الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) - (474) - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ
(4)
- 1613 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا. . غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
===
(2)
- (474) - (باب ما جاء في فضل شهر رمضان)
(4)
-1613 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق عارف رمي بالتشيع، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري النجاري المدني، ثقة، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام) شهر (رمضان إيمانًا) أي: تصديقًا بأنه حق (واحتسابًا) أجر صومه على الله. . (غفر له ما تقدم من ذنبه) قال السندي: هذا وأمثاله بيان لفضل هذه العبادات؛ بأنه لو كانت على الإنسان ذنوب. . يغفر له بهذه العبادات؛ أي: إن كانت، فلا يرد أن الأسباب المؤدية إلى عموم المغفرة كثيرة، فعند اجتماعها أي شيء يبقى للمتأخر منها حتى يغفر به؛ إذ المراد: بيان فضيلة
(5)
- 1614 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
===
هذه العبادات؛ بأن لها عند الله هذا القدر من الفضل، فإن لم يكن على الإنسان ذنب. . يظهر هذا الفضل في رفع الدرجات؛ كما في حق الأنبياء المعصومين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتسابًا من الإيمان، والنسائي في كتاب الصيام، باب ثواب من قام رمضان وصامه إيمانًا واحتسابًا.
ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة هذا بحديث آخر له، فقال:
(5)
- 1614 - (2)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) بن كريب الهمداني الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو بكر) اسمه محمد أو عبد الله أو سالم، مشهور بكنيته، والأصح أنها اسمه (ابن عياش) -بتحتانية ومعجمة- الأسدي الكوفي المقرئ الحناط -بمهملة ونون- ثقة عابد، إلا أنه لما كبر. . ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن) سليمان (الأعمش) ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ. . صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ
===
(عن أبي صالح) ذكوان السمان القيسي مولاهم المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كانت) أي: جاءت وحصلت ودخلت (أول ليلة من رمضان) فكان هنا تامة لا خبر لها، وجملتها فعل شرط لإذا، وجوابها جملة (صفدت الشياطين) أي: غلت وقيدت وأوثقت وسلسلت بالأصفاد؛ جمع صفد، والصفد: الغل؛ وذلك لئلا تفسد الشياطين على الصائمين صيامهم (ومردة الجن) جمع مارد؛ كطلبة وجهلة؛ وهو العاتي الشديد المتجرد للشر، ومنه: الأمرد؛ لتجرده من الشعر، وهو تخصيص بعد تعميم، أو عطف تفسير وبيان؛ كالتتميم، وقيل: الحكمة في تقييد الشياطين وتصفيدهم. . كيلا يوسوسوا في الصائمين، وأمارة ذلك: تنزه أكثر المنهمكين في الطغيان عن المعاصي، ورجوعهم بالتوبة إلى الله تعالى، وأما ما يوجد خلاف ذلك في بعضهم. . فإنها تأثيرات من تسويلات الشياطين، أغرقت في عمق تلك النفوس الشريرة، وباضت في رؤوسها.
وقد خص من عموم "صفدت الشياطين" زعيم زمرتهم، وصاحب دعوتهم؛ ليكون الإنْظارُ الذي سأله من الله، فأجيب إليه، فيقع ما يقع من المعاصي بتسويله وإغوائه، ويمكن أن يكون التقييد كناية عن ضعفهم في الإغواءِ والإضلالِ، كذا في "المرقاة"، وقال الحافظ في "الفتح": قال عياض: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر، وتعظيم
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ،
===
لحرمته، ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو، وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين، ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية عند مسلم:"فتحت أبواب الرحمة".
(وغُلِّقَتْ أبوابُ النارِ) أي: قُفِّلَتْ، قال القاري: غلقت بالتشديد أكثر، قال السندي: غلقت، أي: تبعيدًا للعقاب عن العباد، وهذا يقتضي: أن أبواب النار كانت مفتوحةً، ولا ينافيه قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} (1)؛ لجواز أن هناك غلقًا قبل ذلك، وغلق أبواب النار لا ينافي موت الكفرة في رمضان وتعذيبهم بالنار فيه؛ إذ يكفي في عذابهم فتح باب صغير من القبر إلى النار غير الأبواب المعهودة الكِبار، (فلم يفتح منها) أي: من أبواب النار (باب) أصلًا.
(وفتحت أبواب الجنة) تقريبًا للرحمة إلى العباد، وهذا يدل على أن أبواب الجنة كانت مغلقة، ولا ينافيه قوله تعالى:{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} (2) إذ ذلك لا يقتضي دوام كونها مفتحة لهم الأبواب (فلم يغلق منها باب)، وأما الرواية التي فيها:(أبواب الرحمة، وأبواب السماء). . فمن تصرف الرواة، والأصل:"أبواب الجنة"؛ بدليل ما يقابله؛ وهو "غُلِّقَتْ أبوابُ النار"، قال الحافظ: وقال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره: فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعةً في رمضان كثيرًا، فلو صفدت الشياطين. . لم يقع ذلك؟ فالجواب أنها إنما تَقِلُّ عن الصائمين الصومَ الذي حُوفظ على شروطه وروعيت آدابه، أو المصفد بعض الشياطين لا كلهم، أو المراد: تقليل الشرور
(1) سورة الزمر: (71).
