الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَنْ تَقُولَ الْقَوْلُ الْمُخْتَارُ فِيمَا إذَا كَانَ بَيْنَك وَبَيْنَ مَكَّةَ بَحْرٌ كَانَ الْغَالِبُ فِيهِ السَّلَامَةَ يَجِبُ الْحَجُّ وَإِلَّا لَا فَيَنْبَغِي أَنْ يُعْرَفَ هُنَا وَيُقَالُ إنْ كَانَ الْغَالِبُ فِي الطَّرِيقِ إلَّا مَنْ يَجِبُ وَإِلَّا لَا.
[مسائل متفرقة في انعقاد النكاح والنشوز]
قَالَ رحمه الله (تُوزَنُ مِنْ شَدِّي) يَعْنِي أَنْت صِرْت زَوْجَةً لِي (فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ شدم) يَعْنِي صِرْت لَمْ يَنْعَقِدْ النِّكَاحُ؛ لِأَنَّ هَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ فَقَوْلُهُ تَوّ بِضَمِّ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ وَسُكُونِ الْوَاوِ مَعْنَاهُ أَنْتِ وَقَوْلُهُ زَنْ بِفَتْحِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالنُّونِ هُوَ اسْمٌ لِلْمَرْأَةِ وَقَوْلُهُ مَنْ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَمَعْنَاهُ أَنَا وَقَوْلُهُ شدم بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ فِي آخِرِهِ مِيمٌ آخِرُ الْحُرُوفِ سَاكِنَةً مَعْنَاهُ صِرْت وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ تَتَصَرَّفُ كَاللَّفْظِ الْعَرَبِيِّ فَمَصْدَرُهُ شِدَّن وَالْمَاضِي شُدْ وَالْمُضَارِعُ شُودَا إذَا أُرِيدَ الْإِخْبَارُ عَنْ الْجَمْعِ يُقَال شُدِيمْ بِكَسْرِ الدَّالِ وَزِيَادَةِ الْيَاءِ آخِرَ الْحَرْفِ بَعْدَ الدَّالِ قَبْلَ مِيمِ الْمُتَكَلِّمَ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَةٍ خويشتن رازن مِنْ كردا يندى) مَعْنَاهُ هَلْ جَعَلْت نَفْسَك لِي زَوْجَةً فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ فِي جَوَابِهِ كردا يندم يَعْنِي جَعَلْت وَقَالَ الرَّجُلُ بِزَيْرِ فَتِمْ يَعْنِي قَبِلْت يَنْعَقِدُ النِّكَاحُ مُتَمَّمًا لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ قَوْلُهُ خويشتن يُؤَدِّي مَعْنَى " نَفْسُك " وَهُوَ بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ يُكْتَبُ بِالْوَاوِ بَعْدَهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَلَفَّظَ بِهَا وَكَذَلِكَ الْيَاءُ بَعْدَ الْوَاوِ وَشِينٌ مُعْجَمَةٌ سَاكِنَةٌ بَعْدَهَا تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ وَفِي آخِرِهِ نُونٌ وَقَوْلُهُ را بِفَتْحِ الرَّاءِ بَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَةٌ تُؤَدِّي مَعْنَى التَّخْصِيصِ لِلْإِشَارَةِ بِهَا وَهِيَ مَفْعُولٌ وَقَوْلُهُ مِنْ يَعْنِي أَنَا وَقَوْلُهُ كردانيدي بِالْكَافِ الصَّمَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَالرَّاءِ السَّاكِنَةِ وَالدَّالِ الْمَفْتُوحَةِ وَالنُّونِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا أَلِفٌ وَبَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَدَالٌ مُهْمَلَةٌ مَكْسُورَةٌ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ أُخْرَى سَاكِنَةٌ وَهَذِهِ لِلْخِطَابِ تُؤَدِّي مَعْنَى الْجَعْلِ وَالتَّصْيِيرِ وَقَوْلُهُ كردايندم كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ، وَكَذَلِكَ لِلْمُخَاطَبَةِ إذَا زِيدَ يَاءٌ بَعْدَ الدَّالِ مِثْلُ كردانيدي وَإِذَا أُرِيدَ جَمْع الْمُخَاطَبِ يُزَادُ بَعْدَ الدَّالِ يَاءُ الْمُخَاطَبِ مِثْلُ كردانيد بد وَإِذَا أُرِيدَ الْمُتَكَلِّمُ مَعَ الْغَيْرِ يُزَادُ فِيهِ يَاءٌ بَعْدَ الدَّالِ وَقَبْلَ الْمِيمِ وَيُقَالُ كردانيديم وَقَوْلُهُ بزير فتم بِفَتْحِ الْبَاءِ الصَّمَّاءِ يَكُونُ مَخْرَجُهُ قَرِيبًا مِنْ مَخْرَجِ الْفَاءِ وَبِكَسْرِ الزَّايِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا يَاءٌ سَاكِنَةٌ وَبَعْدَهَا رَاءٌ مَفْتُوحَةٌ وَبَعْدَهَا فَاءٌ سَاكِنَةٌ وَبَعْدَهَا تَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ وَفِي آخِرٍ مِيمٌ سَاكِنَةٌ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ لِآخَرَ دوختر خويشتن رابيسر مِنْ أَرَزَانِي داشتي) مَعْنَاهُ هَلْ جَعَلْت ابْنَتَك لَائِقَةً لِابْنِي فَقَالَ أَبُو الْبِنْتِ فِي جَوَابِهِ داشتم يَعْنِي جَعَلْت لَا يَنْعَقِدُ النِّكَاحُ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمُشْتَمِلٍ عَلَى الْإِيجَابِ وَالْقَبُولِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلِ ابْنَتِهِ لَائِقَةً لِابْنِهِ حُصُولُ الْعَقْدِ بَيْنَهُمَا قَوْلُهُ دختر بِضَمِّ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ وَفِي آخَرَ رَاءٌ مَعْنَاهُ الْبِنْتُ وَقَوْلُهُ بِيُسْرٍ لَفْظَانِ مُرَكَّبَانِ الْأَوَّلُ لَفْظُ بَاءِ الْوِحْدَةِ يُؤَدِّي مَعْنَى لَامِ الِاخْتِصَاصِ وَالثَّانِي لَفْظُ بِيُسْرٍ بِضَمِّ الْبَاءِ الْفَارِسِيَّةِ وَفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَفِي آخِرِهِ رَاءٌ مَعْنَاهُ الِابْنُ قَوْلُهُ أرزاني بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَبِفَتْحِ الزَّايِ وَكَسْرِ النُّونِ بَعْدَ الْأَلِفِ السَّاكِنَةِ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ آخِرُ الْحُرُوفِ سَاكِنَةٌ وَمَعْنَاهُ هَا هُنَا مَعْنَى اللَّائِقِ وَقَوْلُهُ داشتى بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ فِي لُغَتِهِمْ شَائِعٌ وَكَسْرُ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ وَفِي آخِرِهِ يَاءٌ آخِرُ الْحَرْفِ سَاكِنَةٌ وَقَوْلُهُ داشتم بِزِيَادَةِ التَّاءِ آخِرَ الْحُرُوفِ قَبْلَ الْمِيمِ وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ عِنْدَهُمْ.
