الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8) - (480) - بَابُ مَا جَاءَ فِي: "الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ
"
(19)
- 1628 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمْ مَضَى مِنَ الشَّهْرِ؟ "، قَالَ: قُلْنَا: اثْنَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَتْ ثَمَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"الشَّهْرُ هكَذَا وَالشَّهْرُ هكَذَا وَالشَّهْرُ هكَذَا"، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،
===
(8)
- (480) - (باب ما جاء في: "الشهر تسع وعشرون")
(19)
- 1628 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي.
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) الكاهلي الكوفي.
(عن أبي صالح) ذكوان السمان القيسي مولاهم المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم مضى) وخلا (من) هذا (الشهر) الذي نحن فيه؟ (قال) أبو هريرة: (قلنا) معاشر الحاضرين له صلى الله عليه وسلم: خلا من الشهر (اثنان وعشرون) يومًا (وبقيت) منه (ثمان) ليال، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهر) يكون (هكذا) مشيرًا بأصابعه إلى عشر، (والشهر) يكون (هكذا) مشيرًا بأصابعه العشر إلى عشر، فيكون ما أشار إليه في المرتين عشرين، (والشهر) يكون (هكذا) مشيرًا بأصابعه التسع إلى تسع، فأشار بأصابعه (ثلاث مرات،
وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً.
(20)
- 1629 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ،
===
وأمسك) أي: قبض في المرة الثالثة من أصابعه إصبعًا (واحدة) فيكون مجموع ما أشار إليه بأصابعه تسعًا وعشرين ليلةً، فدل على أن الشهر يكون تسعًا وعشرين، لا أنقصَ منه.
قوله: (وأمسك واحدةً) وفي حديث ابن عمر عند مسلم: (وأشار بأصابعه كلها، وحبس أو خنس إبهامه) في الثالثة، ومعنى (حبس) أي: منع من البسط، ومعنى:(خنس) أي: قبض إبهامه، ففيه تعيين من الراوي للإصبع المقبوضة.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ كما في "تحفة الأشراف"، ولكن له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص رواه مسلم في "صحيحه"، والنسائي، وابن ماجه بعد هذا الحديث.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وله شاهد، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(20)
- 1629 - (2)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ومئتين (234 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا محمد بن بشر) العبدي الكوفي، ثقة حافظ، من التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الشَّهْرُ هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا"، وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ فِي الثَّالِثَةِ.
===
(عن إسماعيل بن أبي خالد) سعيد البجلي الأحمسي الكوفي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن سعد بن أبي وقاص) الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، قتله الحجاج بعد الثمانين. يروي عنه:(خ م ت س ق).
(عن أبيه) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة خمس وخمسين (55 هـ) على المشهور، وهو آخر العشرة وفاة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) سعد بن أبي وقاص: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهر هكذا) مشيرًا بأصابعه العشر (وهكذا) مشيرًا باصابعه العشر (وهكذا) مشيرًا بأصابعه التسع غير الإبهام، (وعقد) أي: حسب (تسعًا وعشرين) ليلة (في الثالثة) أي: مع المرة الثالثة؛ لأنه قبض منها إصبعًا واحدًا؛ يريد أن الشهر قد يكون ناقصًا، فلا وجه للجزم بكونه تمامًا، وكذا كل حديث جاء في نقصان الشهر يراد به: أنه قد يكون كذلك. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، باب أن الشهر يكون تسعًا وعشرين.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
(21)
- 1630 - (3) حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا صُمْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:
(21)
- 1630 - (3)(حدثنا مجاهد بن موسى) الخوارزمي أبو علي الختلي -بضم المعجمة وتشديد المثناة الفوقية المفتوحة- نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا القاسم بن مالك المزني) أبو جعفر الكوفي، صدوق فيه لين، من صغار الثامنة، مات بعد التسعين ومئة. يروي عنه:(خ م ت س ق).
(حدثنا الجريري) -مصغرًا- سعيد بن إياس أبو مسعود البصري، ثقة، من الخامسة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ). يروي عنه:(ع)، ولم يعرف حال القاسم بن مالك، هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده؟ والظاهر: أنه روى عنه قبل الاختلاط؛ لأن الحديث له شواهد؛ كما سيأتي قريبًا، ولأن الشيخين رويا عنه.
(عن أبي نضرة) -بفتح النون وسكون المعجمة- المنذر بن مالك بن قطعة -بضم القاف وفتح المهملة- العبدي العوقي -بفتح المهملة والواو ثم القاف- البصري مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة مات سنة تسع ومئة (109 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو هريرة: (ما صمنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْنَا ثَلَاثِينَ.
===
أي: في زمن حياته (تسعًا وعشرين) يومًا من شهر رمضان (أكثر مما صمنا ثلاثين) يومًا، وهو وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وقعة خيبر، وهي في السنة السابعة، وصومه مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات، قال السندي: قوله: (ما صمنا) كلمة (ما) مصدرية في الموضعين، وجملة (صمنا) في الأول في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء، خبره (أكثر) وفي الثانية في تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بأكثر؛ والتقدير: وصومنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين يومًا أكثر من صومنا معه ثلاثين يومًا، وظاهره: أنه صام معه سنتين ناقصًا وسنة واحدة كاملًا.
ويحتمل كون (ما) في الموضعين موصولة والعائد محذوف؛ تقديره: والذي صمناه ناقصًا أكثر من الذي صمناه كاملًا، والمعنى على هذا الاحتمال: والأشهر التي صمناها تسعًا وعشرين أكثر من الأشهر التي صمناها ثلاثين، وعلى هذا فنصب تسعًا وعشرين وكذا ثلاثين على الحالية من المفعول المقدر. انتهى منه بتصرف واختصار.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وله شواهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه أبو داوود والترمذي، قال: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر وأنس وجابر وأم سلمة وأبي بكرة، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم