الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
انتخب لأبي سَعْدٍ الكَنْجَرُوذي خمسة أجزاء، وهو معدود في حُفَّاظ خُرَاسان.
حَجَّ وتوفِّيَ في رجوعه سنةَ خمسٍ وستين وأربع مئة.
999 - المُؤَذِّن *
الحافظ، أبو صالح، أحمد بنُ عبد الملك بن علي بن أحمد، النَّيسَابوري، محدِّث وقته بخُرَاسان.
ولد سنةَ ثمانٍ وثمانين وثلاث مئة.
وسمع أبا نُعَيم عبد الملك بن الحسن الإِسْفَراييني، وأبا الحسن العَلَوي، وأبا يَعْلى المُهَلَّبي، وأبا طاهر بن مَحْمِش، والحاكم أبا عبد الله، وخَلْقًا من أصحاب الأصَمّ، ثم رحل فسمع بجُرْجَان حَمْزة السَّهْمي، وببغداد أبا القاسم بن بِشْران، وبأصبهان أبا نُعيم الحافظ، وبمَنْبج الحسن بن الأَشْعث، وبدمشق المُسَدَّد الأمْلُوكي، وبمكة أبا ذَرّ الهَرَوي.
وصَحِبَ الأُستاذ أبا علي الدَّقَّاق، وأحمد بن نصر الطَّالْقَاني.
وعمل مُسَوَّدَة لتاريخ مَرْو.
* تاريخ بغداد: 4/ 267 - 268، المنتظم: 8/ 314، معجم الأدباء: 3/ 224 - 226، سير أعلام النبلاء: 18/ 419 - 422، تذكرة الحفاظ: 3/ 1162 - 1164، العبر: 3/ 272، طبقات الشافعية للإسنوي: 2/ 408 - 409، البداية والنهاية: 12/ 118، النجوم الزاهرة: 5/ 106، طبقات الحفاظ: 438، شذرات الذهب: 3/ 335، إيضاح المكنون: 1/ 119.
روى عنه: ابنه إسماعيل بن أبي صالح، وأبو القاسم الشَّحَّامي، وأخوه وجيه، وأبو عبد الله الفُرَاوي، وعبد المنعم بن القُشَيري، وأبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد، وغيرهم.
قال عبد الغافر بن إسماعيل في "تاريخه"(1): أبو صالح المُؤَذِّن الأمين المتقن المحدِّث الصُّوفي، نسيج وحدِه في طريقته، وجَمْعه وإِفادته، ما رأينا مِثْلَه في حِفْظ القُرْآن، وجَمْعِ الأحاديث، سَمِع الكثير، وجَمَعَ الأبواب والشُّيوخَ، وأذَّن حِسْبَةً سنين عِدَّة، وكان يَحُثُّني على مَعْرفة الحديث، ولم أتمكَّن من جَمْع هذا التّاريخ إلّا من مُسوَّداته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها. قال: ولو ذَهَبْتُ أشرح ما رأيت منه لسوَّدْتُ أوراقًا جَمَّةً، ولم أنته إلى اسْتيفاء ذلك، سمعت منه جميعَ "الحِلْية" لأبي نُعَيم، و"مُعْجم" الطَّبَراني، و"مُسْند" الطَّيَالسي.
وقال الخطيب: قَدِمَ علينا حاجًّا في حياة أبي القاسم بن بِشْران، وكتبت عنه وكتب عني، وكان ثِقَةً، قال لي: أوَّل سماعي سنة تسعٍ وتسعين؛ وكنت قد حفظت القرآن، ولي نحو تسع سنين (2).
وقال زاهر الشَّحَّامي: خَرَّج أبو صالح ألفَ حديثٍ عن ألف شيخ له (3).
وقال أبو سَعْدٍ السَّمْعَاني: هو صُوفي حافظ متقن، نسيج وحدِه في الجَمْع والإفادة، أذَّن مدة احتسابًا، ووعظ في اللَّيل، وكان تحت يده
(1) ستأتي ترجمة عبد الغافر برقم (1051) من هذا الكتاب.
(2)
"تاريخ بغداد": 4/ 268.
(3)
"المنتظم": 8/ 314.
أوقاف الكتب والأجزاء الحديثيَّة فيتعهد حِفْظَها، ويأخذ صدقاتِ التجَّار والأكابر ويوصلها إلى المستحقين (1).
وقال أبو بكر محمد بن يحيى المُزكِّي: ما يقدر أحدٌ أن يكذب في الحديث هنا وأبو صالح حي.
وقال أبو المُظَفَّر منصور بن السَّمْعَاني: إذا دخلتم على أبي صالح فادخلوا بالحُرْمة، فإنَّه نجم الزَّمان ونسيجُ (2) وقته.
وحكى أبو سَعْد السَّمْعَاني أن بعض الصَّالحين رآه ليلة مَوْته وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بيده، وقال له: جَزَاك الله عني خيرًا، فَنِعْمَ ما أقمتَ بحقّي، ونعم ما نَشَرْتَ من سُنَّتي.
قال عبد الغافر: توفِّي في سابع رمضان سنة سبعين وأربع مئة.
وفيها: مات مُسْنِد العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النَّقور البَغْدَادي البَزَّاز، وله تسعون سنة. والمعمَّر أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حُمَّدوه (3) البَغْدَادي الرزاز المقرئ، آخر مَنْ روى عن ابن سَمْعون. قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا (4). ومسنِدُ دمشق وخطيبها أبو نَصْرٍ الحسينُ بن محمد بن طَلَّاب القُرَشي. والمسنِدُ أبو القاسم عبد الله بن الحافظ أبي محمد الخلَّال البَغْدَادي، وله خمسٌ وثمانون سنة. وشيخ الحنابلة الشَّريف أبو جعفر عبد الخالق بن
(1) انظر "معجم الأدباء": 3/ 224 - 225.
(2)
في "سير أعلام النبلاء": 18/ 421 "وشيخ".
(3)
انظر "المشتبه": 1/ 249.
(4)
"تاريخ بغداد": 4/ 381.