الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعض المنكرات لأن صاحبها قد ظلم، وتعدى وكابر فلا بأس.
190 -
حكم من يدعو إلى الله تعالى وعنده بعض النقص في دينه
س: يقول السائل عندنا في السودان ناسٌ يدعون إلى الإسلام، ويعملون لإعلاء كلمة الله، وتطبيق شرع الله، ولكن تطالعنا صور بعضهم وهم من قادة هذه الدعوة بدون اللحى، أي يحلقون اللحية، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإطلاق اللحى في عدة أحاديث، ما رأى سماحتكم في مخالفة هذا الأمر؟ (1)
ج: الداعي إلى الله جل وعلا، والمعلم لعباد الله ليس بمعصوم، فإذا كان يدعو إلى الله جل وعلا، ويرشد الناس إلى الخير، فهو مشكور وله أجره العظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«من دل على خير فله مثل أجر فاعله» (2) والله يقول سبحانه {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، فالدعوة إلى الله وإلى توحيده، وإلى طاعة أوامره وترك نواهيه، هذه هي سبيل الرسل:
(1) السؤال الثالث من الشريط رقم (198).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره، برقم) (1893).
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} والداعي إلى الله قد يقع منه بعض المعاصي ليس بمعصوم، فلا تزهد فيه من أجل هذه المعصية، اسمع ما يقوله من الحق، من: قال الله وقال رسوله واستفد من ذلك وانتفع بذلك وادع الله أن يوفقه لتوفير لحيته وإكرامها، وإعفائها، فلا شك أن حلق اللحية محرم ومنكر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين» (1) وقال عليه الصلاة والسلام: «خالفوا المشركين وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب» (2) وقال في اللفظ الآخر: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس» (3) كلها أحاديث صحيحة، بعضها في الصحيحين، وبعضها في صحيح مسلم، فالواجب على كل مسلم وإن كان من غير أهل العلم، أن يعفيها وأن يوفرها وأهل العلم أولى بهذا؛ لأنهم الدعاة ولأنهم القدوة، فالواجب عليهم أن يوفروها ويحترموها طاعة لله ولرسوله، وعملاً بشرع
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة، برقم (7092) بدون لفظخالفوا المشركين.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب تقليم الأظفار، برقم (5892).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة، برقم (260).