الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن قُتيبة حِفْظًا حَسَنًا، وشُوْور في الأحكام، وهو ابن ثمان عشرة سنة، وجمع له أبوه علوم أَهل الأرض فلم يحتج إلى أحد، ورحل متأخِّرًا فلقي المهندس، وأبا العلاء بن مَاهَان. قال: وكان فقيه عصره، وإمام زمانه، لم أر مِثْلَه، كمَّلْت عليه "مصنَّف" ابن أبي شَيبة في سنة خمس وتسعين، وكان إمامًا في الأُصول والفروع (1).
وذكره أبو الوليد بن الدباغ في الطّبقة الثَّامنة من الحُفَّاظ.
وقال أبو عبد الله الخَوْلانِيّ: كان أبو عمر عارفًا بالحديث ووجُوهه، إمامًا مشهورًا، لم تر عيني مِثْلَه محدِّثًا سَمْتًا ووقَارًا، رحل ولقي شيوخًا جِلَّة، ولي قضاء إشْبيلية مُدَّة يسيرة، ثم ارتحل إلى قُرْطبة فسكنها ونشر بها العِلم، أخذنا عنه كثيرًا.
تُوفِّي في المحرم سنة ست وتسعين وثلاث مئة. وشهدت جِنازتَه في حَفْل عظيم (2).
951 - ابن فُطَيس *
الحافظ، العلامة، قاضي الجماعة، أبو المُطَرِّف، عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عيسى بن فُطيس بن أصْبَغ، القرْطُبي.
(1) المصدر السابق.
(2)
انظر "الصلة": 1/ 11.
* ترتيب المدارك: 4/ 671 - 672، الصلة: 1/ 309 - 313، بغية الملتمس: 356، المغرب في حلى المغرب: 1/ 211، سير أعلام النبلاء: 17/ 210 - 212: تذكرة الحفاظ: 3/ 1061، العبر: 3/ 78 - 79، مرآة الجنان: 3/ 4 - 5، المرقبة العليا (تاريخ قضاة الأندلس): 87 - 88، الديباج المذهب: 150، النجوم الزاهرة: =
حدّث عن: أبي عيسى اللَّيثي، وأبي عبد الله بن مفَرِّج، وأَحمد بن عَوْن الله، وخَلْق من طبقتهم، وأجاز له من مصر: الحسن بن رشيق، ومن بغداد: القاضي أبو بكر الأبْهَرِي.
وكان عارفًا بالحديث يملي من حِفْظه.
ذكره ابن الدَّبّاغ في الطَّبقة التَّاسعة من الحُفاظ.
وقيل: إنه جمع من الكتب ما لم يجمعْه أحد، وإن كتبه بيعت بعده بأربعين أَلْف دينار (1).
روى عنه: الصَّاحبان: أبو إسحاق الطُّلَيطِلي (2)، وأبو جعفر بن ميمون، وأبو عبد الله بن عابد، وسراج القاضي، وابن عبد البر، وغيرهم.
وله مصنفات كثيرة منها: كتاب "أسباب النّزول" في مئة جُزْء، و"فضائل الصَّحابة" في مئة جزْء، و"معرفة التَّابعين" في مئة وخمسين جزْءًا، و"النّاسخ والمَنْسُوخ" في ثلاثين جُزْءًا، وكتاب "الأخوة" في أربعين جُزْءًا، وكتاب "دلائل النّبوة" في عشرة أسفار (3).
= 4/ 231، طبقات الحفاظ: 414 - 415، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 285 - 287، شذرات الذهب: 3/ 163، هدية العارفين: 1/ 515، الرسالة المستطرفة: 58، شجرة النور الزكية:102.
(1)
انظر "الصلة": 1/ 310.
(2)
هكذا ضبط في "الأنساب": 8/ 248، وفي "معجم البلدان": 4/ 39 "ضبطه الحميدي بضم الطاءين وفتح اللامين، وأكثر ما سمعناه من المغاربة بضم الأولى وفتح الثَّانية".
(3)
انظر "الصلة": 1/ 311 - 312.
ولد سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مئة، وعَمِل الوزارة مَرة.
ومات في ذي القَعْدَة سنة اثنتين وأربع مئة، وله أربع وخمسون سنة.
وفيها: مات الوزير الأديب أبو عمر (1) أَحْمد بن سعيد بن حَزْم بن غالب الأندلسي، والد العلَّامة أبي محمَّد عليِّ بن أَحْمد. والإِمام أبو الحسين أَحْمد بن عبد الله بن الخضر السُّوْسَنْجِرْدي ببغداد، وله نيّف وثمانون سنة. وأبو محمَّد الحسن بن الحسين بن عليّ النُّوبَخْتي، الكاتب الشيعي المعتزلي، يروي عن علي بن عبد الله بن مبَشِّر الواسطيّ، والمَحَاملي. وزاهد العراق أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقِلَّاني. وخطيب دمشق المقرئ أبو الحسن عليُّ بن داود الدَّاراني. ومسنِد الشَّام المحدِّث الجَوَّال أبو الحسين محمَّد بن أَحْمد بن محمَّد بن جمَيع الصَّيدَاوي بها، وله سِتٌّ وتسعون سنة. والنَّحْوي المُقْرئ، مسنِد العراق أبو الحسن محمَّد بن جعفر بن هارون بن النَّجَّار، التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ، آخر مَنْ روى عن محمَّد بن الحُسَين الأشْناني، وله مئة سنة. وإمام الفَرضِيّين أبو الحسين محمَّد بن عبد الله بن اللَّبَّان، البَصْريّ (2). وعالم الكوفة أبو عبد الله محمدُ بن عبد الله بن الحسين الجعْفي القاضي، المعروف بابن الهَرَواني، وله سبع وتسعون سنة. ومسنِد الأندلس أبو بكر يحيى بنُ عبد الرَّحْمَن بن مسعود القرْطُبي، المعروف بابن وَجْه الجَنَّة، وله ثمانٍ وتسعون سنة، وهو أكبر شيخ لابن حَزْم. وشيخ هَمَذان أبو العباس أَحْمد بن إبراهيم بن أَحْمد بن ترْكان، التَّمِيمِيّ الخَفَّاف، وله خمس
(1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1061 "أبو علي"، وهو تحريف.
(2)
في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1062 "المصري"، وهو تصحيف.