الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33) - (505) - بَابُ صيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوالٍ
(78)
-1687 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارثِ الذِّمَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
===
(33)
- (505) - (باب صيام ستة أيام من شوال)
(78)
-1687 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا بقية) بن الوليد بن صائد الكلاعي الحمصي، صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا صدقة بن خالد) الأموي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة، من الثامنة مات سنة إحدى وسبعين، وقيل: ثمانين أو بعدها ومئة (171 هـ). يروي عنه: (خ د س ق).
(حدثنا يحيى بن الحارث الذماري) -بكسر المعجمة وتخفيف الميم- أبو عمرو الشامي القاري، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وأربعين ومئة (145 هـ). يروي عنه:(عم).
(قال) يحيى: (سمعت أبا أسماء) عمرو بن مرثد (الرحبي) الدمشقي، وقيل: اسمه عبد الله، ثقة، من الثالثة، مات في خلافة عبد الملك. يروي عنه:(م عم).
(عن ثوبان) بن بجدد الهاشمي مولاهم (مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم)
عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ .. كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} .
===
صحبه ولازمه ونزل بعده الشام، ومات بحمص سنة أربع وخمسين (54 هـ). يروي عنه:(م عم) رضي الله تعالى عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن بقية بن الوليد صرح بسماعه من الثقة، فلا يتهم بالتدليس؛ فهو ثقة فيما رواه عن الثقات.
(أنه) صلى الله عليه وسلم (قال: من صام ستة أيام) كائنة (بعد) عيد (الفطر .. كان) صومه تلك الأيام (تمام) صوم (السنة) كلها؛ لأن رمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، فالمجموع اثنا عشر شهرًا؛ وذلك لقوله تعالى:({مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا})(1).
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه ابن حبان في "صحيحه" عن الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا يحيى بن الحارث الذماري به بلفظ:"من صام رمضان وستًا من شوال .. فقد صام السنة"(5/ 258) في "الإحسان"، وله شاهد من حديث أبي أيوب، رواه مسلم في "صحيحه" وأصحاب السنن الأربعة، سيأتي بعد هذا الحديث، ورواه البزار في "مسنده" من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ:"من صام رمضان وأتبعه بست من شوال .. فكأنما صام الدهر".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد؛ كما بيناها، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
(1) سورة الأنعام: (160).
(79)
-1688 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ
===
ثم استشهد المؤلف لحديث ثوبان بحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(79)
-1688 - (2)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين. يروي عنه:(ق).
(حدثنا عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة ثبت، من التاسعة مات سنة تسع وتسعين ومئة (199 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن سعد بن سعيد) بن قيس بن عمرو الأنصاري أخي يحيى بن سعيد، صدوق سيئ الحفظ، وقال العجلي وابن عمار: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، من الرابعة، مات سنة إحدى وأربعين ومئة (141 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن عمر بن ثابت) بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي المدني، ثقة، من الثالثة، وأخطأ من عده من الصحابة. يروي عنه:(م عم).
(عن أبي أيوب) الأنصاري النجاري خالد بن زيد بن كليب، من كبار الصحابة، شهد بدرًا، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة عليه، مات غازيًا بالروم سنة خمسين (50 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع)، رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو أيوب: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان
ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ .. كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".
===
ثم أتبعه) بهمزة قطع؛ أي: جعل عقبه في الصيام (بست) أي: بستة أيام (من شوال .. كان) صيامه (كصيام الدهر) في الأجر والثواب؛ أي: أتبع رمضان وألحقه بست من شوال .. كان كصيام الأبد إذا اعتاد ذلك كل عام مدة عمره؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان -كما في حديث النسائي- بعشرة أشهر، والستة بشهرين، وعدة الشهور عند الله تعالى اثنا عشر شهرًا، إلا أن المثلية لا تقتضي التساوي من كل وجه؛ فإن ثواب من صام الستة بالفعل أكثر؛ لأن صوم كل يوم بعشرة، وإنما خص صوم الست بشوال؛ لأنه زمان يشتد فيه الرغبة في الطَّعام؛ لوقوعه عقب الصيام، فيكون الصوم أشق على النفس.
والحكمة في مشروعيتها أنها بمنزلة السنن الرواتب في الصلاة، يكمل ثوابها ما نقص من الفرائض، بسبب ترك بعض الهيئات والآداب، وإنما خص في بيان فضله التشبه بصوم الدهر؛ لأن من القواعد المقررة أن الحسنة بعشر أمثالها، وبهذه الستة يتم الحساب، وقال علي القاري: ثم لا يخفى أن ثواب صوم الدهر يحصل بانضمام ست إلى رمضان ولو لم تكن في شوال، فكأن وجه التخصيص المبادرة إلى تحصيل هذا الأمر. انتهى.
وقد كرهه مالك وأبو حنيفة ومن وافقهما، وقد قال في "الموطأ": ما رأيت أحدًا من أهل العلم يصومها، قالوا: فيكره؛ لئلا يظن وجوبه، قال النووي: إذا ثبتت السنة .. لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها، وقولهم: قد يظن وجوبها .. ينتقض بصوم يوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب. انتهى "فتح الملهم".
قوله: "ثم أتبعه بست من شوال" أداة التراخي مؤذنة بلزومه فصل الأتباع عن اليوم المنهي عنه، وعليه تحمل رواية:"وأتبعه" بالواو، وينتفي الأتباع بفصل
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
يوم الفطر، وقوله:"بست من شوال" أراد به: بستة أيام، وعند عدم المميز يجوز في اسم العدد الوجهان: التذكير والتأنيث، وفي الحديث دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداوود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة، وقال مالك وأبو حنيفة: يكره صومها؛ لئلا يظن وجوبها؛ كما مر آنفًا. انتهى من "الكواكب".
قال الشيخ الجزري: حديث أبي أيوب هذا لا يشك في صحته، ولا يلتفت إلى قول الترمذي في جعله حسنًا ولم يصححه، وقوله في سعد بن سعيد راويه، فقد جمع الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي طرقه، وأسنده عن قريب ثلاثين رجلًا رووه عن سعد بن سعيد، أكثرهم ثقات حفاظ، وتابع سعدًا في روايته أخواه: عبد ربه ويحيى، وصفوان بن سليم، وغيرهم، ورواه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو هريرة وجابر وثوبان والبراء بن عازب وابن عباس وعائشة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. انتهى "فتح".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب في صوم ستة أيام من شوال، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال، قال: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان، قال أبو عيسى: حديث أبي أيوب حسن صحيح، وقد استحب قوم صيام ستة أيام من شوال بهذا الحديث، قال ابن المبارك: هو حسن، هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قال ابن المبارك: ويروى في بعض الأحاديث، ويلحق هذا الصيام برمضان، واختار ابن المبارك أن تكون ستة أيام في أول الشهر، وقد روي عن ابن المبارك أنه قال: إن صام ستة أيام من شوال متفرقًا .. فهو جائز، وأخرجه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
الدارمي أيضًا، والطيالسي في "مسنده"، والطبراني في "المعجم الصغير". انتهى "سندي".
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد؛ كما بيناه، وغرضه: الاستشهاد به.
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم