الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والثناء عليهم يقول به كل صاحب نظرة موضوعية حتى من الخصوم أو المخالفين؛ "قال مالك رضي الله تعالى عنه: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام قالوا: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا، وقد صدقوا في ذلك، فإن هذه الأمة المحمدية خصوصا الصحابة لم يزل ذكرهم معظما في الكتب كما قال الله تعالى في هذه الآية: (ذلك مثلهم) أي وصفهم في التوراة، (ومثلهم) أي وصفهم {فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} (1) أي فراخه (فآزره) أي شده وقواه (فاستغلظ) أي شب فطال، فكذلك أصحاب محمد آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزرع ليغيظ بهم الكفار"(2).
(1) سورة الفتح الآية 29
(2)
تفسير ابن كثير 4/ 205
المطلب الثاني: الدعاء لهم
لقد نص القرآن الكريم نصا قاطعا على أن من سمات المؤمنين الاستغفار للسابقين عليهم من الصحابة، ويظهر هذا في قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (1).
(1) سورة الحشر الآية 10