الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرِّحْلة، صَدُوقًا، جَمَعَ كثيرًا في سائر العلوم، ما رأيت فيمن رأيتُ أكثر كَتْبًا وسَمَاعًا منه، عاجَلَه الموتُ.
وقال يحيى بن مَنْدَه: هو أحد الحُفَّاظ، صحيح النَّقْل، يفهم الحديث ويحفظه.
ورُوي عن مسعود بن ناصر السِّجْزي أنه قال: أشهد أنَّ كلَّ كتابٍ بغداديٍّ [عند عبد الصمد السَّليطي كلها غارةٌ ونَهْبٌ من البَسَاسِيري ببغداد](1) لا ينتفع بها دُنْيا ولا دينًا.
قال السَّمْعَاني: توفي سنة اثنثين وثمانين وأربع مئة.
1021 - ابن الخَاضِبَة *
الإِمام، الحافظ، القُدْوَة، أبو بكر، محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن مَنْصور، البَغْدَادي، الدَّقَّاق.
كان رجلًا صالحًا، كبير القَدْر، قرأ الكثير وكَتَبَ.
وحدَّث عن: أبي طالب عمر بن محمد بن الدَّلْو، وأبي جعفر بن
(1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، وفتنة البساسيري في بغداد كانت سنة (450 هـ)، انظر "الكامل": 9/ 640 - 649.
* سؤالات الحافظ السلفي: 102، المنتظم: 9/ 101، معجم الأدباء: 17/ 226 - 230، سير أعلام النبلاء: 19/ 109 - 113، تذكرة الحفاظ: 4/ 1224 - 1227، العبر: 3/ 325 - 326، دول الإِسلام: 2/ 13، المغني في الضعفاء: 2/ 548، ميزان الاعتدال: 3/ 465، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 5 - 6، الوافي بالوفيات: 2/ 89 - 90، البداية والنهاية: 12/ 153، لسان الميزان: 5/ 57، طبقات الحفاظ: 448 - 449، شذرات الذهب: 3/ 393.
المُسْلمة، وأبي بكر الخطيب، وعبد الرَّحيم بن أحمد البُخَاري، وأبي الحسين بن النَّقور، وعبد الصَّمد بن محمد بن تميم، إمام جامع دمشق، وخَلْق.
روى عنه: أبو علي بن سُكَّرة، ومحمد بن طاهر المَقْدسي، وأبو الفتح بن البَطِّي، وآخرون.
ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة الحادية عشرة من الحُفَّاظ.
وقال ابنُ سُكَّرة: كان محبوبًا إلى النَّاس كلِّهم، فاضلًا، حَسن الذِّكْر، ما رأيت مِثْلَه على طريقته، وكان لا يأتيه مستعيرٌ كتابًا إلّا أعطاه أو دَلَّه عليه.
وقال ابنُ طاهر: ما كان في الدُّنيا أحسن قراءة للحديث من ابن الخَاضِبَة في وَقْته، لو سمع إنسانٌ بقراءته يومين لما مَلَّ قراءَتَه.
وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: نسخ ابنُ الخاضبة "صحيح مُسْلم" بالأُجرة سَبْعَ مَرَّات (1).
وقال السِّلَفي: سأَلْتُ أبا الكَرَم خميسًا الحَوْزي (2) عن ابن الخاضِبَة فقال: كان علّامةً في الأدب، قُدْوةً في الحديث، جَيِّد اللِّسان، جامعًا لخِلال الخير، ما رأيتُ ببغداد من أهلها أحسنَ قراءةً للحديث منه، ولا أعرف بما يقوله (3).
(1) انظر "معجم الأدباء": 17/ 228، وذكر فيه قصة لطيفة.
(2)
في الأصل: الجوزي، بالجيم، وهو تصحيف.
(3)
"سؤالات الحافظ السلفي": 102.
قال ابنُ النَّجَّار: كان وَرِعًا تَقِيًّا زاهدًا ثِقَةً [محبوبًا](1) إلى النَّاس، روى اليسير.
وقال عليُّ بن محمد الفَصِيحي: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللُّغة من [ابن](2) الخاصِبَة.
وقال السِّلَفي: سَأَلْتُ أبا عامر العَبْدَري عنه فقال: كان خيرَ موجود في وَقْته، وكان لا يحفظ، إنما يعوِّل على الكُتُب.
توفِّي ابنُ الخَاضِبَة في ثاني ربيع الأول سنةَ تسعٍ وثمانين وأربع مئة. وكانت جِنَازته مشهودة، وخُتم على قبره ختمات، وله رحمه الله مناقب وكرامات.
وفيها: مات المحدِّث المسنِدُ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن البَاقِلَّاني، الكَرَجي ببغداد، وله ثلاث وسبعون سنة. ومقرئ بغداد أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السَّمَرْقَنْدي، وله إحدى وثمانون سنة. وأبو عبد الله الحسينُ بنُ محمد بن الحسين بن السَّرَّاج البَغْدَادي. والمحدِّث القاضي أبو محمد عبد الله بن يوسف الجُرْجَاني، مصنف "مناقب الشَّافعي". والمحدِّث المُفيد أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشِّيحِي السَّفَّار. وإمام اللُّغَة بالأندلس أبو مروان عبد الملك بن سِرَاج بن عبد الله الأموي مَوْلاهم، القُرْطبي. ومسنِدُ
(1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1226.
(2)
ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 4/ 1226.