الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والقلب للدّبران خلّ عاذر
…
من أجل هقعة شولة ما قيلا
تهوى الهنيعة للنّعائم مثل ما
…
ينوي الذّراع لبلدة ترجيلا
والنّثر يذبح عند طرف بلوعه
…
ولجبهة سعد غدا منقولا
ولزبرة وسط الخباء إقامة
…
فاصرف مقدّم ذكرها تعجيلا
يهوي المؤخّران إن سماك مرّة
…
مدّ الرّشاء لجيده تنكيلا
وقد نظم صاحبنا الشيخ إبراهيم الدهشوريّ الشهير بالسهرورديّ أرجوزة، ذكر فيها الطالع، ثم الغارب في بيت وبعده المتوسط، ثم الوتد وهو الذي يقابله تحت الأرض في بيت ثان- قال:
إن طلع الشرطان «1»
بطينها نور الزّبانين خلع
…
فناعس الطّرف رمى سعد بلع
ثريا مع الإكليل بالوقود
…
تنوّر الجبهة في السّعود
والدّبران القلب منه يخفق
…
فالخرتان للخباء يطرق
وهقعة شولتها منهزمه
…
وصرفة بفرغها مقدمه
وهنعة منها النّعائم نفرت
…
بعوّة بالفرغ قد تأخّرت
رمى الذراع بلدة أصابها
…
سماك بطن الحوت ما أصابها
فهذه جملتها مكمّله
…
للشمس في ثلاث عشر منزله
الجملة الخامسة في ساعات الليل والنهار
قال أصحاب الهيئة: لما كان الفلك متحرّكا حركات متعدّدة يتلو بعضها بعضا جعل مقدار كل حركة منها يوما، ولما كانت الشمس في حركة من هذه الحركات تارة تكون ظاهرة لأهل الرّبع المعمور، وتارة مستترة عنهم بحدبة
الأرض، انقسم لذلك مقدار تلك الحركة إلى الليل والنهار، فالنهار عبارة عن الوقت الذي تظهر فيه الشمس على ساكن ذلك الموضع من المعمور، والليل عبارة عن الوقت الذي تخفى عنهم فيه، فإنه يوجد وقت الصبح في موضع وقت طلوع الشمس في موضع آخر، وفي موضع آخر وقت الظهر، وفي موضع آخر وقت المغرب، وفي موضع آخر وقت نصف الليل.
ولما كانت منطقة البروج مقسومة إلى اثني عشر برجا، وكل برج إلى ثلاثين درجة، وكانت الشمس تقطع هذه المنطقة بحركة فلك الكل لها في زمان اليوم الجامع لليل والنهار، قسّم كل واحد منهما إلى اثني عشر جزءا، وجعل قسط كل جزء منها خمس عشرة درجة وسمّي ساعة. ثم لما كان الليل والنهار يزيد أحدهما على الآخر ويتساويان في الاعتدالين على ما مرّ، اضطرّ إلى أن تكون الساعات نوعين: مستوية وتسمّى المعتدلة، وزمانيّة وتسمّى المعوجّة. فالمستوية تختلف أعدادها في الليل والنهار، وتتفق مقاديرها بحسب طول النهار وقصره، فإنه إن طال كانت ساعاته أكثر، وإن قصر كانت ساعاته أقلّ، مقدار كل ساعة منه خمس عشرة درجة لا تزيد ولا تنقص، والمعوجة تتفق أعدادها وتختلف مقاديرها، فإن زمان النهار طال أو قصر ينقسم أبدا إلى اثنتي عشرة ساعة مقدار كل واحدة منها نصف سدس الليل والنهار، وهي في النهار الطويل أطول منها في القصير. والذي كانت العرب تعرفه من ذلك الزمانيّة دون المستوية، فكانوا يقسمون كلّا من الليل والنهار إلى اثنتي عشرة ساعة، ووضعوا لكل ساعة من ساعات الليل والنهار أسماء تخصّها.
فأما ساعات الليل فسمّوا الّاولى منها الشاهد، والثانية الغسق، والثالثة العتمة، والرابعة الفحمة، والخامسة الموهن، والسادسة القطع، والسابعة الجوشن، والثامنة الهتكة، والتاسعة التّباشير «1» ، والحادية عشرة الفجر الأوّل،