الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صنيع الإمام البخاري في صحيحه، فقد أورد خبر كتبه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك، وذلك يدل على أنه إنما كان في العام التاسع.
عمرة القضاء
ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في ذي القعدة من السنة السابعة قاصدا مكة، وهو الشهر الذي صدّه فيه المشركون عن دخولها، فاعتمر عمرة القضاء. وذكر ابن سعد في طبقاته:«أن المعتمرين بها معه عليه الصلاة والسلام كانوا ألفين، وهم أهل الحديبية ومن انضاف إليهم، ولم يتخلف عنها من أهل الحديبية إلا من مات أو استشهد بخيبر» «31» .
قال ابن إسحاق: «وتحدثت قريش بينها بأن محمدا وأصحابه في عسرة وجهد وشدة. قال:
فصفّ له المشركون عند دار الندوة، لينظروا إليه وإلى أصحابه، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد اضطبع بردائه، وأخرج عضده اليمنى ثم قال: رحم الله امرأ أراهم اليوم من نفسه قوة. ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه، حتى هرول كذلك ثلاثة أطواف. ومشى سائرها.
قال: فكان ابن عباس يقول: كان الناس يظنون أنها ليست عليهم (أي ليست سنة عامة) وذلك أن الرسول إنما صنعها لهذا الحي من قريش للذي بلغه عنهم، حتى إذا حج حجة الوداع فلزمها، فمضت السنة بها» «32» .
وتزوج صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بميمونة بنت الحارث. فقيل أنه تزوجها وهو محرم (عقد نكاحه عليها فقط) وقيل بل عقد عليها بعد التحلل وكان الذي زوّجه إياها العباس بن عبد المطلب زوج أختها أم الفضل «33» .
ولما مضى من دخوله عليه الصلاة والسلام مكة ثلاثة أيام (وهي المدة التي قاضى قريشا على الإقامة بها) أتوا عليّا رضي الله عنه فقالوا: «قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم» «34» .
(31) طبقات ابن سعد: 3/ 167
(32)
سيرة ابن هشام: 2/ 370 ومضمون ذلك متفق عليه بروايات متقاربة عند الشيخين.
(33)
انظر عيون الأثر: 2/ 148
(34)
رواه البخاري: 5/ 85