الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دخل لم يَقُمِ الحافظ، ولا التفت من مِحْرابه، فكسر الكعبي خَجَلَه وقال: بالله عليك أيها الشيخ لا تَقُمْ -يعني ودعا له قائمًا، وانصرف.
قال الحافظ جعفر بن محمد المُسْتَغْفِريُّ: حدَّثنا أبو جعفر محمد بن علي النَّسَفي، قال: شهدت جِنَازة الشَّيخ أبي يَعْلى رحمه الله بالمُصَلَّى (1). فغشِينا أصوات طُبُول مثل ما يكون من العساكر، حتى ظَن جَمْعُنَا أن جيشًا قد قدم، فكُنَّا نقول: ليتنا صلَّينا عليه قبل أن يَغْشَانا هذا. فلما اجتمع النَّاس وقاموا للصَّلاة، وأنصتوا، هدأ الصَّوت كأنْ لم يكن، ثم إني رأيت في النَّوْم كأنَّ إنسانًا واقفٌ على رأْس درب أبي يعلى وهو يقول: أَيُّها النَّاس، مَنْ أراد منكم الطَريق المُسْتَقيم فعليه بأبي يعلى -أو نحو هذا.
مات في جُمَادى الآخرة سنةَ ستٍ وأربعين وثلاث مئة.
805 - النَّجَّاد *
الإِمام، الحافظ، الفقيه، أبو بكر، أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسْرَائيل بن يونس، البَغْدَادي، الحَنْبَلي.
ولد سنة ثلاثٍ وخمسين ومئتين.
(1) في "تذكرة الحفاظ": 3/ 867 "بالموصل"، وهو تحريف.
* تاريخ بغداد: 4/ 189 - 192، طبقات الفقهاء للشيرازي: 172، طبقات الحنابلة: 2/ 7 - 12، الأنساب: 553 أ، المنتظم: 6/ 390، اللباب: 3/ 213 - 214، سير أعلام النبلاء: 15/ 502 - 505، تذكرة الحفاظ: 3/ 868 - 869، العبر: 2/ 278 - 279، ميزان الاعتدال: 1/ 101، الوافي بالوفيات: 6/ 400، مرآة الجنان: 2/ 342، البداية والنهاية: 11/ 234، لسان الميزان: 1/ 180 - 181، طبقات الحفاظ: 355، شذرات الذهب: 2/ 376 - 378، الرسالة المستطرفة: 36، تاريخ التراث العربي: مج 1 / ج 3/ 236 - 237.
وسمع الحسن بن مُكْرم، ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقَان، وأحمد بن ملاعب، والبِرْتي، وإسماعيل القاضي، وابن أبي الدُّنيا، وتمتامًا، وهلال بن العلاء، وأبا داود، وطبقتَهم.
روى عنه: أبو بكر القَطيعي، والدَّارَقُطْني، وابن شاهين، والحاكم، وابن مَنْدَه، وابن رزقويه، وابنا بِشْران، وابن الفضل القَطَّان، وأبو علي بن شَاذان، وأبو بكر بن مَرْدُويه، وخلق.
قال الخطيب: كان صَدوقًا عارفًا، صنَّف في السُّنَن كتابًا كبيرًا، وكان له في جامع المنصور يوم الجمعة حَلْقتان: حَلْقة قبل الصَّلاة للفتوى، وحلقة بعدها للإِملاء (1).
حدَّثني أحمد بن سليمان المقرئ، سمعت أبا الحسن بن رزقويه غير مَرَّة يقول: أبو بكر النَّجّاد ابنُ صاعدنا (2).
أخبرنا الحَمَّامي، سمعت أبا علي بن الصَّوَّاف، يقول: كان النَّجّاد يجيء معنا إلى بِشْر بنِ موسى وغيره، ونعله في يده، فقيل له: لم لا تلبسها؟ قال: أُحب أن أمشيَ في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حافٍ (3).
حدَّثني الحسين بن علي الحَنَفي، سمعت أبا إسحاق الطَّبَري يقول: كان النَّجَّاد يصوم الدَّهْر، ويفطِر كلَّ ليلة على رغيف، ويترك منه
(1)"تاريخ بغداد": 4/ 189 - 190.
(2)
قال الخطيب: "عنى بذلك أن النجاد في كثرة حديثه، واتساع طرقه، وعظم رواياته، وأصناف فوائده لمن سمع منه، كيحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته في كثرة الحديث". انظر "تاريخ بغداد": 4/ 190
(3)
المصدر السابق. وفي الأصل: "حافي".