(2)
سورة ص: (50).
وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ؛ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ".
===
فيه، وهذا أمر محسوس؛ فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره؛ إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم ألا يقع شر ولا معصية؛ لأن لذلك أسبابًا غير الشياطين؛ كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة. انتهى.
(ونادى مناد) قيل: يحتمل أنه ملك، أو المراد: أنه يلقى ذلك في قلوب من يريد الله إقباله على الخير، كذا في "قوت المغتذي":(يا باغي الخير) أي: يا طالب العمل والثواب (أقبل) أي: إلى الله تعالى وطاعته؛ بزيادة الاجتهاد في عبادته، وهو أمر من الإقبال؛ أي: تعال؛ فإن هذا أوانك؛ فإنك تعطى الثواب الجزيل بالعمل القليل، أو معناه: يا طالب الخير المعرض عنا وعن طاعتنا؛ أقبل إلينا وعلى عبادتنا؛ فإن الخير كله تحت قدرتنا وإرادتنا.
(ويا باغي الشر؛ أقصر) -بفتح الهمزة وكسر الصاد- أي: يا مريد المعصية؛ أمسك عن المعاصي وارجع إلى الله تعالى؛ فهذا أوان قبول التوبة، وزمان استعداد المغفرة، ولعل طاعة المطيعين، وتوبة المذنبين، ورجوع المقصرين في رمضان. . من أثر النِداءَيْنِ، ونتيجة إقبال الله تعالى على الطالبين، ولهذا ترى أكثر المسلمين صائمين حتى الصغارَ والجواريَ، بل غالبُهم الذين يتركون الصلاةَ يكونون حينئذ مُصلِّين، مع أن الصوم أصعبُ من الصلاة، وهو يوجب ضعف البدن الذي يقتضي الكسلَ عن العبادة، وكثرةَ النوم عادة، ومع ذلك ترى المساجد معمورة، وبإحياء الليل مغمورة.
(ولله عتقاء من النار) أي: ولله عتقاء كثيرون من النار، فلعلك تكون منهم؛ (وذلك) إشارة إلى النداء السابق، أو إلى أن لله عتقاء (في كل ليلة) أي: في كل ليلة من ليالي رمضان. انتهى "تحفة الأحوذي".
(6)
- 1615 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصوم، باب فضل شهر رمضان، قال: وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وسلمان، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر بن عياش، ورواه النسائي في كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان، وأحمد بن حنبل، ورواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة في كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(6)
- 1615 - (3)(حدثنا أبو غريب، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان) طلحة بن نافع التمار المدني، ثقة، من الخامسة. يروي عنه:(ع).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وقد مر هذا السند بعينه قبل هذا الحديث.
(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله عند كل فطر)
عُتَقَاءَ؛ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ".
(7)
- 1616 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِلَالٍ،
===
من صوم رمضان قومًا (عتقاء) من النار؛ (وذلك) أي: كون العتقاء لله (في كل ليلة) أي: عند إقبال كل ليلة من ليالي رمضان عند الفطر من الصوم، وقوله:"وذلك في كل ليلة" بمنزلة التأكيد لما قبله، وإلا. . فقوله:"عند كل فطر" يشمل "كل ليلة" بعمومه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده": حدثنا ابن نمير، حدثنا إدريس عن الأعمش. . . فذكره، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وابن ماجه، وروى الإمام أحمد منه الجملة الأولى من حديث أبي أمامة، ورواه البزار في "مسنده" من حديث أبي سعيد، وأحمد في "المسند".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به.
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(7)
- 1616 - (4)(حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد) بن خالد الغبري -بضم المعجمة وفتح الموحدة المخففة- المؤدب، سكن بغداد، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ)، وفيل: سنة اثنتين وستين ومئتين. يروي عنه: (ق).
(حدثنا محمد بن بلال) التمار أبو عبد الله البصري، صدوق يغرب، من التاسعة. يروي عنه:(د ق).
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا
===
(حدثنا عمران) بن دَاوَر -بفتح الواو بعدها راء- أبو العوام (القطان) البصري، صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج، من السابعة، مات بين الستين والسبعين ومئة يروي عنه:(عم).
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع عشرة ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، قال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال؛ عمران بن دَاوَرٍ القطان مختلفٌ فيه، مَشَّاهُ أحمد؛ أي: ذكَرَه في "العلل"، ووثَّقه عفان والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن ماجه والنسائي وابن معين وابن عدي.
ومحمدُ بن بلال ذكرَه ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: يُغْرِبُ عن عمران، وروى عن عمران أحاديثَ غرائب، وأرجو أنه لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات، وصحَّح الحافظ عبدُ العظيم المنذري هذا الحديث في "الترغيب والترهيب"(2/ 69)، ورواه الطبراني من هذا الوجه في "الأوسط".
فحكم هذا السند: الحسن؛ لأن فيه راويًا مختلفًا فيه.
(قال) أنس: (دخل) علينا شهر (رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر) الكريم (قد حضركم) أيها المسلمون (وفيه) أي: وفي هذا الشهر (ليلة) عظيمة هي: (خير من ألف شهر) أي: العمل فيها أكثر أجرًا من العمل في ألف شهر؛ وهي ثمانون سنة (من حرمها) أي: من حرم من