الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأثّل ما لم يحوه متقدّم
…
وإن نال منه آخر فهو تابع
وقول أبي الطّيّب بعده:
ترفّع عن عون المكارم قدره
…
فما يفعل الفعلات إلا عذاريا «1»
فابن جبلة أتى بمعنيين، أحدهما أنه فعل ما لم يفعله أحد ممن تقدّمه، وإن نال الآخر شيئا فهو مقتد به وتابع له؛ وأبو الطّيّب أتى بالمعنى الأوّل فقط، وهو أنه فعل ما لم يفعله غيره مشيرا إلى ذلك بقوله:
فما يفعل الفعلات إلا عذاريا
أي يستبكرها ويزيل عذرتها.
ومنه قول الآخر:
أنتج الفضل أو تخلّ عن الدنيا
…
فهاتان غاية الهمم
وقول البحتريّ بعده:
ادفع بأمثال أبي غالب
…
عادية العدم أو استعفف
فالبحتريّ اقتصر على بعض المعنى ولم يستوفه.
الضرب الرابع أن يؤخذ المعنى فيزداد عليه معنى آخر
«2» . قال في «المثل السائر» : وهذا النوع من السّرقات قليل الوقوع بالنسبة إلى غيره.
فمن ذلك قول الأخنس بن شهاب:
إذا
قصرت أسيافنا كان وصلها
…
خطانا إلى أعدائنا فنضارب
وقول مسلم بن الوليد بعده:
إن قصر الرّمح لم نمش الخطا عددا
…
أو عرّد السيف لم نهمم بتعريد
أخذ مسلم المعنى الذي أورده الأخنس «1» وهو وصل السلاح إذا قصر بالخطا إلى العدوّ وزاد عليه عدم تعريدهم أي فرارهم إذا عرّد السيف. ومنه قول جرير في وصف أبيات من شعره:
غرائب «2» آلاف إذا حان وردها
…
أخذن طريقا للقصائد معلما
وقول أبي تمام بعده:
غرائب «3» لاقت في فنائك أنسها
…
من المجد فهي الآن غير غرائب
فزاد أبو تمام على جرير قران ذلك بالممدوح ومدحه مع الأبيات. ومنه قول المعذّل بن غيلان «4» :
ولست «5» بنظّار إلى جانب الغنى
…
إذا كانت العلياء في جانب الفقر
وقول أبي تمام بعده:
يصدّ عن الدّنيا إذا عنّ سودد
…
ولو برزت في زيّ عذراء ناهد