الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترك بدع أو ترك شرب مسكر، أو ما أشبه ذلك، لا تقل: إذا الله هداني، بل قل: سمعًا وطاعة، جزاك الله خيرًا، وعليك الامتثال؛ لأن الله أمرك بهذا، وأمره هو أن ينكر عليك ويعلمك، قال الله سبحانه:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وذم الله من استكبر، فقال جل وعلا، ذامًا لمن استكبر عن الحق:{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} نسأل الله العافية، فالواجب عليك إذا قال لك أخوك صل، أو دع صحبة الأشرار، أو دع الربا أو دع الفواحش، أو أدِّ الزكاة، أو ما أشبه ذلك، أن تقول: جزاك الله خيرًا، إن شاء الله، أسال الله أن يعينني، أسأل الله أن يهديني، جزاك الله خيرًا، أثابك الله وتشكره، تدعو له وتبادر إلى الحق.
240 -
حكم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يمتثل لهما
س: السائل: س. ع. م. ل، من الحبشة، يقول: إنني كثيرًا ما أندفع للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، لكنني ألاحظ على نفسي عدم الامتثال لكل ما أقول، وهذا يجعلني في حيرة وقلق، فبماذا
تنصحونني؟ (1) جزاكم الله خيرًا.
ج: ننصحك أن تستعين بالله في الدعوة وفي العمل، وأن تجاهد نفسك حتى تعمل بما أوجب الله، وحتى تنتهي عما حرم الله، وحتى تكون من أسبق الناس إلى ما تدعو إليه من الخير، وحتى تكون من أبعد الناس عما تنهى عنه من الشر، حتى لا يحتج عليك من تدعوه إلى الله، وحتى لا يقول لو كان هذا صادقًا لما خالف قوله عمله، وعمله قوله، فالله يقول سبحانه:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} وينكر على بني إسرائيل فيقول لهم سبحانه: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} ، فعليك يا أخي ألاّ تجبن، وألاّ تضعف عن الدعوة إذا كان عندك علم، تدعو إلى الله على حسب علمك وبصيرتك، وعليك أن تحذر القول على الله بغير علم، عليك أن تتفقه في الدين وأن تتبصر، وأن تدعو إلى الله على بصيرة، كما قال سبحانه:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}
(1) السؤال الرابع من الشريط رقم (165).