قَالَ رحمه الله (مَنْعُهَا) كَلَامٌ إضَافِيٌّ مُبْتَدَأٌ أَيْ مَنْعُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا (عَنْ الدُّخُولِ عَلَيْهَا وَ) الْحَالُ أَنَّهُ (هُوَ) أَيْ الزَّوْجُ (يَسْكُنُ مَعَهَا فِي بَيْتِهَا نُشُوزٌ) لِأَنَّهَا حَبَسَتْ نَفْسَهَا مِنْهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَا تَجِبُ النَّفَقَةُ لَهَا مَا دَامَتْ عَلَى مَنْعِهِ فَيَتَحَقَّقُ النُّشُوزُ مِنْهَا فَصَارَ كَحَبْسِهَا نَفْسَهَا فِي مَنْزِلِ غَيْرِهَا هَذَا إذَا مَنَعَتْهُ وَمُرَادُهَا السُّكْنَى فِي مَنْزِلِهَا وَإِنْ كَانَ الْمَنْعُ لِيَنْقُلَهَا إلَى مَنْزِلِهِ لَا تَكُونُ نَاشِزَةً؛ لِأَنَّ السُّكْنَى وَاجِبَةٌ لَهَا عَلَيْهِ فَكَانَ حَبْسُهَا نَفْسَهَا مِنْهُ بِحَقٍّ فَلَا تَسْقُطُ نَفَقَتُهَا؛ لِأَنَّ التَّقْصِيرَ جَاءَ مِنْ جِهَتِهِ فَصَارَ كَمَا إذَا حَبَسَتْ نَفْسَهَا لِاسْتِيفَاءِ مَهْرِهَا بِخِلَافِ مَا إذَا حُبِسَتْ بِسَبَبِ دَيْنٍ عَلَيْهَا أَوْ غَصَبَهَا غَاصِبٌ وَذَهَبَ بِهَا؛ لِأَنَّ الْفَوَاتَ لَيْسَ مِنْ قِبَلِهِ وَبِخِلَافِ مَا إذَا كَانَتْ سَاكِنَةً مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَلَمْ تُمَكِّنْهُ مِنْ الْوَطْءِ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُهُ الْوَطْءُ كُرْهًا غَالِبًا فَلَا يُعَدُّ مَنْعًا.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ سَكَنَ فِي بَيْتِ الْغَصْبِ فَامْتَنَعَتْ لَا تَكُونُ نَاشِزَةً) لِأَنَّهَا مُحِقَّةٌ؛ لِأَنَّ السُّكْنَى فِيهِ حَرَامٌ.
قَالَ رحمه الله (قَالَتْ لَا أَسْكُنُ مَعَ أَمَتِك وَأُرِيدُ بَيْتًا عَلَى حِدَةٍ وَلَيْسَ لَهَا ذَلِكَ) لِأَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِمَّنْ يَخْدُمُهُ فَلَا يُمْكِنُ مَنْعُهُ مِنْ ذَلِكَ.
[مسائل متفرقة في الطلاق]
قَالَ رحمه الله (قَالَتْ الزَّوْجَةُ لِزَوْجِهَا مرا طَلَاق بَغْلِيٌّ) يَعْنِي اعْطِنِي طَلَاقًا (فَقَالَ الزَّوْجُ داده كيرا وكرده كيرا وداده باد وكرده
باد يَنْوِي يَقَعْ) مَعْنَاهُ الِاعْتِبَارُ لِلنِّيَّةِ وَعَدَمِهَا فَإِنْ نَوَى بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ الطَّلَاقَ وَقَعَ فَإِنْ لَمْ يَنْوِ لَا يَقَعُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ الْكِنَايَاتِ عِنْدَهُمْ فَلِأَنَّهُ مِنْ النِّيَّةِ قَوْلُهُ داده بِفَتْحِ الدَّالِ بَعْدَهَا أَلِفٌ سَاكِنَةٌ وَمَعْنَاهُ الْإِعْطَاءُ وَقَوْلُهُ كير بِكَسْرِ الْكَافِ الصَّمَّاءِ وَسُكُونِ الْيَاءِ آخِرَ الْحُرُوفِ وَفِي آخِرِهِ رَاءٌ مَعْنَاهُ الْأَصْلُ امْسِكْ وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ هُنَا افْرِضِي وَقَدِّرِي يَعْنِي قَدِّرِي الطَّلَاقَ قَدْ أَعْطَى قَوْلَهُ كرده بِفَتْحٍ الْكَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ وَسُكُونِ الْهَاءِ وَهُوَ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ كرداني الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ وَمَعْنَاهُ الْفِعْلُ وَالْعَمَلُ قَوْلُهُ باز بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْأَلِفِ وَالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ مَعْنَاهُ فَلْيُمْكِنْ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ الزَّوْجُ داده است وَكَرْده است يَقَعُ) الطَّلَاقُ (نَوَى) الْوُقُوعَ (أَوَّلًا) أَيْ وَإِنْ لَمْ يَنْوِ قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ الزَّوْجُ داده أَنْكَار وَكَرْده أَنْكَار) لَا يَقَعُ الطَّلَاقُ (وَإِنْ نَوَى الْوُقُوعَ) وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ فِي الْأُولَى إخْبَارًا عَنْ وُقُوعٍ فَيَقَعُ الطَّلَاقُ وَفِي الثَّانِي لَيْسَ بِإِخْبَارٍ؛ لِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ داده أَنْكَار افْرِضِي أَنَّهُ وَقَعَ أَوْ احْسِبِي فَلَا يَقَعُ بِهِ شَيْءٌ وَأَنْكَار بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ الْكَافِ الصَّمَّاءِ وَفِي آخِرِهِ رَاءٌ مُهْمَلَةٌ، وَمَعْنَاهُ افْرِضْ وَقَدِّرِي قَوْلُهُ (وي مرانشا يَد تاقيامت أَوْ هَمَّهُ عمر) لَا يَقَعُ طَلَاقٌ (إلَّا بِنِيَّةٍ) ؛ لِأَنَّهُ مِنْ الْكِنَايَاتِ قَوْلُهُ وي بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْيَاءِ آخِرِ الْحُرُوفِ بِمَعْنَى هِيَ الَّتِي هُوَ ضَمِيرُ الْغَائِبِ وَقَوْلُهُ مرا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ مَقْصُورَةً وَمَعْنَاهُ لَا خَلَّى وَقَوْلُهُ نشايد بِفَتْحِ النُّونِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَيَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ آخِرَ الْحُرُوفِ وَدَالٌ مُهْمَلَةٌ وَمَعْنَاهُ لَا يَلِيقُ قَوْلُهُ أَوْ همه بِفَتْحِ الْهَاءِ وَالْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَاءِ وَمَعْنَاهُ الْجَمِيعُ وَالْمَعْنَى يَعْنِي لَا يَلِيقُ فِي جَمِيعِ عُمْرَى أَوْ مُدَّةِ عُمْرِي أَوْ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَوْلُهُ تا بِفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ مَقْصُورَةٌ وَمَعْنَاهُ إلَى يَوْمِ الْقَائِمَةِ، وَالْحَاصِلُ فِي مَعْنَى هَذَا التَّرْكِيبِ لَا يَلِيقُ بِي إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ الزَّوْجُ حِيلَة زِنَانِ كُنَّ إقْرَارًا بِالثَّلَاثِ) أَيْ لِوُقُوعِ الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى كَلَامِهِ افْعَلِي حِيلَةَ النِّسَاءِ مَقْصُودُهُمْ بِهَذَا احْفَظِي عِدَّتَك أَوْ عُدِّي أَيَّامَ عِدَّتِك فَإِنَّ هَذَا عِنْدَهُمْ كِنَايَةٌ عَنْ وُقُوعِ الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ؛ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَشْتَغِلُ بِأُمُورِ الْعِدَّةِ إلَّا بَعْدَ وُقُوعِ الثَّلَاثِ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ حِيَله خويش كُنَّ لَا) يَعْنِي لَيْسَ بِإِقْرَارٍ بِالثَّلَاثِ؛ لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِكِنَايَةٍ عَنْ الطَّلَاقِ عِنْدَهُمْ بِخِلَافِ الصُّورَةِ الْأُولَى قَوْلُهُ خويش بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْوَاوِ وَلَا يُتَلَفَّظُ بِهَا عِنْدَهُمْ وَبَعْدَهَا يَاءٌ آخِرَ الْحُرُوفِ سَاكِنَةً وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ وَمَعْنَاهُ أَنْتَ هُنَا؛ لِأَنَّهُ يَجِيءُ بِمَعْنًى آخَرَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضُوعِ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَتْ الْمَرْأَةُ كَابِينَ مِنْ ترابخشيدم) مَعْنَاهُ وَهَبْت لَك الْمَهْرَ (مراجنك بادزار) مَعْنَاهُ خَلِّصْنِي مِنْ نِزَاعِك فَاحْكُمْ عَلَيَّ بِالْمَهْرِ (إنْ طَلَّقَهَا سَقَطَ الْمَهْرُ وَإِلَّا لَا) أَيْ وَإِنْ لَمْ يُطَلِّقْهَا لَا يَسْقُطُ؛ لِأَنَّهُ أَجَابَهَا إلَى سُؤَالِهَا هُوَ الطَّلَاقُ حَتَّى يَسْقُطَ الْمَهْرُ وَقَوْلُهُ تُرَى بِضَمِّ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ وَبِالرَّاءِ الْمَقْصُورَةِ مَعْنَاهُ لَك وَقَوْلُهُ بخشيدم بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ آخِرِ الْحُرُوفِ وَبِفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَفِي آخِرِهِ مِيمٌ سَاكِنَةُ وَمَعْنَاهُ وَهَبْت وَمَصْدَرُهُ وَهَبْت بخشيدن.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ الْمَوْلَى لِعَبْدِهِ يَا مَالِكِي أَوْ قَالَ لِأَمَتِهِ أَنَا عَبْدُك لَا يُعْتَقُ) ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِصَرِيحٍ لِلْعِتْقِ وَلَا كِنَايَةٍ لَهُ بِخِلَافِ قَوْلِهِ يَا مُولَايَ؛ لِأَنَّ حَقِيقَتَهُ تُنْبِئُ عَنْ ثُبُوتِ الْوَلَاءِ عَلَى الْعَبْدِ وَذَلِكَ بِالْعِتْقِ فَيُعْتَقُ (وَلَوْ قَالَ شَخْصٌ بِرّ مِنْ سوكند لَسْت كه) يَعْنِي عَلَى الْيَمِينِ.
قَالَ رحمه الله (وَلَوْ قَالَ ابْن كَارِ) يَعْنِي هَذَا الْفِعْلُ (نكنم) يَعْنِي لَا أَفْعَلُ (فَهَذَا إقْرَارٌ بِالْيَمِينِ بِاَللَّهِ تَعَالَى) ؛ لِأَنَّهُ أَخَّرَ عَنْ يَمِينِهِ عَلَى تَرْكِ هَذَا الْفِعْلِ فَيَكُونُ إقْرَارًا بِالْيَمِينِ مِنِّي فَهَلْ يَحْنَثُ فِي يَمِينِهِ وَتَلْزَمُهُ الْكَفَّارَةُ قَوْلُهُ بِرّ بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ تُؤَدِّي مَعْنَاهُ عَلَيَّ، وَقَوْلُهُ مِنْ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ وَمَعْنَاهُ أَنَا وَقَوْلُهُ سوكند بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ وَفَتْحِ الْكَافِ الصَّمَّاءِ وَسُكُونِ النُّونِ وَآخِرَهُ دَالٌ سَاكِنَةٌ مَعْنَاهُ الْيَمِينُ وَقَوْلُهُ أَيْنَ بِكَسْرِ الْهَمْزِ وَسُكُونِ الْيَاءِ آخِرَ الْحُرُوفِ وَفِي آخِرِهِ نُونٌ سَاكِنَةٌ أَيْضًا تُؤَدِّي مَعْنَى هَذَا وَقَوْلُهُ كار بِفَتْحِ الْكَافِ وَسُكُونِ الْأَلِفِ وَالرَّاءِ وَهُوَ الْفِعْلُ وَقَوْلُهُ نكنم مُضَارِعٌ مَنْفِيٌّ؛ لِأَنَّ النُّونَ الْمَفْتُوحَةَ فِي الْأَوَّلِ هِيَ حَرْفُ النَّفْيِ وكنم مَعْنَاهُ افْعَلْ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ كردن الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ فَالْمَاضِي كرد وَالْمُتَكَلِّمُ وحدة كنم وَمَعَ الْغَيْرُ كنيم بِزِيَادَةِ الْيَاءِ قَبْلَ الْمِيمِ.
قَالَ رحمه الله (وَإِنْ قَالَ شَخْصٌ برمن سوكندا سِتّ بِطَلَاقٍ لَزِمَهُ ذَلِكَ فَإِنْ قَالَ قُلْت ذَلِكَ) أَيْ هَذَا الْقَوْلُ (كَذِبًا لَا يُصَدَّقُ) لِأَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ يَمِينٍ مُنْعَقِدَةٍ وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُلْت ذَلِكَ كَذِبًا رُجُوعٌ مِنْهُ فَلَا يُصَدَّقُ وَلَوْ قَالَ