الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الصيد من الجر والذي يربّى ويؤدّب. والأنثى أصيد من الذكر كعامّة إناث الجوارح. قال: وليس شيء من الوحش في قدر جرم الفهد إلا والفهد أفضل منه.
قال في «المصايد والمطارد» : وضدّ الفهد الظباء والوعول على اختلاف أجناسها.
الثاني «الكلاب»
- جمع كلب ويجمع على أكلب أيضا وعلى كليب، كعبد وعبيد. والأنثى كلبة، وتجمع على كلبات بالفتح. وهو حيوان شديد الرّياضة، كثير الوفاء مشترك الطّباع بين السبع والبهيمة، لأنه لو تم له طباع السّبعية لما ألف الناس، ولو تم له طباع البهيمية لما أكل اللحم. ويقال: إنه يحتلم وأنثاه تحيض؛ وتحمل أنثاه ستين يوما، وربما حملت أقل من ذلك. ويسفد بعد سنة، وربما تقدّم على ذلك، ولها عند السّفاد اشتباك عظيم. وإذا سفد الأنثى كلبان مختلفان أتت من كل واحد بلونه. وفيه من اقتفاء الآثار وشمّ الرائحة ما ليس لغيره من الحيوان. والميتة أحبّ إليه من اللحم الغريض.
ومن طبعه: إنه يحرس صاحبه شاهدا أو غائبا، ذاكرا أو غافلا، ونائما أو يقظان. وهو أيقظ حيوان في الليل؛ وإذا نام كسر أجفان عينيه ولا يطبقها لخفّة نومه.
ومن عجيب شأنه أنه يكرم الرئيس من الناس فلا ينبحه وإنما ينبح أوباش الناس.
ومن طبعه أن الضبع إذا مشت على ظلله في القمر رمى بنفسه بين يديها فتأكله، وإذا ظفر بكلب غريب كاد يفترسه.
وقد أجاز الشارع اتخاذها للصيد ونحوه، وأباح صيدها مع نجاسة عينها.
قال في «التعريف» : وأوّل من اتخذها للصيد دارا أحد ملوك الفرس.
قال في «المصايد والمطارد» : وإذا كسر الكلب الأرانب فهو نهاية وإن كان يطيق فوق ذلك. والكلب يمسك لصاحبه، ولذلك لا يأكل من الصيد بخلاف سائر
الجوارح. قال: وإناثها أسرع تعلّما من الذكور، وأطول أعمارا حتّى إنها تعيش عشرين سنة.
ومن خاصية الكلب: أنه إذا عاين الظّباء قريبة كانت أو بعيدة عرف منها العليل من غيره، والعنز من التيس؛ فيتبع التيس منها دون العنز وإن كان التيس أشدّ عدوا وأبعد وثبة، لأنه يعلم أن التيس إذا عدا شوطا أو شوطين غلب عليه البول ولا يستطيع إرساله في عدوه فيقلّ عند ذلك عدوه ويقصر مدى خطاه فيدركه الكلب؛ بخلاف العنز فإنها إذا اعتراها البول أرسلته لسعة مسيله؛ والكلب يعرف ذلك كلّه طبعا، وكذلك يعرف جحرة الأرانب والثّعالب، وإن ركبها الثلج والجليد يشمه فيقف عليه ويثير ما فيها من الوحش؛ وإذا صعد منه أرنب إلى أعلى جبل شاهق كان له من التلطّف في الارتقاء والصعود ما لا يلحقه غيره، بل لا يخفى عليه من الصيد الميت من المتماوت.
ومن خصائص الأنثى: أنها تحمل ستين يوما ويبقى جروها بعد الولادة اثني عشر يوما أعمى؛ وأكثر ما تضع ثمانية أجراء، وربما وضعت واحدا فقط. ورأس الكلب كله عظم واحد. والكلب يطرح مقادم أسنانه ويخلفها، ولكنه لا يظهر لكثير من الناس لأنه لا يلقي منها شيئا حتّى ينبت في مكانه غيره. والفرق بين الذكر والأنثى أن الذكر إذا أدرك يرفع رجله عند البول والأنثى تبول مقعية وربما رفعت رجلها؛ والذكر يهيج للسّفاد في السنة قبل الأنثى؛ وأسنان الذكر أكثر، ومضغه أشدّ.
قال الجاحظ: وخير الكلاب ما كان لونه يذهب إلى لون الأسد بين الصفرة والحمرة، ثم البيض إذا كانت عيونها سوداء. وذكر صاحب «المصايد والمطارد» : أن الأبيض أفره، والأسود أصبر على الحر والبرد.
ومن علامة النجابة والفراهة فيه: أن يكون تحت حنكه طاقة شعر مفردة غليظة، وأن يكون شعر حدّيه جافيا. ومن علامة الفراهة: طول ما بين يديه
ورجليه، وقصر ظهره، وصغر رأسه، وطول عنقه، وغضف «1» أذنيه، وبعد ما بينهما، وزرقة عينيه، وضخامة مقلتيه، ونتوء حدقته، وطول خطمه وذقنه، وسعة شدقه، ونتوّ جبهته وعرضها.
ويستحب فيه: أن يكون قصير اليدين، طويل الرجلين، طويل الصدر غليظه، قريبه من الأرض، ناتيء الزور، غليظ العضدين، مستقيم اليدين، منضمّ الأظافير، عريض ما بين مفاصل الأعطاف، عريض ما بين عظمي أصل الفخذين مع طولهما وشدّة لحمهما، دقيق الوسط، مستقيم الرجلين، قصير الساقين، غير محنيّ الركبتين، قصير الذنب إن كان ذكرا مع دقة وصلابة. وإن الكلبة إذا ولدت واحدا كان أفره من أبويه، وإن ولدت اثنين كان الذكر منهما أفره من الأنثى، وإن ولدت ثلاثة فيها أنثى في شبه الأم كانت أفره من الثلاثة، وإن كان في الثلاثة ذكر واحد كان أفرهها؛ وإذا ألقيت الجراء وهي صغار في مكان نديّ فأيها مشى على أربع فهو أفره.
ومن أعظم أدوائها: الكلب- بفتح اللام- وهو داء كالجنون يعتري الكلب يؤثّر فيمن عضه أنه يخرج من ذكره جراء صغار.
ومن عجيب ما يحكى في ذلك: أن رجلا عضّه كلب كلب فتلقاه بكمه فأصابته أسنانه ولعابه، فشمّر كمّه ساعة ثم نشره فتساقط منه جراء صغار.
ثم كلاب الصيد على ضربين: سلوقيّة (بفتح السين) وزغاريّة (بضم الزاي) .
فأمّا «السّلوقية» فمنسوبة إلى سلوق: بلدة من اليمن، كما قاله صاحب «المصايد والمطارد» والمؤيد «2» صاحب حماه في تقويم البلدان، والمقرّ