الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(45) - (517) - بَابٌ: فِي ثَوَابِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا
(109)
-1718 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَخَالِي يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ،
===
(45)
- (517) - (باب: في ثواب من فطر صائمًا)
(109)
-1718 - (1)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن عبد الرحمن (بن أبي ليلى) الأنصاري الكوفي القاضي أبي عبد الرحمن، صدوق سيئ الحفظ جدًّا، من السابعة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(عم).
وقوله: (وخالي يعلى) معطوف على وكيع، وهو شيخ علي بن محمد؛ أي: وقال علي بن محمد: حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى، وحدثنا أيضًا (خالي يعلى) بن عبيد عن عبد الملك
…
إلى آخره؛ أي: وقال محمد بن علي: وحدثنا أيضًا خالي وأخ والدتي يعلى بن عبيد بن أبي أمية الإيادي مولاهم أبو يوسف الطنافسي الكوفي. يروي عن: عبد الملك، ويروي عنه:(ع)، وابن أخته علي بن محمد الطنافسي، وأخوه محمد بن عبيد، ثقة، من كبار التاسعة، إلا في حديثه عن الثوري؛ ففيه لين، مات سنة بضع ومئتين (203 هـ).
(عن عبد الملك) بن أبي سليمان ميسرة العرزمي -بفتح المهملة وسكون
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، كُلُّهُمْ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ
===
الراء وبالزاي المفتوحة- صدوق له أوهام، من الخامسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(م عم).
وقوله: (وأبو معاوية) معطوف أيضًا على وكيع؛ أي: وقال علي بن محمد: حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى، وقال علي أيضًا: وحدثنا خالي يعلى بن عبيد عن عبد الملك، وقال على أيضًا: وحدثنا أبو معاوية محمد بن خازم الضرير التميمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
أي: قال علي أيضًا: حدثنا أبو معاوية (عن حجاج) بن أرطاة -بفتح الهمزة- ابن ثور بن هبيرة النخعي أبي أرطاة الكوفي القاضي، أحد الفقهاء، صدوق كثير الخطأ والتدليس، من السابعة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(م عم).
(كلهم) أي: كل من ابن أبي ليلى، وعبد الملك بن أبي سليمان، وحجاج بن أرطاة رووا (عن عطاء) بن أبي رباح، اسمه أسلم القرشي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، مات سنة أربع عشرة ومئة (114 هـ). يروي عنه:(ع).
والحاصل من هذه الأسانيد: أن مشايخ علي بن محمد ثلاثة: وكيع، وخاله يعلى بن عبيد، وأبو معاوية، والذي روى عن عطاء ثلاثة أيضًا: ابن أبي ليلى، وعبد الملك بن أبي سليمان، وحجاج بن أرطاة، تأمل بجد واجتهاد، وقد سهرنا في هذه الأسانيد ليلةً كاملةً، فلله الحمد.
(عن زيد بن خالد الجهني) المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، مات سنة ثمان وستين أو سبعين. يروي عنه:(ع).
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا .. كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا".
===
وهذه الأسانيد الثلاثة كلها من خماسياته، وحكمها: الصحة؛ لأن رجالها ثقات.
(قال) زيد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فطر) بتشديد الطاء (صائمًا .. كان له مثل أجرهم) أي: أجر الصائمين الذين فطرهم (من غير أن ينقص) ذلك المثل (من أجورهم شيئًا) قليلًا ولا كثيرًا.
قوله: "من فطر "من التفطير؛ لأنه من فطر المضعف، قال ابن الملك: التفطير: جعل أحدٍ من الصائمين مفطرًا؛ أي: من أطعم صائمًا. انتهى، قال القاري: عند إفطاره "كان له" أي: لمن فطر "مثل أجره" أي: مثل أجر ذلك الصائم، هكذا في رواية الترمذي بإفراد الضمير هنا، وفي قوله الآتي:"من غير أن ينقص من أجر الصائم" وهو الصواب، إلا إن قلنا: جمع الضمير في الموضعين في رواية ابن ماجه؛ نظرًا إلى أن الصائم اسم جنس يطلق على القليل والكثير، فجمع الضمير في رواية ابن ماجه؛ نظرًا إلى المعنى، وأفرده في رواية الترمذي؛ نظرًا إلى اللفظ، هكذا ظهر للفهم السقيم.
وقد جاء في حديث سلمان: "من فطر فيه صائمًا .. كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء"، قلنا: يا رسول الله؛ ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء، ومن أشبع صائمًا .. سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة
…
" الحديث، رواه البيهقي.
قال ميرك: ورواه ابن خزيمة في "صحيحه"، وقال: إن صح الخبر، ورواه
(110)
- 1719 - (2) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
===
من طريقه البيهقي، وفي رواية لأبي الشيخ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائمًا في شهر رمضان من كسب حلال .. صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبريل ليلة القدر، ومن صافحه جبريل عليه السلام .. يرق قلبه وتكثر دموعه"، قال: فقلت: يا رسول الله؛ من لم يكن عنده؟ قال: "فقبضةً من طعام"، قلت: أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز؟ قال: "فمذقة لبن"، قلت: أفرأيت إن لم يكن عنده؛ قال: "فشربة من ماء".
قال المنذري: وفي أسانيدهم علي بن زيد بن جدعان، قال الحافظ في "التقريب": علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وقال في "تهذيب التهذيب": قال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره. انتهى، فعلي بن زيد هذا ضعيف عند الأكثر، صدوق عند الترمذي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في فضل من فطر صائمًا، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي أيضًا وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، ولفظ ابن خزيمة والنسائي:"من جهز غازيًا، أو جهز حاجًا، أو خلفه في أهله، أو فطر صائمًا .. كان له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم" كذا في "الترغيب". انتهى "تحفة الأحوذي".
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث عبد الله بن الزبير، فقال:
(110)
- 1719 - (2)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ: "أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ".
===
صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين على الصحيح (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا سعيد بن يحيى) بن صالح (اللخمي) أبو يحيى الكوفي نزيل دمشق، لقبه سعدان، صدوق، من التاسعة، مات قبل المئتين. يروي عنه:(خ س ق).
(حدثنا محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن مصعب بن ثابت) بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي المدني، لين الحديث أرسل عن جده وكان عابدًا، من السابعة، مات سنة سبع وخمسين ومئة (157 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(عن عبد الله بن الزبير) بن العوام الأسدي المدني رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لضعف مصعب بن ثابت، وإرساله عن جده.
(قال) عبد الله بن الزبير: (أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند سعد بن معاذ) الأنصاري الأَشْهَليِّ سيد الأوس رضي الله عنه، لم يرو عنه إلا (خ)، (فقال) رسول الله:("أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة").
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (12)(204)؛ لضعف سنده؛ فمصعب بن ثابت لم يسمع من جده عبد الله بن الزبير، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم