الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ركبا القنا من بعد ما حملا القنا
…
في عسكر متحامل في عسكر
أخذه من قول أبي تمّام في وصف جمل:
رعته الفيافي بعد ما كان حقبة
…
رعاها وماء الرّوض ينهلّ ساكبه
فأبو تمّام ذكر أن الجمل رعى الأرض، ثم سار فيها فرعته أي أهزلته، فكأنها فعلت به مثل ما فعل بها؛ والبحتريّ نقله إلى وصف الرجل بعلوّ السنّ والهرم، فقال: إنه كان يحمل الرمح في القتال، ثم صار يركب الرّمح أي يتوكأ منه على عصا كما يفعل الشيخ الكبير.
وأوضح من ذلك وأكثر بيانا في الأخذ قول البحتريّ أيضا:
أعاتك ما كان الشّباب مقرّبي
…
إليك فألحى الشّيب إذ هو مبعدي «1»
أخذه من قول أبي تمّام:
لا أظلم النّأي قد كانت خلائقها
…
من قبل وشك النّوى عندي نوى قذفا «2»
الضرب الثاني أن يؤخذ المعنى فيعكس
«3» ؛ قال في «المثل السائر» : وذلك حسن يكاد يخرجه حسنه عن حدّ السرقة.
فمن ذلك قول أبي نواس:
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم
…
أشهى المطيّ إليّ ما لم يركب
كم بين حبّة لؤلؤ مثقوبة
…
نظمت وحبّة لؤلؤ لم تثقب؟
وقول ابن الوليد في عكسه:
إن المطيّة لا يلذّ ركوبها
…
حتى تذلّل بالزّمام وتركبا
والدّرّ ليس بنافع أربابه
…
حتّى يزيّن بالنّظام ويثقبا
ومنه قول ابن جعفر:
ولمّا بدا لي أنها لا تريدني
…
وأنّ هواها ليس عنّي بمنجلي؟
تمنّيت أن تهوى سواي لعلّها
…
تذوق صبابات الهوى فترقّ لي
وقول غيره في عكسه:
ولقد سرّني صدودك عنّي
…
في طلابيك، وامتناعك مني
حذرا أن أكون مفتاح غيري
…
وإذا ما خلوت، كنت التّمنّي
أما ابن جعفر فإنه ألقى عن منكبيه رداء الغيرة؛ وأما الآخر فإنه جاء بالضدّ من ذلك وبالغ غاية المبالغة.
ومنه قول أبي الشّيص «1» :
أجد الملامة في هواك لذيذة «2»
…
شغفا بذكرك، فليلمني اللّوّم
وقول أبي الطيب في عكسه:
أأحبّه وأحبّ فيه ملامة
…
إنّ الملامة فيه من أعدائه