الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اتباع النصوص لم يعدل عنها، وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيرا بها وبدلالتها على الأحكام.
وقال رحمه الله: فلا بد من هذه الثلاثة: العلم؛ والرفق؛ والصبر. العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده، وإن كان كل من الثلاثة مستصحبا في هذه الأحوال؛ وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعا؛ ذكره القاضي أبو يعلى في المعتمد:(لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما ينهى عنه؛ رفيقا فيما يأمر به؛ رفيقا فيما ينهى عنه؛ حليما فيما يأمر به، حليما فيما ينهى عنه). وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
س: من النساء من ت
تناول دواء لإيقاف العادة الشهرية في شهر رمضان
لتتمكن من أداء الصلاة والصيام مع الناس، ما حكم عملها هذا؟
ج: استعمال هذه الأدوية التي تمنع نزول الحيض وتمنع الحمل ونحوها أولا في أصل استعمالها لا بد للمرأة أن تستشير أهل الاختصاص في الطب هل من المناسب لها استعمال مثل هذه الأدوية؛ لأنها لا تناسب كل امرأة بل قد تضر ببعض النساء، ثم إن كانت لا
تضرها لا بد من إذن زوجها فإن أذن لها فإن استعمالها لهذا الدواء مباح، لكن ينبغي للنساء عدم التمادي والاسترسال في هذا الأمر؛ لأنه ومن الواقع ثبت لنا أن مثل هذه الأدوية تسبب للمرأة اضطرابات في عادتها حتى تكون المرأة غير ضابطة لها، فتختل عليها بسبب ذلك كثير من الأمور، وخاصة العبادات من صلاة وصيام وحج ونحو ذلك.
لذا فإني أنصح المرأة أن تترك الأمر على طبيعته كما خلقه الله، فإنه سبحانه أحكم الأحكمين وهو العليم الخبير اللطيف، يعلم ما يصلح عباده، فلا ينبغي لها أن تتعرض لمثل هذه الأمور التي تؤدي بها إلى الاختلال والاضطراب في عادتها فتختل عبادتها تبعا لذلك، وقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن بل وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا يأتيهن الحيض في رمضان فيفطرن، ثم يقضين، والحمد الله الأمر يسير، تفطر إذا نزل دم الحيض ثم تقضي، ولها فيمن سلف من نساء الصحابة رضي الله عنهن خير قدوة، حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخبرت أنه كان يكون عليها الصوم من رمضان فما تقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، المقصود أن الأمر يسير ولا تضجر المرأة وتذهب لهذه الأدوية التي تسبب لها الاضطرابات. والله أعلم.