الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خَنْب، وخَلَف بن محمد الخَيَّام، وبكر بن محمد بن حمدان الصَّيرَفي، وغيرهم.
روى عنه: الحاكم مع تقدُّمه، والحافظ أبو زكريا عبد الرَّحيم البُخَاري، وأبو سَعْد (1) الكَنْجَروذي، وآخرون.
ولد سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة.
ومات في ربيع الأوَّل سنةَ ثلاثٍ وأربع مئة.
938 - ابن مَنْدَه *
الإِمام، الحافظ، شيخ الإِسلام، أبو عبد الله، محمد بن الشَّيخ أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن مَنْدَه، وهو إبراهيم بن الوليد بن سَنْدَة (2) بن بُطَّة بن استُنْدار بن جهار بُخت، -وقيل: اسم استُنْدار فَيرُزان، وهو الذي أسلم وقت افتتاح الصحابة أَصْبَهان، وولاؤه لعبد القَيس، وكان مجوسيًّا، وكان من النُّواب على بعض أعمال أصبهان- الأَصْبَهاني، العَبْدي، صاحب التَّصَانيف.
(1) في "تذكرة الحفاظ" 3/ 1030 "أبو سعيد"، وهو تصحيف.
* ذكر أخبار أصبهان: 2/ 306، طبقات الحنابلة: 2/ 167، المنتظم: 7/ 232 - 233، سير أعلام النبلاء: 17/ 28 - 43، تذكرة الحفاظ: 3/ 1031 - 1036، دول الإسلام: 1/ 185، المغني في الضعفاء: 2/ 553، ميزان الاعتدال: 3/ 479 - 480، الوافي بالوفيات: 2/ 190 - 191، البداية والنهاية: 11/ 336، غاية النهاية: 2/ 98 - 99، لسان الميزان: 5/ 70 - 72، النجوم الزاهرة: 4/ 213، طبقات الحفاظ: 408 - 409، شذرات الذهب: 3/ 146، هدية العارفين: 2/ 57، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 438 - 440.
(2)
في الأصل ضبطت بكسر السين، وما أثبتناه من "تبصير المنتبه": 2/ 707.
حدث منده بشيء يسير، ومات في دولة المُعْتَصم.
وروى ابنه (1) الحديث.
وأما حفيده (2) فكان [من] الحفاظ. مات سنة إحدى وثلاث مئة.
يروي عنه أبو الشيخ كثيرًا.
وابنه إسحاق. روى عن: عبد الله بن محمد النعمان وغيره. مات سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة.
ولد الحافظ أبو عبد الله سنةَ عشر وثلاث مئة، وقيل: سنة تسعٍ.
وسمع أباه، وعَمَّ أبيه عبد الرَّحمن بن يحيى، وأبا علي الحسن بن أبي هُريرة، وطائفة بأَصْبَهان، ومحمد بن الحسين القَطَّان، وعبد الله بن يعقوب الكِرْمَاني، وأبا حامد بن بلال، وخَلْقًا بنيسابور، وأبا سعيد بن الأَعرابي بمكَّة، والهيثم بنُ كُليب بالشَّاش، وخَيثمة بن سليمان وغيره بالشام، وأبا جعفر بن البَخْتَري، وإسماعيل الصَّفَّار وجماعة ببغداد، وأبا الطَّاهر المَدِيني، وطبقته بمصر.
وعِدَّةُ شيوخه الذين أخذ عنهم ألف وسبع مئة، وله إجازة من ابن أبي حاتم، وغيره، وكتب عن أربعة مشايخ أربعةَ آلاف جُزْء، وهم: ابنُ الأَعرابي، والأَصَمّ، وخَيثمة، والهيثم بن كُليب.
وأوَّل سماعه في سنة ثمان عشرة وثلاث مئة.
وأول ارتحاله قبل الثلاثين أو فيها إلى نَيْسَابور. ومدائنه التي ارتحل
(1) أي يحيى بن منده.
