الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(6) - (478) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّهَادَةِ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ
(15)
- 1624 - (1) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ،
===
(6)
- (478) - (باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال)
(15)
- 1624 - (1)(حدثنا عمرو بن عبد الله) بن حنش، ويقال له: عمرو بن محمد بن عبد الله بن حنش -بفتحتين- (الأودي) ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(ق).
(ومحمد بن إسماعيل) البختري -بفتح الموحدة والمثناة بينهما خاء معجمة ساكنة- الحساني أبو عبد الله الواسطي، نزيل بغداد صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(ت ق).
وليس محمد هذا محمد بن إسماعيل البخاري؛ كما في "تحفة الأحوذي"؛ لأن ابن ماجه لم يرو عن البخاري، وإنما يروي عنه الترمذي والنسائي، وسند ابن ماجه والترمذي مختلفان؛ لأن البخاري روى عن محمد بن الصباح الدولابي، ومحمد بن إسماعيل البختري روى عن أبي أسامة.
كلاهما (قالا: حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا زائدة بن قدامة) الثقفي أبو الصلت الكوفي، ثقة ثبت، من السابعة، مات سنة ستين ومئة (160 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(حدثنا سماك بن حرب) بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: أَبْصَرْتُ الْهِلَال اللَّيْلَةَ فَقَال: "أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ"، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"قُمْ يَا بِلَالُ فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا".
===
صدوق، وروايته عن عكرمة خاصةً مضطربةٌ، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عِكْرِمَةَ) البربري أبي عبد الله الهاشمي مولاهم؛ مولى ابن عباس، ثقة ثبت عالم بالتفسير، من الثالثة، مات سنة أربع ومئة (104 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات ولكن في رواية سماك عن عكرمة اضطراب.
(قال) ابن عباس: (جاء أعرابي) أي: واحد من الأعراب؛ وهم سكان البادية (إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال) الأعرابي: يا رسول الله (أبصرتُ) أي: رأيتُ (الهلالَ) أي: هلال رمضان (الليلة) أي: هذه الليلة الحاضرة؛ يعني: هلال رمضان، كما في رواية؛ يعني: وكان غيمًا، وفيه دليل على أن الإخبار كافٍ، ولا يحتاج إلى لفظ الشهادة، ولا إلى الدعوى، (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي:(أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟ ) قال ابن الملك: دل على أن الإسلام شرط في قبول الشهادة، فـ (قال) الأعرابي:(نعم) أشهد أن لا إله إلا الله
…
إلى آخره، فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال:(قم يا بلال فأذن) أمر من التأذين؛ أي: ناد (في الناس) وأعلمهم (أن يصوموا غدًا) أي: بكرةً من رمضان؛ لأن الشهر قد استهل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصوم، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في الصوم بالشهادة، والنسائي في كتاب الصيام، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان، والدارقطني، والدارمي، وقال أبو عيسى: حدثنا أبو كريب أخبرنا حسين الجعفي عن زائدة عن سماك بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وقال النسائي: إنه أولى بالصواب، وسماك إذا تفرد بأصل .. لم يكن حجة، كذا قال الحافظ في "التلخيص"، وقال في "بلوغ المرام": رواه الخمسة، وصححه ابن حبان وابن خزيمة، ورجح النسائي إرساله. انتهى.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس فيه اختلاف، وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك بن حرب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، قالوا: تقبل شهادة رجل واحد في الصيام، وبه يقول ابن المبارك والشافعي في أحد قوليه، قال النووي: وهو الأصح، وأحمد وأبو حنيفة، وهو قول الجمهور؛ كما صرح به الحافظ في "الفتح"، واستدلوا بحديث الباب وبحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. قال:(تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه) رواه أبو داوود وصححه ابن حبان والحاكم.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له مشاركة؛ كما مر آنفًا عن "بلوغ المرام"، ولأن له شاهدًا من حديث ابن عمر؛ كما مر آنفًا أيضًا، ولأن عمل الجمهور من المحدثين والفقهاء عليه؛ كما مر آنفًا، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هكَذَا رِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ والْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: فَنَادَى أَنْ يَقُومُوا وَأَنْ يَصُومُوا.
