الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بخطِّي عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جزْء؛ عن كل واحد أَلْف جزء (1).
وقال أبو محمَّد بن السَّمَرْقَنْدي: سمِعْت أَبا بكر الخَطيب يقول: لم أَرَ أحدًا أُطْلِقَ عليه اسم الحِفْظ غير رجلين: أبو نُعيم، وأبو حازم العَبْدُويي.
مات العبدويي يوم عيد الفِطْر سنةَ سبع عشرة وأربع مئة.
وفيها: مات قاضي القُضَاة ببغداد أبو الحسن أَحْمد بن محمَّد بن عبد الله بن العَبَّاس بن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب الأُموي، وكان عفيفًا نَزِهًا رئيسًا، عاش ثمانيًا وثمانين سنة، ولم يحدث. وبدمشق أبو الحسين أَحْمد بن محمَّد بن سلامة السُّتَيتي بن الطَحَّان، يروي عن خَيثمة. وشيخ الشافعية بمرو أبو بكر عبد الله بن أَحْمد القَفَّال المَرْوَزيّ. ومسنِد بَغْدَاد أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السُّكّري. ومقرئ العصر أبو الحسن عليّ بن أَحْمد بن عمر بن حَفْص بن الحمَّامي ببغداد. والمعمَّر أبو حفص عمر بن أَحْمد بن عثمان العُكْبَري البَزَّاز، راوي نسخة علي بن حَرْب. ومحدِّث دمشق أبو نَصْر محمَّد بن أَحْمد بن هارون الغَسَّاني بن الجنْدي، إمام الجامع، وهو ثِقَة يروي عن خَيثمة.
959 - البَرْقَاني *
الإِمام، الحافظ، الفَقِيه، أحد الأعلام، أبو بكر، أَحْمد بن محمَّد بن أَحْمد بن غالب، الخُوَارزْمي، الشَّافعي، شيخ بغداد.
(1)" تبيين كذب المفتري": 242 - 243.
* تاريخ بغداد: 4/ 373 - 376، طبقات الفقهاء للشيرازي: 127، الأنساب: 2/ 156 - 158، تاريخ ابن عساكر (خ): 2/ 47 ب-48 ب، المنتظم: =
سمع أَبا العباس بن حمدان، وببغداد أَبا علي بن الصَّوَّاف، وغيره، وبُجْرجان أَبا بكر الإِسماعيلي، وبهَرَاة محمَّد بن عبد الله بن خميرويه، وبنيسابور أَبا عمرو بن حمدان، وبدمشق أَبا بكر بن أبي الحديد، وبمِصْر عبد الغني بن سعيد، وبإسْفَرايين بشْر بن أَحْمد، وبمرو عبد الله بن عمر بن عَلَّك، وطبقتهم.
وصنَّف التصانيف، وخرّج على الصّحيحين.
روى عنه: الصُّوري، والبَيهقي، والخطيب، وأبو إسحاق الشِّيْرَازي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبو الفَضْل بن خَيرون، ويحيى بن بُنْدَار، وآخرون.
قال الخَطيب: كتبنا عنه، وكان ثِقَةً ورعًا، متقنًا متثبتًا فهمًا، لم نر في شيوخنا أثبتَ منه، حافظًا للقرآن، عارِفًا بالفِقْه، له حظٌّ من عِلْمِ العربية، كثير الحديث، حسن الفهمَّ له، والبصيرة فيه، وصنَّف مسندًا ضمنه ما اشتمل عليه "صحيح البُخَارِيّ ومسلم" وجمع حديث سُفْيان الثَّوريّ وشُعْبة، وأيوب، وعبيد الله بن عمر (1)، وعبد الملك بن عمير، وبَيَان بن بِشْر، ومَطر الوَرَّاق، وغيرهم من الشُّيوخ، ولم يقطع التصنيف
= 8/ 79 - 80، معجم البلدان: 1/ 387، اللباب: 1/ 113، سير أعلام النبلاء: 17/ 464 - 468، تذكرة الحفاظ: 3/ 1074 - 1076، العبر: 3/ 156 - 157، دول الإِسلام: 1/ 197، المشتبه: 1/ 66، الوافي بالوفيات: 7/ 331، طبقات الشافعية للسبكي: 4/ 47 - 48، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 231 - 232، البداية والنهاية: 12/ 36 - 37، النجوم الزاهرة: 4/ 280، طبقات الحفاظ: 418، شذرات الذهب: 3/ 228، هدية العارفين: 1/ 74، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 474.
(1)
في "تاريخ بغداد": 4/ 374 "عمرو"، وهو تصحيف.
إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مِسْعر، وكان حريصًا على العِلْم، منصرف الهِمَّة إليه، وسمعته يومًا يقول لرجل من الفُقَهاء، معروفٍ بالصلاح، وقد حضر عنده: ادعُ اللَّه أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإنَّ حبه قد غلب عليَّ فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلَّا به. أو نحو هذا من القول، وكنت كثيرًا أُذاكره بالأحاديث فيكتبها عني ويضمِّنها جموعه (1).
سمعتُ الأزْهريَّ يقول: البرقاني إمام، وإذا مات ذهب هذا الشَّأن -يعني الحديث (2).
وقال محمَّد بن يحيى الكِرْماني الفَقِيه: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثرَ عبادة من البَرْقَاني (3).
وقال أبو محمَّد الخَلَّال: كان نسِيج وحدِه (4).
وقال أبو الوليد الباجي: هو ثِقَةٌ حافظ.
وقال الخَطيب: سأَلتُ الأزْهري فقلت: هل رأيتَ في الشيوخ أتقن من البَرْقَاني: فقال: لا (5).
وذكره الشيخ أبو إسحاق الشِّيرَازي في "الطَّبقات" فقال: تَفَقَّه في حداثته، وصنَّف في الفِقْه، ثم اشتغل بعِلْم الحديث: فصار فيه إمامًا (6).
ولد البَرْقاني في آخر سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
(1)"تاريخ بغداد": 4/ 374.
(2)
"تاريخ بغداد": 4/ 375.
(3)
المصدر السابق.
(4)
المصدر السابق.
(5)
المصدر السابق.
(6)
"طبقات الفقهاء" للشيرازي: 127.