الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(43) - (515) - بَابُ صِيَامِ أَشْهُرِ ألْحُرُمِ
(104)
- 1713 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ
===
(43)
- (515) - (باب صيام أشهر الحرم)
(104)
-1713 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان) بن سعيد الثوري، (عن) سعيد بن إياس (الجريري) -مصغرًا- أبي مسعود البصري، ثقة، من الخامسة، اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي السليل) -بفتح المهملة وكسر اللام- ضريب- مصغرًا آخره موحدة- ابن نقير -بنون وقاف مصغرًا- القيسي الجريري، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي مجيبة) بضم أوله وكسر الجيم بعدها تحتانية ثم موحدة (الباهلي) وقيل: هي امرأة من الصحابة. روى عنها: (ق) بحديث في الصوم. يروي عنها: (د س ق).
(عن أبيه أو عن عمه) قال المنذري: وأخرجه النسائي وابن ماجه إلا أن النسائي قال فيه: (عن مجيبة الباهلي عن عمه)، وقال فيه ابن ماجه:(عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه أو عمه)، وذكره أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"، وقال فيه:(عن مجيبة؛ يعني: الباهلية قالت: حدثني أبي أو عمي) وسمى أباها: عبد الله بن الحارث، فقال: سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا، وقال في موضع آخر: أبو مجيبة الباهلية أو
قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ:"فَمَا لِي أَرَى جِسْمَكَ نَاحِلًا؟ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا أَكَلْتُ طَعَامًا بِالنَّهَارِ مَا أَكَلْتُهُ إِلَّا بِاللَّيْلِ، قَالَ:"مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي أَقْوَى، قَالَ:
===
عمها سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا ولم يسمه، وذكر هذا الحديث، وذكره ابن قانع في "معجم الصحابة"، وقال فيه:(عن مجيبة عن أبيها أو عمها) وسماه أيضًا: عبد الله بن الحارث، هذا آخر كلامه.
وقد وقع فيه هذا الاختلاف؛ كما ترى، وأشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه لذلك، وهو متجه، ومجيبة بضم الميم وكسر الجيم وسكون الياء وبعدها باء موحدة مفتوحة وآخر الحروف تاء التأنيث. انتهى من "العون".
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لما وقع في آخر السند من الاختلاف والاضطراب في الراوي، وفيمن روى عنه.
(قال) ذلك الأب أو العم: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت) له: (يا نبي الله؛ أنا الرجل الذي أتيتك عام الأول) أي: في العام الذي قبل هذا العام، فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فما لي) أي: فاي شيء ثبت لي؟ فإني (أرى جسمك ناحلًا؟ ) أي: ضعيفًا هزيلًا، فـ (قال) الرجل:(يا رسول الله؛ ما أكلت طعامًا بالنهار) مذ فارقتك؛ أي: (ما أكلته إلا بالليل).
(قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أمرك أن تعذب نفسك) بترك الأكل؟ قال الرجل الصحابي: فـ (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤاله: (يا رسول الله) لم يأمرني أحد بتعذيب نفسي بالصوم، ولكن (إني أقوى) وأقدر على ذلك الصوم، وفعلته باختياري، فـ (قال) له
"صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا بَعْدَهُ"، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ:"صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمَيْنِ بَعْدَهُ"، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى، قَالَ:"صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ".
===
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الرجل "إن أردت اتباع السنة .. (صم شهر الصبر) أي: شهر رمضان، وأصل الصبر: الحبس، فسمى الصيام صبرًا؛ لما فيه من حبس النفس عن الطعام ومنعها عن وطء النساء وغشيانهن في النهار (و) صم (يومًا بعده) أي: بعد شهر الصبر؛ يعني: بعد يوم العيد.
قال الرجل: فـ (قلت): يا رسول الله (إني أقوى) وأقدر على أكثر من ذلك، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(صم شهر الصبر) أي: رمضان (و) صم (يومين بعده) أي: بعد شهر الصبر، قال الرجل: فـ (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني أقوى) أي: أقدر على أكثر من ذلك.
فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صم شهر الصبر و) صم (ثلاثة أيام بعده) أي: بعد شهر الصبر (وصم) مع ذلك (أشهر الحرم) -بضمتين- أي: الأشهر الحرم، وهذا هو الصواب؛ لأنه من إضافة الموصوف إلى صفة، فيشترط اتفاقهما تعريفًا وتنكيرًا، إلا أن يقال: أسقط أل من الأول؛ لغرض الإضافة؛ لأنهما لا يجتمعان؛ وهي الأشهر الأربعة التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (1)، وهي: شهر رجب، وذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، وقيل للأعرابي الذي يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم: كم الأشهر الحرم؟ فقال: أربعة؛ ثلاثة سرد، وواحد فرد.
وفي رواية أبي داوود زيادة: (وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها) أي:
(1) سورة التوبة: (36).
(105)
- 1714 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
===
وأشار النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي بالأصابع الثلاثة؛ أي: (فضمها، ثم أرسلها) تفسير لقال؛ أي: أشار بها إلى أنه لا يزيد على الثلاث المتواليات، وبعد الثلاث يترك يومًا أو يومين، والأقرب أن الإشارة لإفادة أنه يصوم ثلاثًا من الأيام ويترك ثلاثًا، والله أعلم، قاله السندي. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصوم، باب في صوم أشهر الحرم.
فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف (9)(201)؛ لضعف سنده بالاضطراب في آخره، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استدل المؤلف للترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فقال:
(105)
- 1714 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسين بن على) بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة ثلاث أو أربع ومئتين (204 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن زائدة) بن قدامة الثقفي أبي الصلت الكوفي، ثقة ثبت صاحب حديث وسنة، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الملك بن عمير) -مصغرًا- ابن سويد اللخمي الكوفي، ويقال له: الفرسي؛ نسبةً إلى فرس له سابق، ثقة فصيح عالم تغير حفظه، وربما دلس، من الرابعة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَقَمَ فَقَالَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: "شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ".
===
(عن محمد بن المنتشر) الأجدع الهمداني -بالسكون- الكوفي، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(ع).
(عن حميد بن عبد الرحمن الحميري) البصري، ثقة فقيه، من الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أبو هريرة: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم أر من ذكر اسم هذا الرجل (فقال) الرجل: (أي الصيام أفضل) أي: أكثر أجرًا (بعد) صيام (شهر رمضان؟ ) ؤ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام (شهر الله) والإضافة فيه؛ لتشريف المضاف إليه؛ نظير: ناقة الله (الذي) صفة للشهر؛ أي: صيام الشهر الذي (تدعونه) أي: تسمونه أيها المسلمون (المحرم) وخص بهذه الإضافة؛ أعني: (شهر الله) مع أن في الشهور أفضل منه؛ لأنه اسم إسلامي دون سائر الشهور، وكان اسمه في الجاهلية: صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني.
وقال الطيبي: أراد بصيام شهر الله: صيام يوم عاشوراء، فيكون من باب ذكر الكل وإرادة الجزء، لكن الظاهر أن المراد: جميع شهر المحرم، قاله ملا علي، أي: هو أفضل شهر يتطوع بصيامه كاملًا؛ لأنه أول السنة المستأنفة، فكان استفتاحها بالصوم الذي هو أفضل الأعمال، وإنما قيل: كاملًا؛ لأن التطوع ببعض الشهر قد يكون أفضل؛ كصوم يوم عرفة وعشر ذي الحجة. انتهى من "شروح الجامع الصغير".
(106)
- 1715 - (3) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ،
===
قال القرطبي: هذا الشهر إنما كان أفضل -والله أعلم- من أجل أن المحرم أول السنة المستأنفة التي يجيء رمضانها، فكان استفتحها بالصوم الذي هو من أفضل الأعمال، والذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بأنه ضياء، فإذا استفتح سنته بالضياء .. مشى فيه بقيتها، والله تعالى أعلم. انتهى من "المفهم".
