الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني ما كان من الألفاظ دالّا على معنى وضع له في أصل اللغة فغيرته العامة وجعلته دالّا على معنى آخر. وهو على ضربين
الضرب الأوّل- ما ليس بمستقبح في الذكر ولا مستكره في السمع
. وذلك كتسميتهم الإنسان إذا كان دمث الأخلاق، حسن الصورة أو اللباس أو ما هذا سبيله ظريفا، والظّرف في أصل اللغة: مختص بنطق اللسان فقط، كما أن الصّباحة مختصة بالوجه، والوضاءة مختصة بالبشرة، والجمال مختص بالأنف، والحلاوة مختصة بالعينين، والملاحة: مختصة بالفم، والرّشاقة: مختصة بالقدّ، واللّباقة:
مختصة بالشمائل؛ فالظّرف إنما يتعلق بالنطق فغيرته العامة عن بابه ونقلته إلى أعمّ من موضوعه كما تقدّم؛ وممن وقع له الذّهول عن ذلك فغلط فيه أبو نواس في قوله:
اختصم الجود والجمال
…
فيك فصارا إلى جدال
فقال هذا يمينه لي
…
للعرف والبذل والنوال
وقال هذاك وجهه لي
…
للظّرف والحسن والكمال
فافترقا فيك عن تراض
…
كلاهما صادق المقال
فوصف الوجه بالظّرف، وهو من صفات النطق كما تقدّم؛ وكذلك أبو تمّام في قوله:
لك هضبة الحلم التي لو وازنت
…
أجأ «1» إذا ثقلت وكان خفيفا
وحلاوة الشّيم التي لو مازجت
…
خلق الزمان الفدم «2» عاد ظريفا
فوصف الشّيم بالحلاوة وهي مختصة بالعينين، ووصف الخلق بالظّرف وهو