الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُكَرَّمًا، وقال لهم: اصدقوني. وهدَّدَهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرَّجل في بلِيَّة من استيلائه علينا بالعَامّة، فاردنا أن نقطع شَرَّه عنا. فأمر بهم، ووكّل بكلّ واحد منهم، وصادرهم وأهانهم.
قال أبو النَّضْر الفَامي: توفِّي أبو إسماعيل في ذي الحِجَّة سنةَ إحدى وثمانين وأربع مئة، وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة (1).
وقد أنكر شيخُنا العَلَّامة أبو العَبَّاس وغَيرُه على أبي إسماعيل أشياء في "منازل السَّائرين"، والله ولي التوفيق.
وقد مات مَعَه في سنةِ إحدى وثمانين راوي "جامع" الترْمِذِي، أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغُوْرَجي، الهَرَوي. ومسنِدُ خرَاسان أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المَحْمِي، المُزَكي. ومسنِدُ أَصْبَهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجة الأبْهَري.
1006 - الحَبَّال *
الإِمام، الحافظ، المُتْقن، محدِّث مِصْر، أبو إسحاق، إبراهيم بن سعيد بن عبد الله، النُّعْماني مولاهم، التُّجِيبي، ابن أبي الطَّيِّب الفرَّاء، الكُتُبي، الوَرَّاق، المِصْري.
(1) في "البداية والنهاية": 12/ 135 "عن ست وثمانين سنة".
* الإكمال: 2/ 379، سير أعلام النبلاء: 18/ 495 - 503، تذكرة الحفاظ: 3/ 1191 - 1194، العبر: 3/ 299 - 300، دول الإسلام: 2/ 8، الوافي بالوفيات: 5/ 355، النجوم الزاهرة: 5/ 129، طبقات الحفاظ: 442، حسن المحاضرة: 1/ 353 - 354، شذرات الذهب: 3/ 366.
ولد سنةَ إحدى وتسعين وثلاث مئة.
وسمع من: أحمد بن عبد العزيز بن ثَرْثَال (1)؛ صاحب المَحَاملي، ومن عبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن عمر النَّحَّاس، ومحمد بن أحمد بن شاكر القَطَّان، وأحمد بن محمد بن الحاجّ الإشْبيلي، ومنير بن [أحمد](2) الخَشَّاب، وأبي عبد الله بن نَظِيف، ومحمد بن محمد النَّيسَابوري؛ صاحب الأَصَمّ، وخلْق سواهم.
وجمع لنفسه أشياء، منها: عوالي ابن عُيينة، وكان يتَّجِرُ في الكُتُب، فحصل عنده من الأصول والأجزاء ما لا يوصف كثرة.
روى عنه: الحُمَيدي، وابن ماكولا، وإبراهيم بن الحسن العَلَوي النَّقيب، وأبو الفتح سُلْطان بن إبراهيم المَقْدسي، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي المَرَسْتان، وخَلْق.
وروى عنه بالإجازة: الخَطِيب، وأبو علي الصَّدَفي، وابن الأَكْفَاني، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنْدي، وجماعة؛ آخرهم محمد بن ناصر الحافظ.
وكان الباطنية المِصْريون قد منعوه من التحديث، وآذوه، فلم ينتشر حديثُه.
قال الخطيب: حدَّثني عنه أبو عبد الله الحُمَيدي.
وقال أبو علي بن سُكَّرة الصَّدَفي: منعت من الدُّخول إليه إلّا بشرط
(1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1191 "شرثال"، وهو تحريف.
(2)
ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1192.
أَنْ لا يسمعني ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خَلَط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حَذَرًا من أن أكون مدسوسًا عليه، حتى بَسَطْته وأعلمته أنني من أهل الأندلس، أريد الحج، فأجاز لي لَفْظًا، وامتنع من غير ذلك.
وقال ابن ماكولا: كان الحَبَّال ثِقَةً وَرِعًا خَيِّرًا (1).
وذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ.
وقد جاء إلى أبي إسحاق -قبل أن يُمنع- طَلَبةُ الحديث ليسمعوا منه جُزْءًا، فأخرج به عشرين نسخةً، وناول كلّ واحد نسخة يعارض بها.
وقال ابن طاهر: كان شيخنا الحَبَّال لا يُخرج أصلَه من يده إلّا بحضوره، يدفع الجُزْء إلى الطَّالب، فيكتُبُ منه قَدْرَ جلوسه، وكان له بأكثر كتبه نسَخٌ عِدَّة، ولم أر أحدًا أشَدَّ أخذًا منه، ولا أكثر كُتُبًا منه، وكان مَذْهَبُه في الإِجازة أن يقدِّمها على الإِخبار، يقول: أجاز لنا فلان، ولا يقول:[أخبرنا فلان](2) إجازة، يقول: ربما يسقط إجازة فيبقى إخبارًا، فإذا بُدئَ بها لم يقع شك.
وسمِعْتُه يقول: خَرَّج الحافظ أبو نَصْر السِّجْزي على أكثر من مئة، لم يبق منهم غيري.
قال ابنُ طاهر: خَرَّج له عشرين جُزْءًا في وقت الطَّلب، وكتبها في
(1)"الإكمال": 2/ 379.
(2)
ما بين حاصرتن مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1193.
كاغَذٍ عتيقٍ، فسألت الحَبَّال، فقال: هذا من الكاغَذ الذي كان يُحمل إلى الوزير (1) من سَمَرْقنْد، وقع إليَّ من كتبه قطعة، فكنتُ إذا رأيت ورقةً بيضاء قطعتُها إلى أن إجتمع لي هذا القَدْر.
وقال ابنُ طاهر: لما قصدْتُ الحَبَّال، وكانوا وصفوه لي بحِلْيته وسِيرته، وأنه يخدُمُ نفسه، فكنتُ في بعض الأسواق، ولا أهتدي إلى أين أذهب، فرأيت شيخًا على الصِّفة واقفًا على دُكَّان عَطَّار، وكُمُّه ملأَى من الحوائج، فوقع في نفسي أَنَّه هو، فلمَّا ذهب سألت العَطَّار: مَنْ هذا الشَّيخ؟ قال: وما تعرفه؟ ! هذا أبو إسحاق الحَبَّال. فتبعتُه، وبلَّغْته رسالةَ سَعْد بن علي الزَّنْجَاني (2)، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جُزْءًا صغيرًا فيه الحديثان المُسَلْسَلان، أحدهما مسلسل بالأولية، فقرأهما عليَّ، وأَخذت عليه الموعد في كلِّ يوم في جامع عمرو بن العَاص إلى أن خرجت.
توفِّيَ الحَبَّال سنةَ اثنتين وثمانين وأربع مئة، وله إحدى وتسعون سنة.
ولقيه ابن طاهر سنةَ سبعين.
وسمع منه القاضي أبو بكر بمِصْر سنةَ خمسٍ وسبعين (3)، ومنع من التحديث بعد ذلك.
(1) في "سير أعلام النبلاء": 18/ 500 "يعني ابن حنزابة". وقد مرت ترجمته برقم (931) من هذا الكتاب.
(2)
مرت ترجمته برقم (1003) من هذا الكتاب.
(3)
في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1194 "سنة ست وسبعين".