الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الحاكم: كان الإِسماعيلي واحد عصره، وشيخ المحدِّثين، والفُقَهاء، وأجلَّهم في الرِّياسة والمروءة والسَّخَاء، ولا خلاف بين عُلَماء الفريقين وعقلائهم فيه (1).
وقال حمزة: سمعت جماعةً منهم ابن المُظَفَّر الحافظ يحكون جودةَ قراءةِ أبي بكر الإِسْمَاعيلي، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأُ غَيرُه (2).
مات الإِسماعيلي في رجب سنةَ إحدى وسبعين وثلاث مئة (3).
وفيها: مات شيخ القُرَّاء أبو العَبَّاس الحسن بن سعيد المُطَّوِّعي بإصْطَخر، وله مئة وسنتان. ومُفتي القَيروان أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن التَبَّان المالكي. والعلَّامة القُدْوة أبو زيد محمد بن أحمد المَرْوَزي، شيخ الشَّافعية. والقُدْوة أبو عبد الله محمدُ بنُ خَفِيف الصُّوفي، شيخ بلاد فارس.
868 - السَّبِيعي *
الحافظ، العلَّامة، أبو محمد، الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ صالح، الهَمْدَاني، الحلبي، وإليه ينسب درب السَّبيعي الذي بحلب.
(1)" الأنساب": 1/ 250.
(2)
"تاريخ جرجان": 70 - 71.
(3)
في "طبقات الشافعية" لابن هداية الله: 95 "توفي غرة رجب سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة، وله أربع وسبعين (كذا) سنة"، وهو وهم، إذ أن ولادته -كما مرَّ في صدر الترجمة- سنة سبع وسبعين ومئتين؛ أي توفي عن أربع وتسعين سنة.
* تاريخ بغداد: 7/ 272 - 274، سير أعلام النبلاء: 16/ 296 - 298، تذكرة الحفاظ: 2/ 952 - 954، العبر: 2/ 355، الوافي بالوفيات: 11/ 379 - 380، =
سمع محمد بن حُبَّان البَصْري، وابن ناجية، وقاسمًا المطَرِّز، وعمر بن محمد الكاغَدي، ومحمد بن جرير الطَّبري، وأحمد بن هارون البَرْديجي، وعمر بن أيوب السَّقَطي، وطبقتهم.
روى عنه: الدَّارَقُطْني، وعبد الغني بن سعيد، والبَرْقَاني، وأبو نُعَيم، وأبو العلاء الواسطي، وأبو طالب بن بُكير، والشيح المفيد محمد بن محمد بن النُّعْمان الشِّيعي، وآخرون.
وكان من أئمة هذا الشَّأْن، وفيه تشيُّع.
قال ابن أبي الفوارس: كان ثِقَةً، كتب كثيرًا (1)، وكان يحفظ، وله أخلاق [غير](2) مَرْضيَّة.
وقال أبو العلاء الواسطي: رأيت الدَّارقُطْني جالسًا بين يدي أبي محمد بن السَّبيعي (3).
وقال الخطيب: كان ثِقَةً حافظًا مكثرًا، وكان عَسِرًا في الرِّواية، ولما كان بأَخَرَة عَزَمَ على التحديث والإِملاء، فتهيأ لذلك، فمات (4).
= النجوم الزاهرة: 4/ 139، طبقات الحفاظ: 382، شذرات الذهب: 3/ 71 و 76، هدية العارفين: 1/ 271، تهذيب ابن عساكر: 4/ 150 - 151، أعيان الشيعة: 5/ 6 - 7.
(1)
في "تاريخ بغداد": 7/ 274 "قد كتب كتابًا كبيرًا".
(2)
ما بين حاصرتين مستدركة على هامش الأصل، ولم تظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": 7/ 274.
(3)
انظر "تاريخ بغداد": 7/ 273.
(4)
"تاريخ بغداد": 7/ 273.
وروى عبد الغني بن سعيد عن الدَّارَقُطْني قال: سمعت أبا محمد السَّبيعي يقول: قدم علينا الوزير ابن حِنْزَابة إلى حلب، فتلقَّاه الناس، فعرف أني محدِّث فقال لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصَّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمَالة (1)، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده مَنْزلة (2).
وقال ابن أُسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلَّا الحسن بن أحمد السَّبيعي لكفاهم، كان وجهًا عند الملك سَيف الدَّوْلة، وكان يزور السَّبيعي في داره. قال: وصنف له كتاب
(1) العمالة -بالضم- رزق العامل الذي جُعل له على ما قلَّد من العمل. "اللسان"(عمل).
والحديث يرويه السائب بن يزيد عن حويص بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
أخرجه البخاري في "صحيحه": 13/ 133 في الأحكام: باب رزق الحاكم والعاملين عليها، من طريق أبي اليمان عن شعيب عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد بن أخت نمر أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالًا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إن لي أفراسًا وأعبدًا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل، فإني كنت أردت الذي أردت، وكان رسول الله على الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالًا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت عير مشرف ولا سائل فخذ، وإلا فلا تتبعه نفسك".
وهو عند أحمد: 1/ 17، و "النسائي": 5/ 104 - 105.
(2)
"تاريخ بغداد": 7/ 273.