الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الرابعة عشرة (1)
979 - الصُّوْري *
الحافظ الكبير، العلَّامة، أبو عبد الله، محمدُ بن علي (2) بن عبد الله بن محمد بن رُحَيم (3)، السَّاحلي.
سمع أبا الحسين بن جُمَيع، وأبا عبد الله بنَ أبي كامل الأَطرابُلُسي، ومحمد بن جعفر الكَلاعي، وجماعة بالشَّام، وعبد الغني بن سعيد المِصْري، وعبد الرحمن بن عمر النَّحَّاس، وعبد الله بن محمد بن بُنْدَار، وخَلْقًا بمِصْر. وصحب عبدَ الغني وانتفع به، ولحق ببغداد
(1) مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير، وانظر حاشيتنا رقم (1) ص (189) من هذا الجزء.
* تاريخ بغداد: 3/ 103، الأنساب: 8/ 106 - 107، المنتظم: 8/ 143 - 145، معجم البلدان: 3/ 433 - 434، اللباب: 2/ 63، سير أعلام النبلاء: 17/ 627 - 631، تذكرة الحفاظ: 3/ 1114 - 1117، العبر: 3/ 197 - 198، دول الإسلام: 1/ 201، البداية والنهاية: 12/ 60 - 61، النجوم الزاهرة: 5/ 48، طبقات الحفاظ: 428، شذرات الذهب: 3/ 267، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 1/ 483.
(2)
في "تذكرة الحفاظ": 3/ 1114 "محمد بن عبد الله بن علي".
(3)
في "تذكرة الحفاظ": "دحيم" - بالدال، وهو تحريف.
أبا الحسن بن مَخْلَد البَزَّاز، وأحمد بن طلحة المُنَقِّي، وأبا علي بن شَاذَان، وطبقتهم.
حدَّث عنه: الخطيب، والقاضي أبو عبد الله الدَّامَغاني، وجعفر بن أحمد السَّرَّاج، وأبو القاسم بن بيان، وأبو الحسين بن الطُّيوري، وغيرهم، وآخر مَنْ روى عنه بالإِجازة أبو سَعْد بن الطُّيوري.
مَوْلده سنة ستٍّ أو سبع وسبعين وثلاث مئة. و [سمع](1) بعدما كَبِرَ.
قال الخطيب: قدم علينا في سنة ثمان عشرة، فسمع ابنَ مَخْلَد ومَنْ بعده، وكان من أحرص النَّاس على الحديث، وأكثرهم كَتْبًا له، وأحسنهم معرفةً به، ولم يَقْدَم علينا أحدٌ أفهم منه لعِلْم الحديث، وكان دقيقَ الخَطّ، صحيحَ النَّقْل، حدَّثني أنه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغَد الخُرَاساني ثمانين سَطْرًا، وكان مع كثرة طلبه صَعْب المذهب في الأَخذ، ربما كرَّر قراءة الحديث الواحد على الشَّيخ مَرَّات، وكان رحمه الله يسرُد الصَّوْم إلَّا الأعياد، ولم يسمعْ إلا بنفسه كثيرًا، وكتب عن ابن جُمَيع بصيدا، ثم صحب عبدَ الغني بن سعيد فكتبَ عنه، وذكر لي أن عبدَ الغني كتب عنه في تصانيفه شيئًا كثيرًا، وصرَّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها حدَّثني الوردُ بن عليّ، كناية عنه (2).
(1) ما بين حاصرتين مستدرك في هامش الأصل، ولم يظهر لي التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": 3/ 1114.
(2)
"تاريخ بغداد": 3/ 103.
قال الخطيب: وكان صدوقًا، كتبتُ عنه، وكتب عني كثيرًا، ولم يزل ببغداد حتى توفِّي بها (1).
وقال أبو الوليد الباجي: الصُّوريُّ أحفظ مَنْ رأيناه.
وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الطبقة التَّاسعة من الحُفَّاظ.
وقال عبد المحسن الشِّيحي: ما رأينا مِثْلَه، كان كأنّه شُعْلة نار بلسان كالحُسَام القاطع.
وقال المبارك بن عبد الجَبَّار: كتبتُ عن جماعةٍ فما رأيت فيهم أحفظَ من الصُّوري، كان يكتب بعينٍ واحدة، وكان متفنّنًا، يعرف من كل عِلْم، وقوله حُجَّة، وعنه أخذ الخطيب عِلْمَ الحديث.
وقال السِّلَفي: كتب الصُّوري "صحيح البخاري" في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد البَاجي في كتاب "فِرَق الفقهاء": حَدَّثنا أبو عبد الله محمدُ بنُ علي الوَرَّاق -وكان ثقة مُتْقنًا- أَنَّه شاهد أبا عبد الله الصُّوري وكان فيه حسن خُلُق، ومُزَاح وضَحِكٌ، لم يكن وراء ذلك إلَّا الخير والدِّين، ولكنه كان شيئًا جُبِلَ عليه، ولم يكن في ذلك بالخارِق للعادة، فقرأ يومًا جُزْءًا على أبي العَبَّاس الرَّازي وعَنَّ له أمرٌ أضحكه وكان بالحَضرة جماعةٌ من أهل بلده فأنكروا عليه وقالوا: هذا لا يَصْلُح، ولا يليق بعِلْمك وتقدُّمك أن تقرأ حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تضحك. وكثَّروا عليه، وقالوا: شيوخُ بلدنا لا يَرْضَون بهذا. فقال: ما في بلدكم شيخٌ إلّا يجب أن يَقْعُد بين يدي ويقتدي بي، ودليل ذلك
(1) المصدر السابق.