الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(48) - (520) - بَابٌ: فِي الصَّائِمِ لَا تُرَدُّ دَعَوْتُهُ
(115)
- 1724 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِيِّ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ،
===
(48)
- (520) - (باب: في الصائم لا ترد دعوته)
(115)
- 1724 - (1)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا وكيع عن سعدان) بن بشر (الجهني) القبي -بضم القاف وتشديد الموحدة وكسرها- الكوفي، قيل: اسمه سعد، وسعدان لقبه، صدوق، من الثامنة. يروي عنه:(خ ت ق).
(عن سعد أبي مجاهد الطائي) الكوفي، لا بأس به، وقال المؤلف:(وكان ثقة) من السادسة. يروي عنه: (خ د ت ق).
(عن أبي مدلة) -بضم الميم وكسر المهملة وتشديد اللام- مولى عائشة، يقال: اسمه عبيد الله، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ت ق)، وقال المؤلف:(وكان ثقة).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة) أنفار (لا ترد دعوتهم) عند الله تعالى؛ أحدهم: (الإمام العادل) أي: الذي يحكم
وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ: بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ".
===
بالعدل والحق، فلا يجور في رعيته (و) ثانيهم:(الصائم) فرضًا كان أو نفلًا (حتى يفطر) وهذا يدل على أن دعاءه في جميع النهار مستجاب، وعلى هذا: فلفظ الدعوة بمعنى الدعاء لا للمرة؛ كما هو أصل البناء، والأقرب أن (حتى) سهو من بعض الرواة، والصواب:(حين يفطر) كما يدل عليه الحديث الآتي.
(و) ثالثها: (دعوة المظلوم) على ظالمه، أو في الخلاص من الظلم، يدل عليه العنوان، وكذا آخر الكلام (يرفعها) أي: يرفع (الله) تعالى دعوة المظلوم (دون الغمام يوم القيامة) حفظًا لها لصاحبها، والمراد به: الغمام المذكور في قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (1)، وفي قوله:{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} (2)، (وتفتح لها) أي: لدعوة المظلوم يوم يدعوها الله (أبواب السماء) أي: لترفع منها إلى العرش، وهذا يدل ظاهرًا على تجسم المعاني، إلا أن يقال: فتح الأبواب للملك الحامل لها. انتهى "سندي".
(ويقول) الله تعالى للمظلوم حين دعاه: (بعزتي) أي: أقسمت لك بعزتي وجلالي الأنصرنك) أيها المظلوم على ظالمك وأجعلنك غالبًا عليه (ولو بعد حين) ومدةٍ، فلا تستعجل في دعائك؛ فإنه مقبول عندي لا يرد، ولو تأخرت إجابته.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، والبيهقي وأحمد.
(1) سورة الفرقان: (25).
(2)
سورة البقرة: (210).
(116)
- 1725 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ
===
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، فقال:
(116)
-1725 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي.
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة، لكنه كثير التدليس، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا إسحاق بن عبيد الله) بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم (المدني) وقيل: الدمشقي أخو إسماعيل، قال ابن عساكر في "تاريخه": سمع سعيد بن المسيب، وعبد الله ابن أبي مليكة، ويروي عنه: الوليد بن مسلم، روى عن ابن أبي مليكة عن ابن عمرو ورفعه حديث:"إذا أفطر الصائم .. يقول: اللهم؛ إني أسألك برحمتك أن تغفر لي"، وذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: فهو الذي أخرج له ابن ماجه، والله أعلم. انتهى من "التهذيب". وفي "التقريب": مقبول، من الرابعة. يروي عنه:(ق).
(قال) إسحاق: (سمعت عبد الله) بن عبيد الله (ابن أبي مليكة) -بالتصغير- ابن عبد الله بن جدعان، يقال: اسم أبي مليكة زهير التيمي
يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ"،
===
المدني، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ). يروي عنه:(ع).
(يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص) بن وائل السهمي أبا محمد المدني، أحد السابقين المكثرين رضي الله تعالى عنه، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: سمعت عبد الله (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد") عند الله تعالى، بل تستجاب له.
قوله: "إن للصائم دعوةً" الدعوة هنا للمرة، وهو ظاهر، وفي "الزوائد": إسناده صحيح؛ لأن إسحاق بن عبيد الله قال النسائي: لا بأس به، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري، قال السيوطي: قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول": أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خصت من بين الأمم في شأن الدعاء، فقال تعالى:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (1) وإنما كان ذاك للأنبياء، فأعطيت هذه الأمة ما أعطيت الأنبياء، فلما دخل التخليط في أمورهم؛ من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم .. حجبت قلوبهم، والصوم يمنع النفس عن الشهوات، فإذا ترك شهوته من قلبه .. صفا القلبُ، وصارت دعوتُه بقلبٍ فارغٍ قد زَايَلَتْه ظلمةُ الشهوات، وتولَّتْهُ الأنوارُ، فإن كان ما سأل من المقدر له .. عجل، وإن لم يكن .. كان مدخرًا له في الآخرة. انتهى، انتهى من "السندي".
(1) سورة غافر: (60).
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍ ويَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي.
===
(قال ابن أبي مليكة) بالسند السابق موقوفًا: (سمعت عبد الله بن عمرو) أيضًا (يقول إذا أفطر) من صومه: (اللهم؛ إني أسألك برحمتك) وفضلك (التي وسعت) وعمت (كل شيء) من العقلاء وغيرهم برًا كان أو فاجرًا (أن تغفر لي) جميع ذنوبي؛ صغائرها وكبائرها؛ لأن الإطلاق يفيد العموم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم