الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
851 - الجِعَابي *
الحافظ، البارع، فَريدُ عَصْره، قاضي المَوْصل، أبو بكر، محمدُ بنُ عمرَ بنِ محمد بن سَلْم (1)، التَّميمي، البَغْدادي، ابن الجِعَابي.
روى عن عبد الله بن محمد البَلْخي، ويحى بن محمد بن البَخْتري الحِنَّائي (2)، ومحمد بن الحسن بن سَمَاعة الحَضْرَمي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي حذيفة الجُمَحي، وجعفر الفِرْيابي، وطبقتهم.
وتخرَّج بأبي العَبَّاس بن عُقْدَة. وصنَّف الأبواب والشُّيوخ والتَّاريخ.
روى عنه: الدَّارَقُطْني، والحاكم، وابن شَاهين، وابن رِزْقويه،
* ذكر أخبار أصبهان: 2/ 287، رجال النجاشي: 281، الفهرست للطوسي: 151، تاريخ بغداد: 3/ 26 - 31، الأنساب: 3/ 263 - 265، المنتظم: 7/ 36 - 38، اللباب: 1/ 239، سير أعلام النبلاء: 16/ 88 - 92، تذكرة الحفاظ: 3/ 925 - 929، العبر: 2/ 302، المغني في الضعفاء: 2/ 620، دول الإسلام: 1/ 172، ميزان الاعتدال: 3/ 670 - 671، الوافي بالوفيات: 4/ 240 - 241، البداية والنهاية: 11/ 261 - 262، لسان الميزان: 5/ 322 - 324، النجوم الزاهرة: 4/ 12، طبقات الحفاظ: 375 - 376، شذرات الذهب: 3/ 17، هدية العارفين: 2/ 45 - 46، أعيان الشيعة: 10/ 28 - 30.
(1)
في "رجال النجاشي"، و"تاريخ بغداد": سالم، ورجحه العلامة محسن الأمين في "أعيان الشيعة": 10/ 28 قال: "والظاهر أنه سالم وغيره تصحيف، أو أن الألف حذفت في الرسم كما في إسحاق
…
".
(2)
في "تاريخ بغداد": 3/ 26 "حدث عن عبد الله بن محمد بن البختري الحنائي" وفيه سقط كما لا يخفى، والصواب ما هو مثبت عندنا في الأصل.
والقاضي أبو عمر الهَاشمي، والحافظ أبو نُعَيم، وهو آخر أصحابه، وخَلْق.
قال الخطيب: كان أحد الحُفَّاظ المجوِّدين، وكان كثيرَ الغَرائب، ومذهبه في التَّشَيُّع معروف (1).
وقال الحاكم: سمِعْت أبا علي الحافظ النيسَابوري يقول: ما رأيت في المشايخ أحفظَ من عَبْدَان، ولا رأيت [أحفظ](2) لحديث أهل الكُوفة من أبي العباس ابن عُقْدة، ولا رأيتَ في أصحابنا أحفظَ من أبي بكر بنِ الجِعَابي، وذاك أني حسِبْتُ أبا بكر من البغْداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة، أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بنُ حمزة يومًا: يا أبا علي، لا تغلطْ في أبي بكر بن الجعَابي فإنَّه يحفظ حديثًا كثيرًا. فخرجنا يومًا من عند أبي محمد بنِ صاعد وهو يسايرني، وقد توجَّهنا إلى طريق بعيد، فقلت له: يا أبا بكر، أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمرَّ في الترجمة، فقلت له: أيش عند أيوب السَّخْتِياني عن الحسن؟ فمرَّ فيه، فما زلت أجرُّه من حديث مِصْر إلى الشَّام إلى العراق إلى أفراد الخُرَاسانيين وهو يجيب، فقلت له: أيش روى الأعْمش عن أبي صالح عن أبي هُريرة وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يَسْرُد هذه الترجمة حتى ذكر بضْعة عشر حديثًا، فحيُّرني حِفْظُه (3).
وقال القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي: سمعت
(1)"تاريخ بغداد": 3/ 26.
(2)
ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": 3/ 27.
(3)
"تاريخ بغداد": 3/ 27.
الجعابي يقول: أحفظ أربع مئة ألف حديث، وأذاكر بست مئة ألف حديث (1).
وقال الخطيب: حَسْبُ ابن الجِعَابي شهادة أبي علي له أنه لم يَرَ في البَغْدَاديين أحفظ منه، وقد رأى ابنَ صاعد وأبا طالب أحمد بن نصر، وأبا بكر النَّيسَابوري، وعامَّة أهل ذلك العصر (2).
حدثنا عليُّ عن أبي علي المُعَدَّل عن أبيه قال: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجِعَابي، وسمعت مَنْ يقول: إنه يحفظ مئتي ألفَ حديث، ويجيب في مثلها إلا أنه كان يَفْضُل الحُفَّاظ بأنه كان يَسُوق المتونَ بألفاظها، وأكثر الحُفَّاظ يتسمَّحون في ذلك، وكان إمامًا في المعرفة بعِلل الحديث، وثقات الرجال من معتلِّيهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم وكُنَاهم ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يُطعن به على كلِّ واحد، وما يوصف به من السَّداد، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العِلْم إليه، حتى لم يبقَ في زمانه من يتقدَّمه فيه في الدُّنيا (3).
وقال أبو القاسم التَّنُوخي: تقلَّد ابن الجِعَابي قَضَاء المَوْصل فلم يُحْمَد في ولايته (4).
وقد تكلَّم جماعةٌ في ابن الجِعَابي منهم الدَّارقُطْني، وقيل إنه كان يشرب ويتهاون في أمر الصَّلاة، ولما مات أَوصى بأَنْ تُحرق كُتُبه
(1)"تاريخ بغداد": 3/ 28.
(2)
"تاريخ بغداد": 3/ 27.
(3)
"تاريخ بغداد": 3/ 28.
(4)
"تاريخ بغداد": 3/ 30.