الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدفّ على آثارها دبرانها
…
فلا هو مسبوق ولا هو يلحق
بعشرين من صغرى النجوم كأنها
…
وإيّاه في الخضراء لو كان ينطق
قلاص حداها راكب متعمّم
…
إلى الماء من جوز التّنوفة مطلق
مشيرا إلى ما تقدّم من خطبة الدّبران الثريّا وهربها منه وإمهاره إياها بالقلائص، هي النجوم التي حولها.
وكما قال أبو الفرج الببّغا «1» ذاكرا حال مختف يرجى له الظهور:
ستخلص من هذا السّرار وأيّما
…
هلال توارى في السّرار فما خلص
مشيرا بذلك إلى حالة تواري القمر حالة السّرار ثم خلوصه عند إهلاله.
النوع التاسع مما يحتاج الكاتب إلى وصفه العلويّات مما بين السماء والأرض، وهي على أصناف
الصنف الأوّل الريح
وهي مؤنثة، يقال هبّت الريح تهبّ هبوبا، وتجمع على رياح، وقد دل الاستقراء على أنها حيث وردت في القرآن الكريم في معرض العذاب، كانت بلفظ الإفراد، وحيث وردت في معرض الرحمة كانت بلفظ الجمع. قال تعالى في جانب العذاب: فأرسلنا عليهم الرّيح العقيم «2» وقال: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً
«3» وقال في جانب الرحمة: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ
رَحْمَتِهِ
«1» وقال جلّت قدرته: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً
«2» إلى غير ذلك من الآيات. ومن ثمّ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدّت الريح قال: «اللهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» وقد ورد القرآن الكريم بأن الله تعالى هو الذي يرسلها، قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً
«3» .
وذهبت الفلاسفة إلى أنها تحدث عن الطبيعة، وأن سبب ذلك دخان يرتفع من الأرض فيضربه البرد في ارتفاعه فيتنكّس ويتحامل على الهواء ويحرّكه الهواء بشدّة فيحصل الريح.
وأصول الرياح أربعة:
الأولى «الصّبا» : وهي التي تأتي من المشرق، وتسمّى القبول أيضا، لأنها في مقابلة مستقبل المشرق.
قال في صناعة الكتّاب «4» : وأهل مصر يسمونها الشرقية، لأنها تأتي من مشرق الشمس، وهي التي نصر بها النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب كما أخبر صلى الله عليه وسلم بقوله:
«نصرت بالصّبا» .
الثانية «الدّبور» : ومهبّها من مغرب الشمس إلى حدّ القطب الجنوبيّ، وسميت الدّبور لأن مستقبل المشرق يستدبرها، وتسمّى الغربية لهبوبها من جهة المغرب، وبها هلكت عاد كما أخبر عليه السلام بقوله:«وأهلكت عاد بالدّبور» .
الثالثة «الشّمال» : ويقال فيها شمال وشمأل وشامل وشأمل مهموزا وغير مهموز؛ ومهبّها من حدّ القطب الشماليّ إلى مغرب الشمس، وسميت شمالا لأنها على شمال من استقبل المشرق.