الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(31) - (503) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ دَاوُودَ عليه السلام
(75)
- 1684 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْس قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُودَ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ
===
(31)
- (503) - (باب ما جاء في صيام داوود عليه السلام
(75)
- 1684 - (1)(حدثنا أبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس) المطلبي المكي ابن عم الإمام الشافعي، صدوق، من العاشرة، مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومئتين (238 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي.
(قال: سمعت عمرو بن أوس) بن أبي أوس الثقفي الطائفي، تابعي كبير، من الثانية، وهم من ذكره في الصحابة، مات بعد التسعين من الهجرة. يروي عنه:(ع).
(قال) عمرو بن أوس: (سمعت عبد الله بن عمرو) بن العاص بن وائل القرشي السهمي أحد السابقين إلى الإسلام رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
أي: سمعته حالة كونه (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الصيام إلى الله) أي: أكثرها أجرًا عند الله تعالى .. (صيام) نبي الله (داوود) بن إيشا على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكى السلام؛ (فإنه) عليه السلام كان أعبد الناس لربه؛ كما في رواية مسلم؛ أي: أكثرهم عبادة لربه؛ أي: في زمانه، أو المراد: من أعبد الناس، و (كان) داوود (يصوم
يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ عز وجل صَلَاةُ دَاوُودَ؛ كَانَ يَنَامُ نِصفَ اللَّيْلِ وَيُصَلِّي ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ".
===
يومًا ويفطر يومًا) وذاك نصف الدهر، قال السندي: قيل: هو أشد الصيام على النفس؛ فإنه لا يعتاد الصوم ولا الإفطار، فيصعب عليه كل منهما، وظاهر الحديث: أنه أفضل من صوم يومين وإفطار يوم، ومن صيام الدهر بلا صيام أيام الكراهة، وبه قال بعض أهل العلم.
(وأحب الصلاة) أي: أكثرها أجرًا (إلى الله عز وجل أي: عنده تعالى (صلاة داوود) عليه السلام (كان) داوود (ينام نصف الليل) الأول، أي: من الوقت الذي يعتادون النوم فيه؛ وهو بعد العشاء لا من وقت المغرب؛ إذ يستبعد النوم منه فيما اعتادوه (ويصلي ثلثه) أي: ثلث الليل الأوسط؛ يعني: أربع ساعات (وينام سدسه) أي: سدس الليل الأخير؛ يعني: ساعتين قبل الفجر الصادق.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التهجد، باب من نام عند السحر، ومسلم في كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به، كلاهما رويا عن عبد الله بن عمرو بن العاص، والنسائي في كتاب قيام الليل، باب ذكر صلاة نبي الله داوود عليه السلام، وأحمد في "مسنده". فدرجة هذا الحديث: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
قال النووي: قد جمع مسلم طرق هذا الحديث فأتقنها، وقال الحافظ: رواه جماعة من الكوفيين والبصريين والشاميين عن عبد الله بن عمرو مطولًا ومختصرًا؛ فمنهم من اقتصر على قصة الصلاة، ومنهم من اقتصر على قصة الصوم، ومنهم من ساق القصة كلها، ولم أره من رواية أحد من المصريين عنه
(76)
-1685 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ،
===
مع كثرة روايتهم عنه، وفي أول الحديث -كما في رواية مسلم-: قال عبد الله: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأني قلت: لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"آنت الذي قلت ذلك؟ " فقلت له: قد قلته يا رسول الله
…
إلى آخره، والذي أخبر قوله للنبي صلى الله عليه وسلم .. هو والده عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ فقد روى البخاري في فضائل القرآن من طريق مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، وكان يتعاهدها، فسألها عن بعلها، فقالت: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتش لنا كنفًا منذ أتيناه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ألقني، فلقيته بعد
…
فذكر الحديث.
ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بن عمرو بحديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(76)
-1685 - (2)(حدثنا أحمد بن عبدة) بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري، ثقة، رمي بالنصب، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا حماد بن زيد) بن درهم الأزدي الجهضمي أبو إسماعيل البصري، ثقة ثبت فقيه، من كبار الثامنة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا غيلان بن جرير) المعولي الأزدي البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة تسع وعشرين ومئة (129 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: "وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟ ! "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ:
===
(عن عبد الله بن معبد الزماني) -بكسر الزاي وتشديد الميم وبالنون- البصري، ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي قتادة) الأنصاري السلمي فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن ربعي المدني. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن معاذ بن جبل، وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين، مات سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين. والأول أصح وأشهر. يروي عنه: (ع).
(قال) أبو قتادة: (قال عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(يا رسول الله؛ كيف) الحكم (بـ) صوم (من يصوم يومين ويفطر يومًا) هل هو محمود أم مذموم؟ انظر حسن الأدب من عمر؛ حيث بدأ بالتعظيم، ثم سألة السؤال على وجه التعميم، ولذا قيل: حسن الأدب نصف العلم، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: أ (ويطيق ذلك أحد؟ ! ) بتقدير همزة الاستفهام الإنكاري، وقد جاء في بعض الروايات: وكأنه كرهه؛ لأنه مما يعجز عنه في الغالب، فلا يرغب فيه في دين سهل سمح؛ أي: أيطيق ذلك الصوم الذي قلته أحد من الناس؟ ! وفيه إشارة إلى أن العلة في النهي إنما هو الضعف، فيكون المعنى: إن أطاقه أحد .. فلا بأس، أو فهو أفضل، كذا في "شرح المشكاة" للقاري.
ثم (قال) عمر: (يا رسول الله؛ كيف) الحكم (بـ) صوم (من يصوم يومًا ويفطر يومًا) هل هو ممدوح أم مذموم؟ فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ذَلِكَ صَوْمُ دَاوُودَ"، قَالَ: كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: "وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ".
===
(ذلك) الصوم الذي سألت عنه (صوم داوود) عليه السلام، فهو أفضل الصيام؛ يعني: وهو في غاية من الاعتدال، ورعاية لجانبي العبادة والعادة بأحسن الأحوال، ثم (قال) عمر: يا رسول الله؛ (كيف) الحكم (بـ) صوم (من يصوم يومًا ويفطر يومين) هل فيه فضل أم لا؟ فـ (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (وددت) أي: أحببت وتمنيت (أني طوقت ذلك) الصوم، بالبناء للمجهول مع تشديد الواو؛ أي: وددت لو جعلني الله مطيقًا ذلك الصيام المذكور. انتهى "مرقاة".
قال النووي: قال القاضي: معناه: وددت أن أمتي تطوقه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يطيقه وأكثر منه، وكان يواصل، ويقول:"إني لست كأحدكم؛ إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني" قلت: ويؤيد هذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم في بعض رواية مسلم: "ليت أن الله قوانا لذلك" أويقال: إنما قاله لحقوق نسائه وغيرهن من المسلمين المتعلقين والقاصدين إليه. انتهى "فتح الملهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، في باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب في صوم الدهر تطوعًا، والنسائي في كتاب الصيام، باب صوم يوم وإفطار يوم.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم