الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(85) - (557) - بَابُ صَدَقَةِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ
(179)
-1788 - (1) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
(85)
- (557) - (باب صدقة الزروع والثمار)
(179)
-1788 - (1)(حدثنا إسحاق بن موسى) بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد (أبو موسى الأنصاري) الخطمي المدني قاضي نيسابور، ثقة متقن، من العاشرة، مات سنة أربع وأربعين ومئتين (244 هـ).
يروي عنه: (م ت س ق).
(حدثنا عاصم بن عبد العزيز بن عاصم) الأشجعي المدني، صدوق يهم، من الثامنة. يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب) -بضم المعجمة وموحدتين- الدوسي -بفتح الدال- المدني، صدوق يهم، من الخامسة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(م ت س ق).
(عن سليمان بن يسار) الهلالي المدني مولى ميمونة، ثقة فاضل، من الثالثة، مات بعد المئة، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع).
(وعن بسر بن سعيد) المدني العابد مولى ابن الحضرمي، ثقة فاضل، من الثانية، مات سنة مئة (100 هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما رويا: (عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ".
===
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما سقت السماء) أي: المطر النازل من السماء؛ من الحب والثمر المقتاتين (والعيون) الجارية .. (العشر) كاملًا لخفة المؤنة (وفيما سقي بالنضح .. نصف العشر) لثقل المؤنة، وفيما سقي بهما على السواء .. فبالقسط؛ أي: يجب ثلاثة أرباع العشر؛ كما هو مفصل مبسوط في كتب الفروع.
قوله: (فيما سقت السماء) أي: المطر .. فيه مجاز مرسل؛ من إطلاق المحل وإرادة الحال، الجار والمجرور فيه خبر مقدم لقوله الآتي: العشر، (والعيون) جمع عين: وهو الماء القليل الجاري على وجه الأرض، والمراد بها: الأنهار الجارية التي يستقى منها من دون اغترافٍ بآلة، بل تساح إساحة، والمراد بهما: ما لا يحتاج سقيه إلى مؤنة .. (العشر) بضم العين، وأكثر الرواة بفتحها؛ وهو اسم للقدر المخرج من المال، قال الطبري: والحكمة في فرض العشر أنه يكتب بعشرة أمثاله، فكأن المخرج للعشر تصدق بجميع ماله، فافهم، والله أعلم.
(وفيما سقي بالنضح) -بفتح فسكون- هو السقي بالرشاء، والمراد به: ما يحتاج إلى مؤنة الآلة .. (نصف العشر) نظرًا إلى ثقل المؤنة.
والحديث يدل على أنه يجب العشر الكامل فيما سقي بماء السماء والأنهار وغيرهما مما ليس فيه مؤنة كثيرة، ونصف العشر فيما سقي بالنضح والسانية وغيرهما مما فيه كلفة، قال النووي: وهذا متفق عليه، وإن وجد مما يسقى بالنضح تارةً وبالمطر تارةً أخرى؛ فإن كان ذلك على جهة الاستواء .. وجب ثلاثة أرباع العشر، وإن اختلفا .. فيقسط كل، وهو قول أهل العلم، قال ابن قدامة: لا نعلم فيه خلافًا بينهم، وإن كان أحدهما أكثر .. كان حُكْمُ الأقلِ تَبعًا للأكثر
(180)
- 1789 - (2) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصرِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ،
===
عند أحمد والثوري وأبي حنيفة وأحد قولي الشافعي، وقيل: يؤخذ بالتقسيط، قال الحافظ: ويحتمل أن يقال: إن أمكن .. فُصِلَ كل واحد منهما بحسابه. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الزكاة، باب العشر فيما يسقى بماء المطر، ومسلم في كتاب الزكاة، باب ما منه العشر أو نصف العشر، وأبو داوود في كتاب الزكاة، باب في زكاة السائمة، باب صدقة الزرع، والترمذي في كتاب الزكاة، باب ما جاء في الصدقة فيما سقي بالأنهار وغيره، والنسائي في كتاب الزكاة، باب ما يوجب العشر وما يوجب نصف العشر، والدارمي ومالك وأحمد.
فالحديث في أعلي درجات الصحة، لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(180)
-1789 - (2)(حدثنا هارون بن سعيد المصري أبو جعفر) السعدي مولاهم أبو جعفر الأيلي، نزيل مصر، ثقة فاضل، من العاشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئتين (253 هـ). يروي عنه:(م د س ق).
(حدثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَألْأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ بَعْلًا الْعُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالسَّوَانِي نِصْفُ الْعُشْرِ".
===
(أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي الأموي، ثقة، من السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومئة (159 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن ابن شهاب، عن سالم) بن عبد الله بن عمر العدوي المدني، ثقة، من الثالثة، مات آخر سنة ست ومئة (106 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) ابن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلًا .. العشر، وفيما سقي بالسواني .. نصف العشر") قوله: "فيما سقت السماء" أي: المطر "والأنهار" جمع نهر؛ وهو الماء الجاري على وجه الأرض الكثير؛ كالفرات والنيل (والعيون) جمع عين -كما مر- وهي الماء القليل الجاري (أو كان بعلًا) -بموحدة مفتوحة وعين مهملة ساكنة- هو ما شرب من النخيل بعروقه من الأرض بغير سقي سماء، بل بدلاء وغيرها، وقيل: هو ما ينبت من نواة النخل في أرض بقرب ماء فرسخت عروقها في الماء، واستغنت عن ماء السماء والأنهار وغيرها (وفيما سقي بالسواني) جمع سانية؛ وهي ناقة يستقى عليها الماء من البئر، ويقال له: الناضح، يقال: من سنا يسنو سنًا؛ إذا استقى به.