(2)
هو محمد بن يحيى، سلفت ترجمته برقم (708) من هذا الكتاب.
إليها من إسْكندرية إلى الشَّاش، ولم يدخل البَصْرة ولا هَرَاة ولا بلاد فارس ولا سِجِسْتَان ولا أَذْرَبيجَان، ولما رجع من الرِّحلة كانت كتبه فيما قيل أربعين حِمْلًا.
وقد قيل: إن أحدًا من الحُفَّاظ لم يسمعْ ما سمع، ولا جمع ما جمع.
وكان يقول: طفت الشَّرق والغرب مَرَّتين (1).
روى عنه: أبو الشيخ -وهو من شيوخه- والحاكم، وأبو نُعَيم، وغُنْجار، وتمام الرَّازي، وأبو سَعْد (2) الإِدْريسي، وحمزة السَّهْمي، وأحمد بن الفَضْل الباطِرْقَاني، وأحمد بن محمود الثَّقفي، وأبو الفضل عبدُ الرَّحمن بن أحمد بن بُنْدار، وأولاده: عبدُ الرَّحمن، وعبد الوهَّاب، وعُبيد الله، وآخرون.
قال الحاكم: التقينا ببُخَارى سنةَ إحدى وستين، وقد زاد زيادةً ظاهرة، ثم جاءنا إلى نَيسَابور سنة خمس وسبعين ذاهبًا إلى وطنه. قال شيخنا أبو علي الحافظ: بنو مَنْدَه أعلام الحُفَّاظ في الدُّنيا قديمًا وحديثًا، ألا ترون إلى قريحة أبي عبد الله؟
وقيل: إن أبا نُعَيم ذُكِرَ له ابن مَنْدَه، فقال: كان جَبَلًا من الجِبال.
وقال الباطِرْقاني: كتبَ إمامُ دهره أبو أحمد العَسَّال إلى ابن منده وهو بنيسابور في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه وبيان عِلّته.
(1)"طبقات الحنابلة": 2/ 167، وفيه "فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثًا واحدًا".
(2)
في الأصل: أبو سعيد، وهو تصحيف.
وحكى غيرُ واحد عن أبي إسحاق بن حمزة، قال: ما رأيت مثْلَ أبي عبد الله بنِ منده.
وقال جعفر المُسْتَغْفِري: ما رأيت أحدًا أحفظَ من أبي عبد الله بنِ منده، سألته يومًا: كم تكون سماعات الشيخ؟ قال: تكون خمسة آلاف مَنٍّ (1).
وقال أحمد بن جعفر الحافظ: كتبت عن أزيد من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من ابن مَنْدَه.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري الهَرَوي: أبو عبد الله بن مَنْدَه سَيِّد أهل زمانه.
وذكر أبو زكريا بن مَنْدَه في "تاريخه" عن أبيه وعمَّيه وغيرهم: أن أبا عبد الله قال: ما افتصدتُ قَطُّ، ولا شربتُ دواءً قَطُّ، وما قبِلْتُ من أحدٍ شيئًا قط.
قال أبو زكريا: وكنت مع عمي عبيد الله في طريق نَيسَابور، فلما بلغنا بئر مَجَنَّة، حكى لي عمي قال: كنت ها هنا يومًا فعرَض لي شيخ جَمَّال فقال: كنت قافلًا عن خُرَاسان مع أبي، فلما وصلنا إلى هنا إذا نحن بأربعين وِقْرًا من الأحمال، فظننا أَنَّ ذلك ثياب، فإذا خيمة صغيرة فيها شيخ، وإذا هو والدك، فسأله بعضنا: ما هذه الأحمال؟ فقال: هذا مَتَاع قَلَّ مَنْ يرغب فيه في هذا الزمان، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر لي عمي بعد ذلك فقال: كنت قافلًا عن خُرَاسان ومعي عشرون وِقْرًا من الكتب، فنزلت بها عند البئر اقتداءً بالوالد.
(1) قال الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1034 "المن يجيء عشرة أجزاء كبار".