فإن قيل: إذا كان هذا الشهر أفضل .. فما وجه ما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان أكثر مما في المحرم؟
قلنا: لعله صلى الله عليه وسلم علم أفضليته في آخر حياته، أو لعله كان يعرض له أعذار فيه من مرض أو سفر أو غيرهما. انتهى من "المبارق".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، وأبو داوود في كتاب الصيام، باب في صوم المحرم، والترمذي في كتاب الصيام باب ما جاء في صوم المحرم.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه بسوقه: الاستدلال به للترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف ثانيًا للترجمة بحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(106)
- 1715 - (3)(حدثنا إبراهيم بن المنذر) بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي (الحزامي) -بالزاي- صدوق تكلم فيه لأجل القرآن، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين ومئتين (236 هـ). يروي عنه:(خ ت س ق).
حَدَّثَنَا دَاوُودُ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ.
===
(حدثنا داوود بن عطاء) المزني مولاهم أبو سليمان المدني أو المكي، ضعيف، من الثامنة. يروي عنه:(ق).
(حدثني زيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب) العدوي المدني، مقبول، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن سليمان) بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي أحد الأشراف، مقبول، من السادسة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئة (142 هـ). يروي عنه:(س ق).
(عن أبيه) علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي أبي محمد، ثقة عابد، من الثالثة، مات سنة ثماني عشرة ومئة (118 هـ). يروي عنه (م عم).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه داوود بن عطاء المدني، وهو متفق على ضعفه.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى) نهي تنزيه (عن صيام) شهر (رجب) المحرم الفرد.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: هذا إسناد فيه داوود بن عطاء المدني، وهو متفق على تضعيفه، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" من طريق داوود، وضعف الحديث به، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".
(107)
- 1716 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ
===
ودرجة هذا الحديث: أنه ضعيف (10)(202)؛ لضعف سنده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(107)
- 1716 - (4)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(حدثنا عبد العزيز) بن محمد بن عبيد (الدراوردي) أبو محمد الجهني مولاهم المدني، صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يزيد بن عبد الله بن أسامة) بن الهاد الليثي أبي عبد الله المدني، ثقة مكثر، من الخامسة، مات سنة تسع وثلاثين ومئة (139 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن إبراهيم) التيمي أبي عبد الله المدني، ثقة له أفراد، من الرابعة، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ). يروي عنه:(ع).
(أن أسامة بن زيد) بن حارثة بن شراحيل الكلبي ذا البطين أبا محمد المدني، الصحابي المشهور، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهما، مات سنة أربع وخمسين (54 هـ) بالمدينة. يروي عنه:(ع).
كَانَ يَصُومُ أَشْهُرَ الْحُرُمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"صُمْ شَوَّالًا"، فَتَرَكَ أَشْهُرَ الْحُرُمِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَصُومُ شَوَّالًا حَتَّى مَاتَ.
===
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات، وقيل: فيه انقطاع؛ لأن محمد بن إبراهيم لم يسمع من أسامة؛ كما سيأتي خلافه.
أي: أن أسامة بن زيد (كان يصوم أشهر الحرم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: صم شوالًا فترك) أسامة صيام (أشهر الحرم ثم لم يزل) أسامة (يصوم شوالًا حتى مات) رضي الله تعالى عنه.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: إسناد هذا الحديث رجاله ثقات، وفيه مقال، قال العلائي في "المراسيل": ذكر في "التهذيب" أن محمد بن إبراهيم التيمي أرسل عن أسامة بن زيد وأسيد بن حضير، قال شيخنا أبو زرعة: لم يذكر في "التهذيب" أنه أرسل عن أسامة، وإنما قال: روى عن أسامة بن زيد، وأسَيدُ بن الحضير مرسلٌ، فتوهم العلائي عوده لهمَا، وليس كذلك، وإنما هو عائد إلى أسيد بن حضير فقط.
نعم؛ الحديث الذي في "سنن ابن ماجه" من رواية التيمي عن أسامة لم يسنده إليه، فليس بمتصل.
قلت: لم ينفرد محمد هذا عن أسامة؛ فقد رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"من طريق محمد بن إسحاق عن ابن محمد بن أسامة عن جده أسامة مرفوعًا، فذكره، وسياقه أتم؛ كما أوردته في "زوائد المسانيد العشرة".
قلت: إذًا لهذا الحديث سند صحيح مرفوع متصل إلى أسامة؛ كما ذكره الموصلي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، لأن له متابعًا بسند مرفوع، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول والثالث منها للاستئناس، والثاني للاستدلال، والرابع للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم