الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المِسْك، وشمَّها جماعة كانوا معي، ثم رددتها إلى موضعها (1).
توفي ابنُ مَخْلَد في جُمَادى الآخرة سنةَ إحدى وثلاثين وثلاث مئة، وله ثمان وتسعون سنة (2).
وفيها: مات بالكوفة هَنَّاد بن السَّرِي الصَّغير. يروي عن أبي سعيد الأشَجّ، وغيره. ومات ببغداد المسنِدُ الواعظ يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد الجَصَّاص، شيخ الدَّارَقطْني، وفي حديثه وَهْمٌ كثير.
وراوي " المُسْنَد الكبير" أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شَيبَة السَّدُوسِي، البَغْدادي. وكان ثقة.
ومسنِدُ البصرة أبو رَوْق أحمد بن محمد بن بكر الهِزَّاني.
779 - ابنُ أبي حاتم *
الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو محمد، عبد الرحمن بن الحافظ أبي حاتم محمد بن إدريس بن المُنْذر، التَّميمي، الحَنْظَلي، الرَّازِي.
(1) انظر "تاريخ بغداد" 3/ 311.
(2)
أي أن ولادته سنة / 233 / هـ، وفي "طبقات الحنابلة": 2/ 74 "مولده سنة ثلاث وثمانين ومائتين"، وهو وهم.
* الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 121 - 122، طبقات الحنابلة: 2/ 55، الأنساب: 4/ 252 - 253، معجم البلدان: 2/ 311، 3/ 120 - 121، تذكرة الحفاظ: 3/ 829 - 832، العبر: 8/ 202، ميزان الاعتدال: 2/ 587 - 588، دول الإسلام: 1/ 158، فوات الوفيات: 2/ 287 - 288، مرآة الجنان: 2/ 289، طبقات الشافعية للسبكي: 3/ 324 - 328، طبقات الشافعية للإسنوي: 1/ 416 - 417، البداية والنهاية: 11/ 191، لسان الميزان: 3/ 432 - 433، =
وقيل: إنَّ الحَنْظَلي نسبة له إلى دَرْب حَنْظَلة بالرَّي (1).
ولد سنة أربعين، وارتحل به أبوه فأدرك الأسانيد العالية.
سمع أبا سعيد الأَشَج، وعلي بن المنذر الطَّريقي، والحسن بن عَرَفة، وأحمد بن سِنَان القَطَّان، ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن إسماعيل الأَحمَسي، وابن وَارَة، وأبا زُرْعة، وخلقًا كثيرًا. ولم يرحل إلى خُرَاسان.
روى عنه: حُسَينك التميمي، وأبو الشَّيخ الأصْبهاني، وأبو أحمد الحاكم، وعلي بن محمد القَصَّار، وخَلْق.
وله تَصَانيف كثيرة، منها: كتاب "التَّفْسير"(2)، وهو كتاب جليل فيه آثار كثيرة لم يذكرها ابنُ جرير. ومنها: كتاب "الجَرْح والتَّعْديل"(3) ومنها "كتاب في الرَّدَّ على الجَهْمِيَّة"(4).
قال الحافظ أبو الحسن بن القطان: أبو محمد بن أبي حاتم إمام من أئمة خراسان، كثير التصنيف.
وقال أبو الوليد الباجي: هو ثقة حافظ.
= النجوم الزاهرة: 3/ 265، طبقات المفسرين للسيوطي: 17 - 18، طبقات الحفاظ: 345 - 346، طبقات المفسرين للداودي: 1/ 279 - 281، شذرات الذهب: 2/ 308 - 309، الرسالة المستطرفة: 72، تاريخ التراث العربي لسزكين: مج 1 / ج 1/ 352 - 355.
(1)
انظر "الأنساب": 2/ 251.
(2)
انظر مظانه في "تاريخ التراث العربي" لسزكين: مج 1 / ج 1/ 354.
(3)
طبع في حيدر آباد سنة 1953 م.
(4)
انظر المصدر السابق.
وقال أبو يَعْلى الخَليلي: أخذ عِلْمَ أبيه، وأبي زُرْعة، وكان بحرًا في العلوم، ومعرفة الرِّجال، صنَّف في الفِقْه، واختلاف الصَّحابة والتَّابعين، وكان زاهدًا يُعَدُّ من الأبدال (1).
وقال عليُّ بنُ أحمد الفَرَضي: ما رأيت رجلًا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قطّ.
ويروى أن أبا حاتم كان يتعجَّب من عبادة ابنه عبد الرحمن ويقول: لا أعرف له ذنبًا.
وقال ابن أبي حاتم: لم يدعني أبي أطلب الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شَاذَان.
وقال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرَّازي الخطيب في ترجمةٍ عمِلها لابن أبيٍ حاتم: كان رحمه الله قد كساه الله بهاءً ونورًا يُسَرُّ به مَنْ نظر إليه. سمِعْته يقول: رحل بي أبي سنة خمس وخمسين وما احتلمت بَعْدُ، فلما بلغنا ذا الحُلَيفة (2) احتلمت، فَسُرَّ أبي حيث أدركت حِجَّة الإسلام. قال: وسمعت في هذه السَّنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ.
(1) قال أبو عبد الرحمن السلمي في تعريف الأبدال: "هم من الأمم خلفاء الأنبياء والرسل، صلوات الله عليهم، وهم أرباب حقائق التوحيد، والمحدثون، وأصحاب الفراسات الصادقة والآداب الجميلة، والمتبعون لسنن الرسل صلوات الله عليهم أجمعين إلى أن تقوم الساعة". "طبقات الصوفية": 2، وانظر "الإرشاد للخليلي (خ): ورقة 121.
(2)
قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة. "معجم البلدان": 2/ 295.
قال أبو الحسن بعد أن ذكر اجتهاد ابن أبي حاتم في الطلب: رحل مع أبيه، ثم حَجَّ مع محمد بن حماد الطِّهْراني سنة ستين ومئتين، ثم رحل بنفسه إلى الشَّام ومصر سنة اثنتين وستين، ثم رحل إلى أَصْبهان سنةَ أربع وستين. وقال لي أبو عبد الله القَزْويني: إذا صَلَّيتَ مع ابن أبي حاتم فسلِّم نفسك إليه يعمل بها ما شاء.
وقد ذكر الحافظ أبو الفَضْل صالح بن أحمد الهَمَذَاني ابنَ أبي حاتم في كتاب "سنن التحديث" فأثنى عليه ثناء كبيرًا، وقال: كان إمام زمانه، ونسيج وحدِه، وواحد عصره، فما خلَّف بعده مثله معرفة وصيانة، وورعًا، وديانة، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل.
سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي يقول: سمعت أبا بكر الدَّارَكي يقول، سمعت أبا حاتم يقول: ابني عبد الرحمن حُجَّة.
سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: جرت مسألة عند أبي حاتم، فأفتى فيها عبد الرحمن ابنه، فقال أبو حاتم: عبد الرحمن ثقة منا.
سمعت جعفر بن أحمد يقول، سمعت أبا حاتم يقول: قد شاركني ابني عبد الرحمن في مئة ألف حديث.
مات في المحرَّم سنةَ سبعٍ وعشرين وثلاث مئة.
وفيها: مات شَيخُ القُرَّاء أبو بكر أحمد [بن](1) محمد بن إسماعيل
(1) ما بين حاصرتين ليس في الأصل. انظر ترجمته في "غاية النهاية": 1/ 106.