===
(قال أبو علي) عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري، صدوق، من التاسعة، مات سنة تسع ومئتين (209 هـ). يروي عنه:(ع)، (هكذا) مرفوعًا.
(رواية الوليد ابن أبي ثور) هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، وقد ينسب إلى جده، ضعيف، من الثامنة، مات سنة اثنتين وسبعين ومئة (172 هـ). يروي عنه:(د ت ق) كذا في "التقريب".
(والحسن بن علي) أي: وهكذا رواية الحسن، وهو معطوف على الوليد؛ أي: وهكذا رواه مرفوعًا الحسن بن علي بن محمد الهذلي أبو علي الخلال الحلواني -بضم المهملة- نزيل مكة، ثقة حافظ له تصانيف، من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(خ م د ت ق).
(ورواه حماد بن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة ثبت، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).
(فلم يذكر) حماد في روايته (ابن عباس) بل وقفه على عكرمة (وقال) حماد في روايته: (فنادى) بلال في الناس بـ (أن يقوموا) في الليل ويستيقظوا من النوم (و) بـ (أن يصوموا) رمضان.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عباس بحديث أعمام أبي عمير بن أنس بن مالك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(16)
- 1625 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمُومَتِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
(16)
- 1625 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هشيم) بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي، ثقة ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ومئة (183 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي بشر) جعفر بن إياس بن أبي وحشية -بفتح الواو وسكون المهملة وكسر المعجمة وتشديد التحتانية- اليشكري، ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير، وضعفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد، من الخامسة، مات سنة خمس أو ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي عمير بن أنس بن مالك) الأنصاري، وكان أكبر ولد أنس، قال الحاكم أبو أحمد: اسمه عبد الله، روى عن عمومةٍ له من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في رؤية الهلال وفي الأذان، ويروي عنه:(د س ق)، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وصحح حديثه أبو بكر بن المنذر وغير واحد، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الرابعة.
(قال) أبو عمير: (حدثني) جماعة من (عمومتي) أي: من أعمامي (من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم، ولا تضر الجهالة في الصحابة رضي الله عنهم، لأنهم عدول.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
قَالُوا: أُغْمِيَ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَشَهِدُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَأَوُا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفْطِرُوا، وَأَنْ يَخْرُجُوا إِلَى عِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ.
===
(قالوا) أي: قال أعمامي (أغمي علينا) أي: ستر علينا بالغمام (هلال) شهر (شوال فأصبحنا) أي: فكنا في الصباح (صِيامًا) أي: صائمين جمع صائم؛ فإنه يأتي جمعًا؛ كما يأتي مصدرًا لصام (فجاء ركب) جمع راكب؛ أي: جاءنا من خارج المدينة جماعة من المسافرين ركاب الإبل (من آخر النهار) أي: في آخر النهار (فشهدوا) أي: شهد أولئك الركب (عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس) أي: في اليوم الذي قبل الليلة البارحة.
(فأمرهم) أي: أمر المسلمين (رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا) من صومهم؛ لأن ذلك اليوم يوم عيد (و) أمرهم أيضًا (أن يخرجوا إلى) مصلى (عيدهم من الغد) أي: في الغد؛ وهو ثاني يوم العيد؛ ليصلوا العيد؛ لأن الركب شهدوا برؤية هلال شوال في آخر النهار بعدما فات وقت العيد، قال السندي: ولا دلالة في الحديث على عدد الركب الذين شهدوا برؤية الهلال، لكن فيه جوازُ الإفطار آخر النهار إذا ثبت العيد، وجواز الخروج له من الغد إذا ثبت بعد ذهاب الوقت.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب الصلاة، باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه .. يخرج من الغد، رقم (1157)، والنسائي في كتاب صلاة العيدين، باب الخروج إلى العيدين من الغد، رقم (1556)، ورواه البيهقي والطبراني وعبد الرزاق في "مصنفه".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم