصْنُوْعُ
226 -
وَكَيْفَ كَانَ لَمْ يُجِيْزُوا ذِكْرَه
…
لِمَنْ عَلِمْ، مَا لَمْ يُبَيِّنْ أمْرَهْ
227 -
وَأكْثَرَ الجَامِعُ فِيْهِ إذْ خَرَجْ
…
لِمُطْلَقِ الضُّعْفِ، عَنَى: أبَا الفَرَجْ
(شَرُّ) الحديث (الضَّعِيْفِ: الخَبَرُ الموضُوْعُ الكَذِبُ) أي: وهو المكذوب، ويقال له:(المُختَلَقُ، المَصْنُوْعُ) أي: إن واضعه اختلقه وصنعه (وَكَيْفَ كَانَ) الموضوع، أي: في أي معنى كان؛ في الأحكام، أو القصص، أو الترغيب والترهيب، وغير ذلك، (لَمْ يُجِيْزُوا ذِكْرَه لِمَنْ عَلِمْ) أي: لمن علم أنه موضوع أن يذكره بروايةٍ أو احتجاجٍ أو ترغيب، (مَا لَمْ يُبَيِّنْ أمْرَهْ) أي: إلا مع بيان أنه موضوع.
قال ابن الصلاح (1): (وَأكْثَرَ الجَامِعُ فِيْهِ) أي: في الموضوع نحو مجلدين (إذْ خَرَجْ لِمُطْلَقِ الضُّعْفِ) فأودع فيه كثيراً منها لا دليل على وضعه وإنما حقه أن يُذْكَر في مطلق الأحاديث الضعيفة.
(عَنَى) ابن الصلاح بالجامع المذكور (أبَا الفَرَجْ) أي: ابن الجوزي (2).
228 -
وَالوَاضِعُوْنَ لِلحَدِيْثِ أضْرُبُ
…
أَضَرُّهُمْ قَوْمٌ لِزُهْدٍ نُسِبُوا
229 -
قَدْ وَضَعُوْهَا حِسْبَةً، فَقُبِلَتْ
…
مِنْهُمْ، رُكُوْنَاً لَهُمُ ونُقِلَتْ
230 -
فَقَيَّضَ اللهُ لَهَا نُقَّادَهَا
…
فَبَيَّنُوا بِنَقْدِهِمْ فَسَادَهَا
231 -
نَحْوَ أبي عِصْمَةَ إذْ رَأَى الوَرَى
…
زَعْمَاً نَأوْا عَنِ القُرَانِ، فافْتَرَى
232 -
لَهُمْ حَدِيْثَاً في فَضَائِلِ السُّوَرْ
…
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فبئسَمَا ابْتَكَرْ
233 -
كَذَا الحَدِيْثُ عَنْ أُبَيٍّ اعْتَرَفْ
…
رَاوِيْهِ بِالوَضْعِ، وَبِئسَمَا اقتَرَفْ
234 -
وَكُلُّ مَنْ أوْدَعَهُ كِتَابَهْ
…
- كَالوَاحِدِيِّ - مُخْطِيءٌ صَوَابَهْ
(وَالوَاضِعُوْنَ لِلحَدِيْثِ أضْرُبُ) بحسب الأمر الحامل لهم على الوضع مِنْ [15 - ب] انتصارٍ لمذهبهم، أو التقرب لبعض الأمراء أو اكتساب، أو غير ذلك (أَضَرُّهُمْ قَوْمٌ لِزُهْدٍ نُسِبُوا قَدْ وَضَعُوْهَا حِسْبَةً) فإنهم يحتسبون بذلك ويرونه قربةً، (فَقُبِلَتْ مِنْهُمْ، رُكُوْنَاً لَهُمُ ونُقِلَتْ)، فإن الناس يثقون بهم، ويركنون إليهم لما نسبوا إليه من الزهد.
(فَقَيَّضَ اللهُ لَهَا نُقَّادَهَا فَبَيَّنُوا بِنَقْدِهِمْ فَسَادَهَا) حتى قال سفيان: «ما ستر الله أحداً يكذب في الحديث» (1).
(نَحْوَ أبي عِصْمَةَ) نوح ابن أبي مريم (إذْ رَأَى الوَرَى زَعْمَاً نَأوْا عَنِ القُرَانِ، فافْتَرَى لَهُمْ حَدِيْثَاً في فَضَائِلِ السُّوَرْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فبئسَمَا ابْتَكَرْ) فإنه قيل له: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورةٌ سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذا
(1) أسنده ابن الجوزي في مقدمة «الموضوعات» : (1/ 48).
حسبة (1).
(كَذَا الحَدِيْثُ عَنْ أُبَيٍّ) الطويل في فضائل سور القرآن سورة سورة، (اعْتَرَفْ رَاوِيْهِ بِالوَضْعِ) قال المؤمل بن إسماعيل: سألت عن من حَدَّثَهُ إلى أن أدخلني بيتاً فيه متصوفة معهم شيخ قال هذا قلت من حدثك؟ قال: لم يحدثني أحدٌ، ولكنا رأينا الناس قد رَغِبُوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إليه (2)، (وَبِئسَمَا اقتَرَفْ).
(وَكُلُّ مَنْ أوْدَعَهُ) أي: حديث أُبَيّ (كِتَابَهْ) أي: تفسيره (كَالوَاحِدِيِّ (3)) والثعلبي (4)(مُخْطِيءٌ صَوَابَهْ).
235 -
وَجَوَّزَالوَضْعَ عَلَى التَّرْغِيْبِ
…
قَوْمُ ابنِ كَرَّامٍ، وَفي التَّرْهِيْبِ
(وَجَوَّزَالوَضْعَ عَلَى التَّرْغِيْبِ قَوْمُ ابنِ كَرَّامٍ (5)، وَفي التَّرْهِيْبِ) مما لا يتعلق به حكم
(1) انظر: «المدخل» للحاكم: (ص100) ضمن «المجموعة الكمالية» : (2).
(2)
انظر: «الموضوعات» : (1/ 241)، «اللآلئ المصنوعة»:(1/ 227 - 228).
(3)
هو: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري. كان أوحد عصره في التفسير، صنف التفاسير الثلاثة: البسيط، والأوسط، والوجيز (تـ 468هـ). «إنباه الرواة»:(2/ 223) و «طبقات المفسرين» للواحدي: (1/ 378 - 380).
(4)
هو: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري، المفسر، المتوفي سنة (427هـ). «وفيات الأعيان»:(1/ 79 - 80).
(5)
أبو عبد الله السجستاني المتكلم. «ميزان الاعتدال» : (4/ 21)، «الأنساب»:(11/ 60). وقد توسع برهان الدين اللقاني في الكلام عليه في شرحه على «النزهة» المسمى «قضاء الوطر» (2/ 1055 - 1059) بتحقيقنا.
من الثواب والعقاب ترغيباً للناس في الطاعة، وزجراً لهم عن المعصية.
236 -
وَالوَاضِعُوْنَ بَعْضُهُمْ قَدْ صَنَعَا
…
مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ، وَبَعْضٌ وَضَعَا
237 -
كَلامَ بَعْضِ الحُكَمَا في المُسْنَدِ
…
وَمِنْهُ نَوْعٌ وَضْعُهُ لَمْ يُقْصَدِ
238 -
نَحْوُ حَدِيْثِ ثَابِتٍ «مَنْ كَثُرَتْ
…
صَلَاتُهُ» الحَدِيْثَ، وَهْلَةٌ سَرَتْ
(وَالوَاضِعُوْنَ بَعْضُهُمْ قَدْ صَنَعَا) كلاماً (مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ) ويرويه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(وَبَعْضٌ وَضَعَا كَلامَ بَعْضِ الحُكَمَا) أو بعض الزهاد أو الإسرائيليات (في المُسْنَدِ) فجعله حديثاً.
(وَمِنْهُ) أي: من أقسام الموضوع، (نَوْعٌ وَضْعُهُ لَمْ يُقْصَدِ) وإنما وهم فيه بعض الرواة، (نَحْوُ حَدِيْثِ ثَابِتٍ) هو ابن موسى الزاهد، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعاً:(مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ الحَدِيْثَ (1)، وَهْلَةٌ سَرَتْ) أي: غفلة فإنَّ ثابتاً دخل على شريك والمستملي بين يديه، وشريك يقول: ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال [16 - أ] رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر المتن، فلما نظر إلى ثابت قال: من كثرت صلاتُهُ بالليل حَسُنَ وجهُهُ بالنهار. وإنما أراد ثابتاً لزهده، فظن ثابتٌ أنه روى هذا الحديث مرفوعاً بهذا الإسناد فكان يُحَدِّثُ به عنه (2).
(1) أخرجه ابن ماجه في «سننه» : (ج1333)، والخطيب في «تاريخه»:(1/ 13)، وابن أبي حاتم في «العلل»:(ص196).
(2)
انظر: «المدخل إلى الإكليل» : (ص63).
239 -
وَيُعْرَفُ الوَضْعُ بِالاقْرَارِ، وَمَا
…
نُزِّلَ مَنْزِلَتَهُ، وَرُبَّمَا
240 -
يُعْرَفُ بِالرِّكَةِ قُلْتُ: اسْتَشْكَلَا
…
الثَّبَجِيُّ القَطْعَ بِالوَضْعِ عَلَى
241 -
مَااعْتَرَفَ الوَاضِعُ إذْ قَدْ يَكْذِبُ
…
بَلَى نَرُدُّهُ، وَعَنْهُ نُضْرِبُ
(وَيُعْرَفُ الوَضْعُ بِالاقْرَارِ) أي: بإقرار واضعه، (وَمَا نُزِّلَ مَنْزِلَتَهُ وَرُبَّمَا يُعْرَفُ بِالرِّكَةِ) أي: بركة لفظ الحديث ومعناه.
(قُلْتُ: اسْتَشْكَلَا الثَّبَجِيُّ) نسبة لثَبَج البحر وهو ابن دقيق العيد (1)؛ فإنه ولد بساحل يَنْبُعَ، (القَطْعَ بِالوَضْعِ عَلَى مَااعْتَرَفَ الوَاضِعُ) بوضعه؛ (إذْ قَدْ يَكْذِبُ) في هذا الإقرار بعينه، (بَلَى نَرُدُّهُ، وَعَنْهُ نُضْرِبُ)؛ فإن هذا كافٍ في رده لكن ليس بقاطع في كونه موضوعاً (2).
(1) أبو الفتح تقي الدين محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري البهزي، المتوفى سنة (702هـ) «تذكرة الحفاظ»:(4/ 1481)، و «الوافي بالوفيات»:(4/ 193).
(2)
«الاقتراح» : (ص234).