الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم (1).
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم: «أذكركم الله في أهل بيتي (2)» .
وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: «لن ينالوا خيرا حتى يحبوكم لله ولقرابتي (3)» .
ولذا فإن المؤمنين "يتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون أهل البيت بقول أو عمل"(4).
(1) ابن تيمية، العقيدة الواسطية، ص 42، 43
(2)
رواه الدرامي، كتاب فضائل القرآن، باب 1، وابن حنبل، ج2/ ص 114
(3)
رواه ابن حنبل فضائل الصحابة 2/ 917
(4)
ابن تيمية، العقيدة الواسطية ج1، ص 42
المطلب الثالث: التعريف بحقوقهم وفضائلهم من حق المسلم على أخيه
من واجب المسلم تبصير أخيه المسلم بفضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وتعريفه بحقوقهم عليه، كما يجب على المسلمين أن يتواصوا فيما بينهم بوجوب احترام الصحابة رضي الله تعالى عنهم وذكر مآثرهم وفضائلهم التي لا مثيل لها في التاريخ؛ فعلى أكتافهم قامت أعظم أمة، وبجهودهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله صارت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.
والتواصي به على مقتضى ما وصف الله تعالى به المؤمنين من التواصي بالحق والصبر والمرحمة؛ فالقرآن والسنة يدلان دلالة قاطعة على "التحذير من مشاحنتهم وإضمار الغل لهم والمحافظة على ذلك والتواصي به على مقتضى ما وصف الله تعالى به المؤمنين من التواصي بالحق والصبر والمرحمة"(1).
وبعد ما ذكر الذهبي أن حبهم إيمان وبغضهم من النفاق كما جاء ذلك في الحديث الصحيح قال: " وما ذاك إلا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. .. وإنما يعرف فضائل الصحابة رضي الله عنهم من تدرب أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان والمجاهدة للكفار ونشر الدين، وإظهار شعائر الإسلام، وإعلاء كلمة الله ورسوله، وتعليم فرائضه وسننه، ولولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل ولا فرع ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضا، ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئا، فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين؛ لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم وإضمار الحقد
(1) القاسمي، إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذاهب الحق من أصول التوحيد، ص 417