قال الحافظ: وذكر الناقة كالمثال، وإلا .. فالبقر وغيرها كذلك في الحكم. انتهى من "فتح الملهم".
وفي بعض الهوامش: السانية: هي حيوان يرفع بواسطته الماء من بئر أو نهر،
(181)
- 1790 - (3) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،
===
يكون ذلك الحيوان في بلاد العرب بعيرًا أو ناقةً، وفي بعض البلاد ثورًا أو حمارًا أو برذونًا، يدور بالدولاب في ساحة بجانب البئر أو في شاطئ النهر، والجمع سوان؛ كجوار، وفي المثل: سير السواني سفر لا ينقطع، والمراد بها: كل ما فيه مؤنة .. (نصف العشر) نظرًا إلى ثقل المؤنة؛ كما مر.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الزكاة، باب فيما يسقى من ماء السماء، ومسلم في كتاب الزكاة، باب ما فيه العشر أو نصف العشر، وأبو داوود في كتاب الزكاة، باب في صدقة الزرع، والترمذي في كتاب الزكاة، باب ليس في الخيل والرقيق صدقة، والنسائي في كتاب الزكاة، باب زكاة الخيل.
فدرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث معاذ بن جبل رضي الله عنهما، فقال:
(181)
- 1790 - (3)(حدثنا الحسن بن علي بن عفان) العامري أبو محمد الكوفي، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة سبعين ومئتين (270 هـ). يروي عنه:(د ق)، وروايته عند أبي داوود على الاحتمال.
(حدثنا يحيى بن آدم) بن سليمان الكوفي أبو زكريا مولى بني أمية، ثقة حافظ فاضل، من كبار التاسعة، مات سنة ثلاث ومئتين (203 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا أبو بكر بن عياش) بن سالم الأسدي الكوفي المقرئ الحناط -بمهملة
عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِمَّا سَقَتِ السَّمَاءُ وَمَا سُقِيَ بَعْلًا الْعُشْرَ، وَمَا سُقِيَ الدَّوَالِي نِصْفَ الْعُشْرِ،
===
ونون- مشهور بكنيته، والمشهور أنها اسمه، وقيل: اسمه محمد، أو عبد الله، أو سالم، إلى غير ذلك من الأقوال فيه، ثقة عابد، من السابعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقيل: قبل ذلك بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
(عن عاصم) ابن بهدلة اسم أمه؛ وهو (ابن أبي النجود) -بنون وجيم- الأسدي مولاهم الكوفي أبي بكر المقرئ، صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة (128 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي ثقة، مخضرم من الثانية، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مئة سنة. يروي عنه:(ع).
(عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني أبي عائشة الكوفي، ثقة فقيه عابد مخضرم من الثانية، مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين (63 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن معاذ بن جبل) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) معاذ: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ) في الزكاة (مما سقت السماء) والمطر (و) من (ما سقي بعلًا) أي: عروقًا؛ لكونه قرب الماء، فاستغنى عن ماء السماء والأنهار (العشر) الكامل؛ لخفة المؤنة فيه (و) أن آخذ عن (ما سقي بالدوالي نصف العشر) لثقل المؤنة
قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: الْبَعْلُ وَالْعَثَرِيُّ وَالْعَذْيُ هُوَ الَّذِي يُسْقَى بِمَاءِ السَّمَاء، وَالْعَثَرِيُّ: مَا يُزْرَعُ بِالسَّحَابِ وَالْمَطَرِ خَاصَّةً لَيْسَ يُصِيبُهُ إِلَّا مَاءُ الْمَطَر، وَالْبَعْلُ: مَا كَانَ مِنَ الْكُرُومِ قَدْ ذَهَبَتْ عُرُوقُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى الْمَاء، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى السَّقْيِ الْخَمْسَ سِنِينَ وَالسِّتَّ، يَحْتَمِلُ تَرْكَ السَّقْي، فَهَذَا الْبَعْلُ، وَالسَّيْلُ: مَاءُ الْوَادِي إِذَا سَالَ، وَالْغَيْلُ: سَيْلٌ دُونَ سَيْلٍ.
===
فيه، والدوالي: جمع دالية؛ وهي آلة لإخراج الماء من البئر أو النهر، وهو المسمى في العصر الحديث بـ (المتور).
(قال يحيى بن آدم) بالسند السابق: (البعل والعثري والعذي) كلها زروع وأشجار مختلفات السقي؛ فالعذي -بفتح العين وكسرها مع سكون الذال المعجمة-: (هو الذي يسقى بماء السماء) وفي "المختار": العذي -بكسر العين وسكون الذال-: الزرع الذي لا يسقيه إلا ماء المطر. انتهى.
(والعثري) -بفتحتين-: هو (ما يزرع بالسحاب والمطر خاصةً) دون غيره (ليس يصيبه إلا ماء المطر) في لغة الأرميا: (بُكْرَا)، وهو مرادف لما قبله (والبعل) هو:(ما كان من الكروم) جمع كرم (قد ذهبت عروقه في الأرض إلى الماء) فاستغنت به (فلا يحتاج إلى السقي الخمس سنين والست) سنين؛ بحيث (يحتمل) ويقبل (ترك السقي، فهذا) المذكور هو (البعل) أي: المسمى بالبعل (و) أما (السيل) .. فهو (ماء الوادي إذا سال) عند نزول المطر (والغيل: سيل دون سيل) أي: سيل جاء بعد مرور سيل قبله، وفي "المختار": الغيل: الماء الذي يجري على وجه الأرض، وفي الحديث:"ما سقي بالغيل .. ففيه العشر، وما سقي بالدلو .. ففيه نصف العشر". انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب الزكاة، باب ما يوجب العشر، وما يوجب نصف العشر، والإمام أحمد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والآخران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم