الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة. وعالم المالكية وفقيههم بقُرْطبة أبو بكر محمد بن يَبْقى بن زَرب، القُرْطُبي.
891 - الحَاكم *
أبو أحمد، محدِّث خُرَاسان، الإِمام، الحافظ، النَّاقد، محمدُ بنُ محمدِ بن أحمد بن إسحاق، النَّيسَابوري، الكَرَابيسي، صاحب التصانيف، ومؤلف كتاب "الكُنَى"(1)، وهو الحاكم الكبير.
سمع أحمد بن محمد الماسَرْجِسي، وابن خُزَيمة، والبَاغَنْدي، والبَغَوي، والسَّرَّاج، ومحمد بن إبراهيم الغازي، وعبد الله بن زَيدان البَجَلي، ومحمد بن الفَيض الغَسَّاني، وأبا عَروبة الحَرَّاني، وطبقتهم.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو عبد الرَّحمن السُّلَمي، ومحمد بن أحمد الجَارُودي، وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سَعْدٍ الكَنْجَرُوذي، وأبو عثمان البَحِيري، وخَلْق.
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: سمِعْتُ أبا أحمد الحافظ يقول: حَضَرْتُ مع الشُّيوخ عند أمير خُرَاسان نوح بن نَصْر فقال: مَنْ يحفظ
* المنتظم: 7/ 146، سير أعلام النبلاء: 16/ 370 - 377، تذكرة الحفاظ: 3/ 976 - 978، العبر: 3/ 9 - 10، الوافي بالوفيات: 1/ 115، نكت الهميان: 270 - 271، مرآة الجنان: 2/ 408، لسان الميزان: 6/ 336 - 337، النجوم الزاهرة: 4/ 154، طبقات الحفاظ: 388، شذرات الذهب: 3/ 93، هدية العارفين: 2/ 50 - 51، الرسالة المستطرفة: 121، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 411 - 412.
(1)
انظر مظان نسخه في "تاريخ التراث العربي": مج 1 / ج 1/ 412.
منكم حديثَ أبي بكر في الصَّدَقات (1)؟ فلم يكن فيهم من يحفَظُه، وكان عليَّ خُلقان، وأنا في آخر النَّاس، فقلت لوزيره: أنا أحفَظُه. فقال: ها هنا فتىً من نَيسَابور يحفَظُه. فقُدِّمت فوقهم، ورويت الحديث. فقال الأمير: مِثْل هذا لا يُضَيَّع. فولَّاني قَضاء الشَّاش.
وقال الحاكم: هو إمام عَصْره في هذه الصَّنْعة، كثير التَّصنيف، مقدَّم في معرفة شروط الصحيح، والأسامي، والكُنَى، طلب الحديث وهو ابن نيِّف وعشرين سنة، وسمع بالعِراق والجزيرة والشَّام.
قال: ولم يدخلْ مِصْر، وكان مقدَّمًا في العَدَالة أولًا، ثم ولي القَضاء سنةَ ثلاثٍ وثلاثين، إلى أن قُلِّد قضَاء الشَّاش، فحكم بها أربع سنين وأشهرًا، ثم قُلِّد قضاء طوس، فكنت أدخل إليه والمصنَّفات بين يديه، فيحكم ثُمَّ يقبل على الكتب، ثم أتى نَيسَابور سنةَ خمسٍ وأربعين، ولزمَ مسجدَه ومنزله مفيدًا مقبلًا على العِبادة والتَّصْنيف، وأُريد غيرَ مَرَّة على القَضَاء والتزكية فيستعفي، وكُفَّ بَصَرُه سنة ست وسبعين، ثم توفي وأنا غائب في ربيع الأول سنةَ ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة، وله ثلاث وتسعون سنة.
وقال الحاكم أيضًا: كان أبو أحمد من الصَّالحين الثَّابتين على سنَن السَّلَف، ومن المنصفين فيما يعتقدُه في أهل البيت والصَّحابة، قُلِّد القَضَاء في أماكن، وصنَّف على كتابي الشَّيخين، وعلى جامع أبي عيسى، قال لي: سمِعْتُ عمر بن عَلَّك يقول: مات محمدُ بنُ
(1) انظر "صحيح البخاري": الزكاة، باب من بلغت عده صدقة بنت مخاض وليست عنده، وباب زكاة الغنم.
إسماعيل ولم يخلف بخُرَاسان مثل أبي عيسى في العِلْم والزُّهْد والورع، بكى حتى عمي.
قال الحاكم: وصنَّفَ أبو أحمد كِتاب "العِلل" و"المخرَّج على كتاب المُزَني" وكتابًا في الشُّروط، وصنَّف الشُّيوخ والأبواب، قال: وهو حافظ عَصْره بهذه الدِّيار.
وقال الحافظ أبو الحسن بن القَطّان في آخر كتاب "الوهم والإبهام": أبو أحمد الحاكم صاحب كتاب "الكُنَى" لا أعرفه. كذا قال.
وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطَّبقة السَّابعة.
وقال الحاكم: تغيَّرَ حِفْطهُ لما كُفَّ، ولم يختلطْ قط.
وقد مات في سنة ثمانٍ وسبعين أيضًا من كبار الشُّيوخ القاضي أبو القاسم بِشْر بنُ محمد بن محمد بن ياسين، النَّيسَابوري. والقاضي العلَّامة أبو سعيد الخليل بن أحمد السِّجْزي، الواعظ الحَنَفي، قاضي سَمَرْقَنْد، وله تسع وثمانون سنة. وشيخ الحنفية بما وراء النَّهْر عبدُ الكريم بن محمد بن موسى، البُخَاري، المِيغي، الزَّاهد، وميغ: من قرى بُخَارى. وشيخِ المالكية بالعراق أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الجلَّاب، توفي كهلًا. ومسند مصر أبو بكر عتيق بن موسى بن هارون، الأَزدي الحاتمي، عنده عن أبي الرَّقْراق "الموطأ" بسماعه من يحيى بن بُكَير. ومحدث بغداد أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العَبَّاس الوَرَّاق، المُسْتملي.