الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي موسى الهاشمي البَغْدَادي، وله تسع وخمسون سنة. ونحوي بغداد أبو الحسن محمد بن هِبة الله بن الوزاق الضَّرير.
1000 - عبد الرَّحمن بن مَنْدَه *
هو الحافظ، أبو القاسم، عبد الرّحمن بن الحافظ أبي عبد الله (1) محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، العَبْدي، الأَصْبَهاني.
ولد سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثلاث مئة، وقيل: سنة إحدى وثمانين.
وسمع أباه وإبراهيم بن عبد الله بن خُرَّشيذقُولة، وأبا جعفر بن المَرْزُبان الأَبْهري، وأبا ذَرّ بن الطَّبَراني، وأبا عمر بن مَهْدي، وهلالًا الحَفَّار، وأبا الحسن بن جَهْضَم الصُّوفي، وأبا بكر الحِيري، وأبا سعيد الصَّيرَفي، وخَلْقًا، لكنه لم يرو عن الحِيري كما فعل شيخ الإسلام الأنصاري.
وصنَّف كثيرًا، وعني بهذا الشَّأْن، وحدَّث سنةَ سبع وأربع مئة.
قال أبو سَعْد السَّمْعَاني: وله إجازة من زاهر بن أحمد، ومحمدِ بنِ عبد الله الجَوْزَقي، وعبد الرَّحمن بن أبي شريح وجماعةٍ. حدَّثنا عنه
* طبقات الحنابلة: 2/ 242، مناقب الإمام أحمد: 523، المنتظم: 8/ 315، سير أعلام النبلاء: 18/ 349 - 354، تذكرة الحفاظ: 3/ 1165 - 1168، العبر: 3/ 274، دول الإسلام: 2/ 3 - 4، فوات الوفيات: 2/ 288 - 289، البداية والنهاية: 12/ 118، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 26 - 31، النجوم الزاهرة: 5/ 105، طبقات الحفاظ: 439، كشف الظنون: 2/ 1671 - 1672، شذرات الذهب: 3/ 337 - 338، هدية العارفين: 1/ 517.
(1)
مرت ترجمته برقم (938) من هذا الكتاب.
أبو نصر الغازي، وأبو سعدٍ أحمد بن محمد البغدادي، وأبو عبد الله الحسين الخَلَّال، وأبو بكر البَاغْبَان، وأبو عبد الله الدَّقَّاق، وجماعة كثيرة.
قال أبو زكريا يحيى بنُ عبد الوَهَّاب بن مَنْدَه: كان عمي سَيفًا على أهل البِدَع، وهو أكبر من أن يُثنيَ عليه مِثْلي، كان -والله- آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، وفي الغدوّ والآصال ذاكرًا، ولنفسه في المصالح قاهِرًا، أعقب الله مَنْ ذكره بالشر النَّدَامة، وكان عظيم الحِلْم، كثير العِلْم، قرأت عليه قَوْل شُعْبة: مَنْ كتبتُ عنه حديثًا فأنا له عَبْدٌ فقال: مَنْ كَتَبَ عني حديثًا فأنا له عبد.
وقال الدَّقَّاق في "رِسالته": أوَّل شيخٍ سمِعْتُ منه عبدُ الرَّحمن؛ فرزقَني الله ببركته وحُسْن نيته فَهْمَ الحديث، وكان جِذْعًا في أعين المُخَالفين، ولا يخاف في الله لومةَ لائم. قال: ووَصْفُه أكثر من أن يُحصى.
وذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله اللوردجاني (1) أنه سمع أبا القاسم الزَّنْجَاني بمكَّة يقول: حَفِظَ الله الإِسلام برجلين: عبد الرحمن بن مَنْدَه، وعبد الله بن محمد الأنْصاري الهَرَوي.
وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ الحسن بن محمد بن الرِّضا العَلَوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طَباطَبا يقول: كنت أَشْتِمُ أبدًا عبدَ الرَّحمن بنَ مَنْدَه، فرأيتُ عمر رضي الله عنه [في المنام](2) ويده في
(1) في الأصل: اللوذرجاني، وهو تصحيف. ولوردجان: من ناحية كور الأهواز. انظر "معجم البلدان": 5/ 25.
(2)
ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1167.
يدِ رجلٍ عليه جُبَّة زرقاء، وفي عينيه نُكْتة، فسلَّمت عليه، فلم يرد على وقال: لِمَ تشتِم هذا إذا سمعت اسمه؟ ! نقيل لي: هذا أمير المؤمنين عمر، وهذا عبد الرحمن بن منده، فانتبهتُ، فأتيت أَصْبَهان، وقَصَدْتُ الشَّيخ عبد الرحمن، فلما دَخَلْتُ عليه صادفته على النَّعْت الذي رأيتُه في المنام، وعليه جُبَّة زرقاء، فلما سَلَّمت عليه قال. وعليك السَّلام يا أبا طالب! وقَبْلَها ما رآني ولا رأيتُه. فقال قبل أن أنطق: شيء حَرَّمه الله على رسوله يجوز لنا أن نحِلَّه؟ ! فقلت: اجعلني في حِلٍّ. [وناشدته الله، وقبَّلْت بين عينيه، فقال: جعلتك في حِلٍّ](1) فيما يرجِعُ إليّ.
وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ إسماعيل بن محمد بن الفَضْل الحافظ يقول -وسألته عن عبد الرحمن بن منْدَه فتوقف ساعة فراجعته فقال- سمع الكثير، وخالف أباه في مسائل، وأعبرض عنه مشايخُ الوقت، وما تركني أبي أسمع منه، وكان أخوه خيرًا منه.
وقال صاعد بن سيَّار الهَرَوي: سمعت أبا إسماعيلٍ عبد الله بن محمدٍ الأنْصَاري يقول في عبد الرحمن بن مَنْدَه: كان مضرَّته في الإِسلام أكثَرَ من منفعته (2).
ذكر يحيى بن مَنْدَه أن عمَّه عبد الرحمن مات في سادس عشر شوَّال سنةَ سبعين وأربع مئة، قال: وصلى عليه أبي، وشَيَّعه مَنْ لا يعلم عددهم إلّا الله.
(1) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1168.
(2)
انظر "ذيل طبقات الحنابلة": 1/ 28، ففيه رد ابن رجب على هذا القدح.