الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشك في عدد الركعات في الصلاة
حكمه، أسبابه، علاجه
للدكتور: عبد العزيز بن محمد الربيش (1)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده.
وبعد:
فإنه لا يصح الإسلام ولا يقوم إلا على أركانه الخمسة، كما قال صلى الله عليه وسلم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا (2)» متفق عليه.
(1) الأستاذ المساعد في قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب (الإيمان)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" بني الإسلام على خمس " 1/ 8، ومسلم في كتاب (الإيمان)، باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام، (ح 6)، 1/ 45.
والصلاة أحد هذه الأركان التي يجب على المسلم المحافظة على أدائها في اليوم والليلة خمس مرات، كما قال تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (1).
وأن يكون أداؤها بكمال أركانها وواجباتها وسننها، مع الخشوع والتذلل لله والطمأنينة فيها، حتى يؤدي الصلاة كما جاءت في الكتاب والسنة؛ لأن المسلم مطلوب منه أن يؤدي الفرض الواجب عليه بيقين.
وكثير من المصلين يؤدي الصلاة لوقتها، ولكنه يؤديها ناقصة، إما لخلل في أركانها وواجباتها، وإما بسبب ما يلبسه الشيطان عليه في صلاته، فيشغله وينسيه حتى يضيع عليه صلاته - وهو الحريص على ذلك - {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (2).
ومن مهمات الشيطان إفساد صلاة العبد، بإدخال الشكوك والوساوس، وإشغال المصلي عن أداء صلاته. فإنه إذا أقيمت الصلاة أقبل إلى المصلين ليفسد عليهم صلاتهم، كما ثبت ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضى أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضى أقبل، حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري أثلاثا صلى
(1) سورة البقرة الآية 238
(2)
سورة فاطر الآية 6
أم أربعا، فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو (1)».
حتى إذا انتهى بعض المصلين من صلاتهم انطبق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمار بن ياسر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها (2)» .
وإن المتأمل في حال المصلين اليوم يجد كثرة من يشتكي من هذا الأمر، فأحببت أن أبحث المسألة لعلي أخرج بنتيجة تنفعني وتنفع إخواني المسلمين، وقد جعلت هذا البحث يشتمل على مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة.
المقدمة: تشتمل على أهمية الموضوع وبيان خطة البحث.
المبحث الأول: في بيان معاني بعض الألفاظ التي لها صلة بالبحث. وهي:
(1) أخرجه البخاري، في كتاب (بدء الخلق)، باب صفة إبليس وجنوده 4/ 94.
(2)
أخرجه أبو داود من حديث عمار بن ياسر، في كتاب (الصلاة)، باب ما جاء في نقصان الصلاة، (ح 796) 1/ 503، وأحمد في المسند 4/ 319، وحسنه الألباني. انظر: صحيح سنن أبي داود باختصار السند 1/ 151.
أولا: الشك.
ثانيا: اليقين.
ثالثا: التحري.
رابعا: الظن.
خامسا: غلبة الظن.
سادسا: الوهم.
سابعا: الاشتباه.
المبحث الثاني: خلاف الفقهاء في المسألة. ويتضمن:
- تحرير محل النزاع.
- بيان الأقوال في المسألة.
- بيان أدلة كل قول مع المناقشة.
- بيان القول الراجح.
المبحث الثالث: موضع سجود السهو.
المبحث الرابع: أسباب وقوع المصلي في الشك والنسيان وعلاجه. ويتضمن:
أولا: أهم أسباب الشك والنسيان في الصلاة.
ثانيا: علاج المشكلة.
الخاتمة: وفيها بيان لأهم نتائج البحث.
هذا وأسأل الله الكريم المنان أن يمن علي بالتوفيق والإخلاص والسداد والقبول. وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.