الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلدنا، ومن ورثَ الثَّروة القديمة، وسلَفه جِلَّة، صحبْتُه حَضَرًا وسَفَرًا فما رأيته ترك قيام اللَّيل من نحو ثلاثين سنة، وكان يقرأ في كل ليلة سُبُعًا، وكانت صدقاته دارَّة سِرًّا وعلانية، أخرج مَرَّة عشرة من الغُزاة بآلتهم بدلًا عن نفسه، ورابط غير مرَّة (1).
قال الخطيب: مات في ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وثلاث مئة بنيسابور (2).
886 - ابن مِهْرَان *
الإِمام الحافظ الزاهد العابد القدوة، أبو مُسْلم، عبد الرَّحمن بن محمد بن عبد الله بن مِهْران، البَغْدادي.
سمع البَغَوي، والبَاغَنْدي، وابن أبي داود، وأبا عَروبة، وابن جَوْصا، وابن صَاعد، وأبا حامد بن بلال، وخَلْقًا من الخُرَاسانيين والشَّامِيين.
ثم دخل بخارى وسَمَرْقَنْد فسكن هناك نحوًا بين ثلاثين سنة، وصنف "مُسْنَدًا" كبيرًا.
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحَذَّاء، وأحمدُ بن محمد الكاتب، وغيرُهم.
(1)"المنتظم": 7/ 128.
(2)
"تاريخ بغداد": 8/ 75.
* تاريخ بغداد: 10/ 299 - 300، المنتظم: 7/ 128 - 129، سير أعلام النبلاء: 16/ 335 - 337، تذكرة الحفاظ: 3/ 969 - 970، البر: 2/ 369، العقد الثمين: 5/ 402 - 403، النجوم الزاهرة: 4/ 147، طبقات الحفاظ: 386 - 387، شذرات الذهب: 3/ 85.
قال ابن أبي الفوارس: صَنَّف أشياء كثيرة، وكان ثِقَة زاهدًا، ما رأينا مِثْلَه (1).
وقال الخطيب: جَمَع أحاديث المشايخ والأبواب، وكان حافِظًا متقِنًا مع ورعٍ وزهد وتَدَيُّن. ذكره أبو العلاء الواسطي يومًا فأطنب في وصفه، وقال: كان الدَّارَقُطْني والشّيوخ يعظِّمونه (2).
وذكره الحاكم فأثنى عليه وعظَّمه، وذكر لقيه له ببغداد، ومذاكرته له، وقال: جالسته مرارًا واشتفينا من المذاكرة، ثم ودَّعْته يوم خروجي فقال: يجمعنا الموسم فإن عليَّ أن أجاور بمكَّة. ثم حَجَّ سنة ثمانٍ وستين وجاور إلى أن مات، وكان يجهد أن لا يَظْهر لحديثٍ ولا لغيره.
وقال غيره: توفي سنةَ خمسٍ وسبعين وثلاث مئة.
وفيها: مات الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر، البَحِيري النَّيسَابوري المحدَّث. وأبو عبد الله الحسينُ بن محمد بن عبيد، العَسْكري الدَّقّاق ببغداد. وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر، الخِرَقي البَغْدادي. وشيخ الشافعية ببغداد أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الدَّارَكي. وشيخ المالكية بالعراق القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأَبْهري، وهو في عَشْر التِّسْعين. ومحدِّث الشَّام القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم المَيَانَجي، وقد قارب التسعين. وأبو اللَّيث نصر بن محمد، السَّمَرْقَندي، الفقيه الحَنَفي، صاحب "تنبيه الغافلين"(3).
(1)"تاريخ بغداد": 10/ 299 - 300.
(2)
"تاريخ بغداد": 10/ 299.
(3)
طبع في مصر غير مرة.