الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصلي عن صلاته.
4 -
الأسباب الأخرى: وهذه الأسباب لكونها تختلف من شخص إلى آخر ومعرفتها ترجع إلى كل شخص حسب ما يجده من خلال تتبعه ومرورها عليه أثناء صلاته، فإن علاجها يرجع إليه أيضا، فيدرس أي سبب يرد عليه، ويحاول أن يجتهد في علاجه، ومتى ما صدقت نيته، وجد في طلب العلاج، وتضرع إلى الله بالدعاء، وأخلص في ذلك، فإن الله لن يرده خائبا، متى ما علم من عبده صدق النية وإلحاحه في الدعاء.
الخاتمة: وفيها بيان لأهم نتائج وفوائد البحث:
وبعد الانتهاء من هذا البحث فإنه من المناسب أن أختمه بذكر أهم ما توصلت إليه من فوائد ونتائج:
1 -
أن العلماء يفرقون بين الظن وغلبة الظن.
2 -
ولذلك يختلف اعتبارهما عند الفقهاء.
3 -
فالظن عند الفقهاء ملحق بالشك، فغالبا لا يفرقون بين الظن والشك.
4 -
أما غالب الظن فإنهم يلحقونه باليقين.
5 -
أن الوهم دون الظن والشك.
6 -
أنه لا عبرة للتوهم عند الفقهاء.
7 -
فلا يثبت حكم شرعي استنادا على وهم.
8 -
أن هناك فرقا بين الاشتباه والالتباس.
9 -
فإن الاشتباه معه دليل يرجح أحد الاحتمالين، أما الالتباس فإنه لا دليل معه.
10 -
إذا كان الشك الطارئ على الإنسان في عدد الركعات في الصلاة وهما بأن طرأ على الذهن ولم يستقر فلا يلتفت إليه؛ لأن الإنسان لو طاوع التوهم لتعب تعبا عظيما.
11 -
إذا كثرت الشكوك مع الإنسان حتى أصبح ملازما له في أكثر العبادات فإنه لا عبرة به؛ لأنه تحول إلى مرض وعلة ومثل هذا يعتبر ذهنه غير مستقر فلا عبرة به.
12 -
أما إذا كان الشك خاليا من ذلك، فشك في عدد الركعات، فإن الفقهاء اختلفوا في هذه المسألة إلى سبعة أقوال.
13 -
أن أرجح هذه الأقوال في نظري هو من جعل الحكم يدور مع وجود الظن الغالب وعدم وجوده عند الشاك.
14 -
فقال: إما أن يكون الشاك عنده ظن غالب فيتحرى؛ بأن يبني على غالب ظنه، ويحمل حديث ابن مسعود رضي الله عنه على ذلك.
وإما أن لا يكون عنده ظن غالب يعمل عليه؛ فيبني على اليقين - وهو الأقل - وتحمل أحاديث البناء على اليقين على ذلك.
15 -
أن سبب ترجيحي لهذا القول: أن جميع الأحاديث الواردة في هذه المسألة تعتبر خطابا للشاك، وتوجيهها بما تقدم فيه إعمال لجميع تلك الأحاديث، وإعمالها والجمع بينها أولى من إعمال بعضها وإهمال البعض الآخر.
16 -
أن ترجيح غيره من الأقوال في المسألة يؤدي إلى إعمال بعض الأحاديث وإهمال البعض الآخر، وهذا غير جائز مع
إمكانية الجمع.
17 -
وهذا له نظائر في الفقه الإسلامي، فإنه يقال للحاكم: احكم ببينة واحكم بالشهود ونحو ذلك، فإن هذا مع الإمكان، فإذا لم يمكن ذلك رجع إلى الاستصحاب وهو البراءة، كذلك المصلي الشاك يعمل بما يتبين له الصواب، فإن تعذر ذلك رجع إلى الاستصحاب.
18 -
إذا شك المصلي في عدد الركعات في الصلاة فإنه يجب عليه أن يسجد سجدتين للسهو.
19 -
وهل يكون سجوده قبل السلام أو بعده؟
20 -
اختلف الفقهاء في ذلك بناء على اختلافهم في أصل المسألة: وهو مكان وموضع سجود السهو عاما في أي سهو يقع للمصلي.
21 -
فإن الفقهاء اختلفوا في مسألة الأصل إلى أربعة أقوال.
22 -
فعلى هذا: يكون سجود السهو لمن شك في عدد الركعات في الصلاة عند أبي حنيفة والثوري بعد السلام.
23 -
وعند الشافعية ورواية لأحمد يكون قبل السلام.
24 -
وعلى القول بالتحري في هذه المسألة عند الإمام أحمد يكون بعد السلام.
25 -
أما المالكية فإنه يكون بعد السلام في المشهور. وقيل: قبل السلام.
26 -
أن وقوع الشك للمصلي في صلاته يرجع إلى عدة أسباب، منها:
أ - الشيطان.
ب - عدم تسوية الصفوف ووجود الفرج في صلاة الجماعة.
ج - الحضور المتأخر إلى صلاة الجماعة.
د - أسباب أخرى كثيرة تختلف من شخص إلى آخر.
27 -
أن هناك علاجا لكل سبب من هذه الأسباب، بينت ذلك مفصلا في البحث.
صفحة فارغة
حكم الكلام وما شابهه في الصلاة
للدكتور: عبد السلام بن سالم السحيمي (1)
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (4){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (5).
أما بعد:
فإن الصلاة صلة بين العبد وربه، وهي عماد الإسلام وأحد أركانه العظام، وهي آخر ما يفقد من هذا الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد
(1) أستاذ مساعد بقسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
(2)
سورة آل عمران الآية 102
(3)
سورة النساء الآية 1
(4)
سورة الأحزاب الآية 70
(5)
سورة الأحزاب الآية 71
يوم القيامة؛ فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، نعوذ بالله من الخسران.
وقد افتتح الله صفات المؤمنين الواردة في سورة المؤمنون بقوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (1)، واختتمها بقوله عز وجل:{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (2)، ثم عقب على هذه الصفات بقوله سبحانه:{أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} (3){الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (4).
فالواجب على كل مسلم أن يحافظ على الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها، وأن يتجنب ما يبطلها أو ينقص منها.
ولقد رأيت أنه من المناسب الكتابة في موضوع مهم يتعلق بالصلاة، وهو حكم الكلام وما شابهه في الصلاة، وذلك للأسباب التالية:
1 -
أهمية الصلاة في الدين؛ ولأنه يجب على كل مكلف أن يعلم أحكام الله تعالى في كل فعل يقدم عليه، فإن لم يتعلم ذلك كان عاصيا، وعلم الإنسان بحالته التي هو فيها فرض العين من العلم (5).
2 -
أنني لا أعلم أن أحدا ألف مؤلفا مستقلا في هذا الموضوع.
3 -
أنني قد طالعت بعض كتب الفقه وشروح الحديث فرأيت اختلاف أهل العلم رحمهم الله في هذا الموضوع، فمنهم من تساهل حتى صحح الصلاة مع الكلام المتعمد ولو لغير إصلاح الصلاة،
(1) سورة المؤمنون الآية 2
(2)
سورة المؤمنون الآية 9
(3)
سورة المؤمنون الآية 10
(4)
سورة المؤمنون الآية 11
(5)
انظر الذخيرة 2/ 139.