الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} ، فالمقصود أن الله جل وعلا شرع لنا التذكير والدعوة، فإذا أمكنك أن تدعوهم إلى الله، وأن ترشدهم إلى الخير، وأن تحذرهم من الباطل، فأنت على خير عظيم، أما الجلوس معهم فلا.
267 -
بيان ما يلزم من الصبر في سبيل الدعوة إلى الله تعالى
س: أود أن أعبر في هذه الرسالة عما أشعر به في هذه الأيام، من ضيق بمن حولي من الناس لكثرة فجورهم كما تقول، وقلة حيائهم وبعدهم عن الدين، ودائمًا أتساءل في نفسي، هل هؤلاء الناس هم من عرفتهم منذ عام منذ عامين منذ نعومة أظفاري؟ والإجابة قطعًا نعم، إذن لماذا أشعر بالغربة بينهم، فلا يعجبني سلوكهم، ولا يرضيني ميولهم، وذلك لأنها أعمال لا ترضي الله ولا رسوله، هذا ما شعرت معه بالحاجة للإجابة الصريحة على سؤالي، ولهذا فقد بعدت من القريبات، والصديقات، فهل من كلمة تتفضلون بها تثبتني على طريق الحق إن شاء الله؟ (1)
ج: نعم نوصيك بالصبر والدعاء لهن بالتوفيق، والهداية
(1) السؤال من الشريط رقم (333).
ونصيحتهن بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، فقد صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقد أوذي ورأى من الكفر والفجور ما لم تر، وصبر على هذا، وأحسن إلى الناس ورحمهم، وعطف عليهم مع إيذائهم له عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى:{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} ، وقال سبحانه:{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ، وقال تعالى:{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} ، فالمؤمن يصبر ويحتسب، والله يقول:{وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ، ويقول سبحانه:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:«ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر» (1) واستعيني بالله ثم بمن ترين من الأخوات الطيبات، في نصيحتهن، تعاونوا على البر والتقوى، ليكن معك من يساعدك في النصيحة، والتوجيه
(1) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة، برقم (1469)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب فضل التعفف والصبر، برقم (1053).